ضغط العمل يمكن أن يؤدي لسكتات دماغية ونوبات قلبية بنسبة خطيرة

العمل - CC0
العمل والمخاوف المالية سيئان على الصحة النفسية والجسدية- CC0
  • عربي21- أحمد حسن
  • الجمعة، 28-01-2022
  • 10:28 ص
حذرت دراسة جديدة من أن ضغوط العمل والمخاوف المالية قد تزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية بنسبة قد تصل إلى 30%.

وكان الباحثون السويديون قد ربطوا بين مخاطر الإصابة القلب والأوعية الدموية ومستويات التوتر العالي لعينة دولية تضم أكثر من 100 ألف شخص.

لم يتمكن الباحثون بحسب الدراسة التي ترجمت "عربي21 لايت" أبرز نتائجها، من شرح الرابط الذي توصلوا إليه في نتائجهم بشكل قاطع، وحتى إذا ما كانت مستويات التوتر العالية هي سبب لأمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك تشير الدراسات السابقة بالفعل إلى أن المستويات المرتفعة من الكورتيزول الناتجة عن الإجهاد طويل الأمد يمكن أن تزيد من نسبة الكوليسترول في الدم، والدهون الثلاثية، وسكر الدم، وضغط الدم.



وقالت مؤلفة الدراسة أنيكا روزينجرين وهي أستاذة الطب بجامعة جوتنبرج: "ليس معروفا بالضبط ما الذي يسبب ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بين الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد الشديد". لكن العديد من العمليات المختلفة في الجسم مثل تصلب الشرايين وتجلط الدم قد تتأثر بالإجهاد.

اقرأ أيضا: 10 علامات قد تشير إلى نوبة قلبية عادة ما تتجاهلها النساء 😨

وأضافت في دراستها التي نشرت نتائجها في مجلة "JAMA Network Open": "إذا أردنا الحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على مستوى العالم، فنحن بحاجة إلى اعتبار الإجهاد عامل خطر محتمل".

أمراض القلب والأوعية الدموية هو مصطلح يشير إلى جميع أنواع الأمراض التي تصيب القلب أو الأوعية الدموية بما في ذلك أمراض القلب التاجية (انسداد الشرايين) التي يمكن أن تسبب النوبات القلبية والسكتة الدماغية. وتعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الأول للوفاة على مستوى العالم حيث تودي بحياة ما يقدر بنحو 17.9 مليون شخص كل عام.

والبحث الجديد استند إلى البيانات المأخوذة من الدراسة المستقبلية لعلم الأوبئة الحضرية الريفية (PURE) والتي تم جمعها بين شهري يناير/كانون الأول 2003 ومارس/آذار 2021.

وشارك في PURE أكثر من 200 ألف مشارك لكن البحث الجديد ركز على 118.706 شخص كان أهم ما يميزهم أنه ليس لديهم أية نوع من أمراض القلب والأوعية الدموية.

الأشخاص كانوا من 21 دولة، أربعة دول عالية الدخل (منها كندا والسويد والإمارات العربية المتحدة) و12 دولة متوسطة الدخل (منها البرازيل وبولندا وجنوب إفريقيا) وخمسة بلدان منخفضة الدخل (منها الهند وباكستان وزيمبابوي). كانت الدول الغربية الكبيرة مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، والدول ذات الكثافة السكانية العالية مثل الصين وروسيا واليابان مفقودة بشكل ملحوظ في العينة.

وتراوحت أعمار المشاركين من الرجال والنساء من 35 إلى 70 عامًا. في بداية الدراسة طرح على المشاركين أسئلة حول الإجهاد الملحوظ في العام الماضي، وتم تصنيفهم على مقياس من صفر (بدون إجهاد) إلى ثلاثة (إجهاد شديد). وتم تعريف "الإجهاد" على أنه الشعور بالتوتر أو الانفعال أو القلق بسبب عوامل في العمل أو في المنزل، أو التعرض لصعوبات مالية، أو التعرض لأحداث صعبة وأوقات صعبة في حياتهم.وشملت هذه الأحداث الطلاق والبطالة والفجيعة أوالمرض الخطير لأحد أفراد الأسرة.

من النتائج تبين أن 7.3٪ تعرضوا لضغط شديد، و18.4٪ تعرضوا لضغط متوسط، و 29.4٪ تعرضوا لضغط منخفض، و 44٪ لم يتعرضوا لضغط نفسي.

اقرأ أيضا: توصية طبية بعدم استخدام كبار السن الأسبرين تفاديا لأمراض القلب 😮

وتمت متابعة المشاركين حتى مارس/آذار 2021، مما يعني أن متوسط فترة المتابعة كان 10 سنوات. خلال هذه المدة تم تسجيل 5934 حالة قلبية وعائية في شكل احتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية) أو سكتة دماغية أو قصور القلب.

كان أولئك الذين يعانون من ضغوط شديدة صغارًا في السن ولديهم عوامل خطر مثل التدخين أو السمنة، وفي كثير من الأحيان كانوا من الدول ذات الدخل المرتفع.

بالنسبة للمشاركين الذين يعانون من ضغوط شديدة، ارتفع خطر الإصابة بأحد أشكال أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 22 %، والنوبات القلبية بنسبة 24 % والسكتة الدماغية بنسبة 30 %.

وبحسب فريق الدراسة فإن أهم ما يميز هذه الورقة الجديدة هي أن مستويات الإجهاد كانت مصنفة قبل حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية للمشاركين على عكس العديد من الدراسات السابقة التي كانت تحدد مستويات الإجهاد للأشخاص الذين تعرضوا بالفعل لنوبة قلبية أو سكتة دماغية وهو أمر ربما قد أثر على استجابات المشاركين. ومع ذلك لم تستطع الدراسة الإجابة عما إذا كان الإجهاد له تأثير حاد أو مزمن، أو ما إذا كان تأثيره يختلف بين فئات الدخل في الدول.

لقد بحثت العديد من الدراسات بالفعل في الصلة بين الإجهاد وقضايا القلب والأوعية الدموية. حيث وجدت دراسة نشرت في وقت سابق من هذا العام أن ارتفاع مستوى هرمونات التوتر مرتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأحداث القلب والأوعية الدموية. وقال كبير الباحثين في الدراسة كوسوكي إينو من جامعة كيوتو باليابان "إن هرمونات التوتر والنورابينفرين و الإبينفرين والدوبامين والكورتيزول يمكن أن تزداد مع الإجهاد الناتج عن أحداث الحياة والعمل والعلاقات والشؤون المالية وغير ذلك".

ادعى العلماء في كلية الطب بجامعة هارفارد أنهم ربطوا القلق والتوتر مباشرة بأمراض القلب والأوعية الدموية لأول مرة في عام 2017.
شارك
التعليقات