وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن تدريب الطفل على استخدام الحمام من بين الأمور التي يتعلمها في السنوات الأولى. ومع أن أغلب الأطفال يتعلمون ذلك ما بين سن العامين وأربعة أعوام، إلا أنه لكل طفلٍ وتيرته الخاصة. وعندما تطول مدة تعلم الطفل كيفية قضاء حاجته بنفسه دون أن يبلل نفسه، فقد يعني ذلك أن الطفل يواجه مشكلة تقتضي تدخلاً طبيًا أو نفسيًا.
لماذا يتبول الأطفال في الفراش؟
تسمى ظاهرة تبول الطفل في الفراش بـ "سلس البول"، ويمكن أن تكون ذات طبيعة مختلفة. فإذا لم يكن الطفل قادرا على السيطرة على مثانته، فذلك يعني أنه يواجه مشكلة سلس البول الأولي.
أما إذا كان قادرا على حبس البول جيدًا لمدة ستة أشهر على الأقل ثم فقد هذه القدرة فجأة، فهو يعاني من سلس البول الثانوي. واعتمادًا على الوقت من اليوم الذي يحدث فيه تسرب البول، قد يعاني الطفل من سلس بول نهاري أو ليلي أو مختلط.
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت المجلة إلى أن العمر الذي يكتسب فيه الطفل القدرة على السيطرة على العضلة العاصرة تختلف من طفل لآخر. ولكن جميع الأطفال يمرون بنفس المراحل تقريبا، التي تبدأ بتعلم التحكم في الإخلاء المعوي، يليها السيطرة على المثانة أثناء النهار، وأخيرًا التحكم في التبول ليلا. ولهذا السبب، قد يعمد بعض الآباء إلى ترك أطفالهم من دون حفاظات نهارا، ويلبسونهم إياها ليلا حتى لا يبللّوا أنفسهم.
ويُصنّف تبول الطفل في فراشه ليلًا مرضًا عند:
كثرة التبول (في السرير أو على الملابس) مرتين على الأقل في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر متتالية أو أكثر.
شعور الطفل بالانزعاج أو تدهور علاقاته الاجتماعية أو نتائجه المدرسية بسبب مشكلة التبوّل.
بلوغ الطفل خمس سنوات أو أكثر.
غياب حالة مرضيّة مثل مرض السكري أو السنسنة المشقوقة أو تعاطي أدوية معينة (مثل مدرات البول).
ما هي الأسباب المحتملة؟
رغم وجود بعض الجدل حيال هذه المسألة، إلا أن الاعتقاد الأكثر شيوعًا هو أن سلس البول الأولي والثانوي لهما أسباب مختلفة، فالأول يرتبط بعوامل وراثية أو جينية والثاني تحفزه عوامل نفسية وعاطفية. وتتمثل الأسباب الأكثر شيوعًا لتبول الأطفال في الفراش في:
اظهار أخبار متعلقة
تاريخ عائلي مع سلس البول
قد يكون التبول اللاإرادي مشكلة وراثية. فأقل من 15 بالمئة من الأطفال الذين لم يواجه آباؤهم هذه المشكلة يمكن أن يعانوا من التبول اللاإرادي، بينما تكون النسبة أعلى لدى الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي مع هذه المشكلة. وتكون النسبة في حدود 45 بالمئة إذا عانى أحد الوالدين من سلس البول في الطفولة، وتصل إلى 77 بالمئة في حال عانى كلا الوالدين منها في طفولتهما.
أسباب فسيولوجية
ذكرت المجلة أن الأطفال الذين يتبوّلون في الفراش غالبًا ما يكون لديهم حجم المثانة أصغر مقارنة بأقرانهم، وهذا ما يجعلهم يتبوّلون بشكل متكرر أثناء النهار ولا يستطيعون منع ذلك في الليل. كما يواجه هؤلاء الصغار صعوبة في تأخير التبول العاجل. بعبارة أخرى، ليس لديهم القدرة على منع تقلص العضلة العاصرة للمثانة عند الرغبة في التبول ما يمنعهم من الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب.
النوم بعمق
عندما يتبوّل الطفل في الفراش ليلاً، فقد يكون ذلك أثناء نوم عميق للغاية لذلك لا يمكنهم إدراك الحاجة إلى التبول، فينتهي بهم الأمر إلى التبوّل على السرير.
العوامل الهرمونية
على عكس ما يحدث للأطفال الآخرين، فإن بعض الأطفال الذين يتبولون في الفراش لا تنتج أجسامهم الهرمون المضاد لإدرار البول في الليل. ويؤدي هذا إلى إنتاج الكلى لكمية كبيرة من البول أثناء الراحة في الليل ما يزيد من احتمال التبول اللاإرادي.
اظهار أخبار متعلقة
أسباب نفسية وعاطفية
تلعب العوامل النفسية والعاطفية دورًا مهمًا أيضًا في مشكلة التبول في الفراش، خاصة عندما يتعلق الأمر بسلس البول الثانوي. فقد يعاني الطفل من التبول اللاإرادي عندما يواجه مراحل انتقالية في حياته تنطوي على مستوى عال من التوتر، مثل الطلاق أو ولادة أخ جديد أو الانتقال إلى مدينة جديدة أو وفاة أحد الأحباء. ويحدث ذلك أيضا عندما تكون هناك نزاعات عائلية أو مدرسية تسبب درجة معينة من الحزن والقلق لدى الطفل.
ماذا تفعل عندما يتبول طفلك في الفراش؟
عادة ما يتخلّص الطفل من مشكلة التبول اللاإرادي مع تقدمه في العمر، ولكنها قد تستمر في بعض الحالات حتى سنّ المراهقة. ويمكن للوالدين تطبيق بعض الإرشادات لمساعدة الطفل على تخطي هذه المشكلة:
لا تهن الطفل ولا تلمه أو تعاقبه، وتذكّر أن تبوّله في الفراش لا إرادي وغير واعي. وعلى الوالدين التحلي بالصبر وتفهم الطفل حتى لا يسبّبا له ضررًا عاطفيا إضافيًا.
بعد تسرب البول، اطلب من الطفل المساعدة في تغيير الملاءات. لا تجعل من ذلك عقابًا له، وإنما نتيجة طبيعية للعملية.
تأكد من أن الطفل لا يشرب الكثير من السوائل في المساء وأن يذهب إلى المرحاض قبل النوم.
أيقظ الطفل في الصباح الباكر واحرص على مرافقته إلى المرحاض.
كافئه واشكره عن كل مرة لا يبلل فيها فراشه.
نبّهت المجلة إلى أن تواصل المشكلة لدى الطفل يقتضي استشارة أهل الاختصاص. وبهذه الطريقة، يمكن استبعاد بعض الأسباب العضوية أو معرفة العلاجات النفسية المناسبة لمساعدة الطفل على تخطي الصعوبات التي يواجهها.