هل يحل "الطلاق الحضاري" مشاكل الأسرة بعد دعوة مفتي مصر؟

kelly-sikkema-E8H76nY1v6Q-unsplash
CC0
  • مهند العربي
  • الثلاثاء، 08-02-2022
  • 02:13 م
طالب خبراء أسرة واجتماع بضرورة وضع آليات فعالة للحفاظ على كيان الأسرة بمصر، والحد من حالات الطلاق التي تفاقمت في الفترة الأخيرة طبقا للإحصائيات الرسمية ،من قبيل دورات التأهيل للمقبلين على الزواج أو التوعية الإعلامية بتبعات الطلاق والحفاظ على الأبناء .

وجاءت مطالبات الخبراء في تصريحاتهم لـ"عربي21 لايت" تعقيبا علي مطالبة المفتي بما أسماه الطلاق الحضاري، معتبرين ذلك دعوة جيدة ، ولابد من توصيلها للعامة بطريقة تناسب وعيهم الديني، عبر رموز دينية واجتماعية توصل المفهوم الصحيح لهذه الدعوة.

اظهار أخبار متعلقة



وكان مفتي مصر شوقي علام طالب مؤخرا بضرورة الاجتهاد من أجل تحقيق ما أسماه الطلاق الحضاري، وكتب عبر صفحته منشورا قال فيه: "نحن في حاجة لاجتهاد جديد في الطلاق الحضاري".

وسأل عدد من المعلقين مفتي الجمهورية بشأن مفهوم الطلاق الحضاري ورد المفتي في التعليقات قائلا: "الطلاق الحضاري يعني أن نكون متحضرين عند إنهاء علاقة الزواج إذا استحالت العشرة".

الدورات التأهيلية للزواج صارت ضرورة

وفي سياق تعليقها قالت الخبيرة الأسرية منال خضر: هذا كلام ربما يكون له جوانب إيجابية، لكنه لا يمكن التعامل معه بهذا الخطاب المفتوح للعامة، لأن الأصل في الإسلام وفي القانون الطلاق دون تسمية له لأنه في النهاية طلاق، وعليه يجب التعامل مع هذا الكلام بطريقة مختلفة، من قبيل دراسته من خلال خبراء وجمعيات ومؤتمرات وندوات ودورات تأهيلية، حتي يمكن تطبيق هذا الكلام عمليا بشكل فيه وعي وإدراك بمعناه وليس إطلاقه علي عواهنه خاصة أن هناك أمية دينية، فضلا عن إثارة الجدل حول الطلاق الشفوي من قبل ومحاولة تحريمه وخلافه وهذا يحدث بلبلة لدى العامة.

اظهار أخبار متعلقة



وأضافت الخبيرة الأسرية لـ"عربي21 لايت": فيما يخص قضية الطلاق بشكل عام ، فهذا الأمر يحتاج جهود كبيرة وحزمة حلول وتوعية للحفاظ علي الأسرة المصرية التي تفشى فيها الطلاق بشكل مخيف، وصار ظاهرة مقلقة وعليه ليس فإن الأمر لم يعد علاج طريقة الطلاق إذا كان حضاريا أو غير ذلك كما أشار المفتي، ولكن يحتاج إلى علاج الأمر من الجذور من خلال توعية شاملة بمخاطره عبر وسائل الإعلام واللجوء الي لإمام المسجد لحل المشاكل الزوجية، وكذلك الدورات التأهيلية الشباب والفتيات قبل الزواج، متمنية أن تكون مثل هذه الدورات من شروط إتمام عقد الزواج ،حتى نضمن استمراره وعدم وقوع الطلاق السريع والذي صار شيء ملفت للغاية من خلال ما يعرض على من مشاكل.

البحث عن آليات وليس أطروحات

أما الباحث الاجتماعي مصطفي محمد فيقول: بالتأكيد نحن مع أي دعوة من شأنها الحفاظ علي الأسرة وتماسكها وتجنب أي محاولات لتشتيت الأسر وتفكيكها وضياع الأبناء كلما أمكن، أما إذا كان لابد من الطلاق فليس لدي مانع أن يكون الطلاق بالطريقة التي نادى بها المفتي، بحيث يكون الرابح الأكبر في هذا الأمر هم الأولاد ولا يكونوا ضحية الخلافات والسجالات القضائية أمام المحاكم ويتعرضون لضغوط نفسية بسبب الصراع عليهم بين الأم والأب للحفاظ علي توازنهم النفسي.

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف الباحث الاجتماعي لـ"عربي21 لايت": ليست المشكلة في الأطروحات الآن في ظل تفاقم أزمات الطلاق وارتفاعها بالمجتمع المصري، ولكن في كيفية تفعليها و أثرها في الواقع ،فهناك الكثير من المبادرات والكيانات التي تهتم بهذه القضية، ومع ذلك فالظاهرة مستمرة، هذا يجعلنا اكثر حرصا علي آلية التفعيل والتوعية من قبيل الدورات التدريبية والتأهيلية ودور حكومي فاعل في تبني هذه الأمور، بعيدا عن أروقة المحاكم وتحديدا في حال حدوث الطلاق وإقناع الطرفيين بإبعاد الأطفال عن أي صراع للحفاظ عليهم وإخراجهم للحياة بطريقة سوية.
شارك
التعليقات