يصوت السويسريون للمرة الرابعة على
التوالي، على مشروع قانون يحظر إجراء التجارب العلمية على الحيوانات، رغم رفضه
ثلاث مرات سابقا في الأعوام 1985، و1992، و1993.
وبحسب هيئة الإذاعة السويسرية "سويس إنفو"، يطالب
نص المبادرة، الذي سيخضع لحكم صناديق الاقتراع
يوم الأحد 13 شباط/ فبراير المقبل، بحظر جميع التجارب على البشر والحيوانات،
بالإضافة إلى منع استيراد منتجات جديدة تمَّ تطويرها عبر تجارب من هذا القبيل.
وكل عام وخلال السنوات العشر الأخيرة،
تمَّ إجراء تجارب على حوالي 600 ألف حيوان، إلا أنَّ هذا الرقم في تناقص مستمر
وفقاً لإحصائيات مكتب الطب البيطري الفدرالي. ففي عام 2020، مرت 550107 عينة على
المختبرات السويسرية، حيث تتكون الغالبية العظمى منها من الفئران (346 ألف)،
والطيور (66 ألف) والجرذان (52 ألف).
في سويسرا، تجري معظم التجارب على
الحيوانات في المعاهد العليا وفي المصانع. وفي عام 2020، كان أكثر من 60% منها
يتعلق بالبحوث البيولوجية الأساسية، أي من أجل التحقق من الفرضيات العلمية أو
للحصول على خزعات (عينات) من الخلايا والأعضاء.
ما هي مطالب المبادرة؟
لقد أُطلقَ نص المبادرة تحت عنوان: "نعم
لحظر التجارب على الحيوانات والبشر ـ نعم لنهج البحث الذي يُعزز السلامة والتقدم".
ويهدف النص إلى منع حصول أية تجربة على
الكائنات الحية على الأراضي السويسرية. كما تسعى المبادرة أيضاً إلى حظر التجارب
على البشر، لكنها لا تحدد إن كان ذلك يخصّ فقط الطب وعلم الأحياء أم أنه يشمل
أيضاً علم النفس وعلم الاجتماع وعلوم الرياضة.
وأطلقت مجموعة من مواطني سانت غالن هذه
المبادرة، وتنوه في حجتها إلى أنَّ "عدداً كبيراً من الدراسات يُظهر أنَّه لا
الحيوانات ولا البشر يستطيعون أن يقدموا إسقاطات موثوقة للكائنات الحية الأخرى".
وتؤكد اللجنة أنها لا ترغب في منع الأبحاث على الإنسان، وإنما تريد تطوير العلم من
خلال الجمع بين مناهج تُركّز على المريض بدلاً من أن تتسبّب له بالمعاناة.
في المقابل، تدعو الحكومة والبرلمان الشعب لرفض
المبادرة. وقد تخلى كل منهما عن وضع مشروع مضاد لأنهما يعتبران أنَّ القانون
الحالي متشدد بما فيه الكفاية.
كما اتخذت المنظمة الأم للمعاهد العليا
والجامعات في سويسرا موقفاً مُعارضاً للمبادرة، وكان موقف الصندوق الوطني السويسري
للبحث العلمي مماثلاً، بل اعتبرت الجمعية السويسرية لحماية الحيوانات نصّ المبادرة
متطرفاً، وقالت إنها تفضل أن يكون هناك دعم أفضل للطرق البديلة.
من جهة أخرى، يخشى معارضو المبادرة من
عدم التمكن من إنتاج العديد من الأدوية في سويسرا أو استيرادها: "سينقطع
بلدنا عن التقدم الطبي العالمي، ما سيكون له عواقب وخيمة على صحة الإنسان والحيوان"،
كما يُشددون في تبرير موقفهم على مدى أهمية البحث العلمي وتطوير العلاجات بالنسبة
لسويسرا. فبتخليها عن التجارب على الحيوانات، ستفقد سويسرا جاذبيتها وستضطر العديد
من البرامج العلمية والشركات العاملة فيها إلى نقل مقراتها إلى خارج البلاد.