لماذا تكون ركلات الترجيح تحت الضغط صعبة للغاية؟ ⚽😨

penalty-g5a8cc281c_1280
CC0
  • أحمد حسن
  • الأحد، 19-12-2021
  • 12:10 م
يمكن القول إن ركلات الترجيح في كرة القدم الدولية هي واحدة من أكثر المواقف الرياضية ضغطًا في العالم. حيث وصف مايكل أوين وديفيد بيكهام في سيرتهما الذاتية، عدم قدرتهما على التفكير بشكل طبيعي أو التنفس بشكل صحيح في الدقائق التي تسبق تنفيذ ركلة جزاء في بطولة دولية رفيعة المستوى.



عادةً ما تمثل هذه الأفكار والمشاعر قلقًا للعقل والجسم، والذي يمكن أن يظهر على صورة أنفاس سريعة وقصيرة، ومعدل ضربات قلب عالية وتوتر عضلي. يعتمد مدى تأثير هذه الأعراض على أداء اللاعب وكيفية إدراكه للموقف وما إذا كان يشعر بالسيطرة على زمام الأمور أو أنه تحت التهديد.

اظهار أخبار متعلقة



أظهر الباحثون أنه عند مواجهة ضغط عالي جراء القيام بركلات الترجيح، غالبًا ما يكون أداء لاعبي كرة القدم دون المستوى الأمثل. ووجدوا أن العوامل النفسية تلعب دورًا هاما أكثر من المهارة والتعب لنجاح ضربات الجزاء.

ويعتقد الباحثون في علم النفس الرياضي أن هناك سببين رئيسيين وراء حالة "الاختناق تحت الضغط".

الأول هو أنه مع زيادة الضغط، يصبح الرياضي حساسًا للتهديد ومشتتًا، مما يتسبب في تحول الانتباه إلى المشاعر الداخلية والعوامل الخارجية مثل التركيز المفرط على حارس المرمى.

أما الثاني فتجادل نماذج التركيز الذاتي بأن الضغط المرتفع يتسبب في تركيز الرياضي بشكل كامل على آليات المهارة مما يؤدي إلى فقدان الطبيعة التلقائية لها.

اظهار أخبار متعلقة



يمكن للكثير منا ممن مارسوا الرياضة على مستوى عالٍ أن يتعاطفوا مع ظاهرة "الاختناق" أو الأداء دون المستوى الأمثل.

لمعرفة المزيد عن تأثير الضغط على أداء لاعب كرة القدم عند تنفيذ ركلات الترجيح قمنا بإجراء بحث على لاعبي كرة القدم في الأكاديمية المحترفة تحت 18 عامًا، كان الهدف الأساسي هو محاكاة العديد من الظروف التي يمكن أن تحفز التوتر والعواطف التي أبلغ عنها اللاعبون المحترفون عند تنفيذ ركلة جزاء في ركلات الترجيح. وشمل ذلك تقدم اللاعب لوحده لتنفيذ ضربة الجزاء، وضوضاء الجماهير والقلق بشأن أداء حارس المرمى على سبيل المثال.



قام اللاعبون بتسديد أربع ركلات جزاء على أهداف صغيرة كانت موجودة في (أسفل، أعلى، يمين ويسار) المرمى وتحت ظروف ضغط منخفضة وعالية.

بالنسبة لسيناريو الضغط المنخفض، تم توجيه اللاعبين لتسديد ضربات الجزاء في الأهداف التي يفضلونها ومن ثم تكرار نفس العملية من نقطة ركلة الجزاء.

ولإعادة إنشاء موقف الضغط العالي، تم تبليغ اللاعبين بأنهم سيبدأون الاختبار من خط المنتصف وسيعودون إلى خط المنتصف بعد كل ضربة جزاء. وكان عليهم تنفيذ ضربات الجزاء في أماكن محددة. ولجعل الأمر أكثر إرهاقًا كان عليهم أن يسددوا آخر تسديدتين من ركلات الجزاء في أهداف يعلم حارس المرمى مسبقًا أنهم سيصوبون الكرة عليها.

اظهار أخبار متعلقة



سيقومون بكل هذا وهم يستمعون إلى ضجيج الجماهير من ركلات الترجيح المتلفزة السابقة. إضافة إلى أنهم كانوا يعتقدون أنهم سيكونون في منافسة مباشرة مع لاعبين آخرين، وسيقوم المدرب بتقييم أدائهم باستخدام مقاطع الفيديو المسجلة بعد الانتهاء من جميع ضربات الجزاء.

في ظل حالة الضغط العالي المحاكي للواقع، كان مستوى قلق اللاعبين والضغط ملحوظ عليهم وكان معدل التنفس أعلى بكثير. لقد شعروا بثقة أقل في قدرتهم على التسديد، وأصبحت دقة التسديد لديهم غير متسقة.

لقد وجدنا أن تركيز اللاعبين تحول من التركيز على أهدافهم تحت الضغط المنخفض إلى التشتت والإفراط في التفكير تحت الضغط العالي.

تم تشتيت انتباه بعضهم بسبب الأفكار المقلقة مثل الخوف من عدم التسجيل، وعدم الرغبة في أن يكونوا الأسوأ في الفريق. كما أبلغوا عن أعراض زيادة التوتر، مثل التعرق واضطراب في المعدة وزيادة في التنفس.

اظهار أخبار متعلقة



وعلى الرغم من أن الضغط الناتج عن دراستنا لا يقارن بالضغط الذي يعاني منها لاعبو كرة القدم المحترفون في البطولات الكبرى، إلا أنه تسبب في تأثيرات مماثلة. حيث واجه اللاعبون مجموعة من الأفكار والمشاعر المختلطة، والاستجابات الجسدية المختلفة، خاصة أثناء المشي من خط المنتصف إلى مكان تسديد ركلة الجزاء.

لمساعدتهم على التعامل مع ضغط الموقف، من المهم للغاية أن يتدرب اللاعبون في ظل ظروف بدنية ونفسية مماثلة لدورة الضغط العالي. أي شيء قد يخفف من الخوف من تنفيذ ركلات الجزاء في المنافسات الكبرى لن يكون مفيدًا إلا للاعبين وكرة القدم نفسها.
شارك
التعليقات