نشرت صحيفة "
وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن مسألة الموت المفاجئ أثناء النوم وعوامل الخطر التي تزيد من احتمال حدوث ذلك.
via GIPHY
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الأطباء يقولون إن الموت الليلي المفاجئ غير شائع نسبيًا، ولكنه يمثل مصدر قلق كبير بالنسبة للمصابين بأمراض القلب. وحسب رينا ميهرا، طبيبة ومديرة أبحاث اضطرابات النوم في كليفلاند كلينك، "يتملك الذعر من هذه الظاهرة جميع المرضى".
يوضح الأطباء أن الموت المفاجئ يمكن أن يحدث نتيجة مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك السكتة الدماغية ونوبات الصرع والجرعة الزائدة من المهدئات وفي أغلب الأحيان السكتة القلبية المفاجئة - المسؤولة عن 90 بالمئة من الوفيات المفاجئة وغير المتوقعة التي تحدث ليلا، وفقا للمدير الطبي لمركز إيقاع القلب في سيدارز سيناي، سوميت تشوغ.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأشخاص المصابين بأمراض القلب المعروفة مثل مرض الشريان التاجي، وأمراض الرئة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، وانقطاع النفس الانسدادي النومي هم أكثر الأشخاص عرضةً لخطر السكتة القلبية المفاجئة أثناء النوم.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور تشوغ، الذي يدرس ظاهرة الموت المفاجئ منذ 25 عاما، أن "الأشخاص المصابين بأمراض القلب والرئة ويتناولون الأدوية التي تؤثر على الدماغ، مثل المهدئات ومضادات الاكتئاب أو مسكنات الألم، يكونون أكثر عرضة لخطر الموت أثناء النوم". ويوصي الأشخاص الذين يندرجون ضمن هذه الفئة بالتحدث مع أطبائهم للحد من هذه المخاطر.
ونبّهت الصحيفة إلى أن انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو الشكل الأكثر شيوعا لانقطاع التنفس أثناء النوم، يتسبب في توقف التنفس لفترات وجيزة أثناء النوم وهي مشكلة يعاني منها مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 30 و69 عامًا على مستوى العالم. ويُقدر الباحثون أن من 80 إلى 90 بالمئة من البالغين المصابين بانقطاع النفس النومي في الولايات المتحدة لم يخضعوا لتشخيص، خاصة الرجال.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن خطر تعرض الشخص المصاب بانقطاع النفس الانسدادي النومي للموت المفاجئ يكون أعلى انطلاقا من منتصف الليل حتى الساعة السادسة صباحا. وتقول الدكتورة ميهرا إن أولئك الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي يمكن أن يتوقفوا عن التنفس بمعدل يتراوح ما بين 30 إلى 60 مرة في الساعة خلال النوم. ووفقا للدكتور تشوغ، يؤدي نقص الأكسجين إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم ما يزيد من مخاطر السكتة القلبية المفاجئة التي يمكن أن تسبب الوفاة بنسبة 90 بالمئة من الحالات.
يقول جاك فلاير، طبيب القلب في واشنطن العاصمة، إن الجسم أثناء النوم يكون أقل قدرة على الاستجابة لأعراض مثل الاختناق بسبب السوائل التي تفرزها الرئتان أو التغيرات الخطيرة في معدل ضربات القلب. ويضيف فلاير: "إذا كنت واقفا وتوقف قلبي عن النبض لعشر ثوان، فسوف أسقط ويغمى علي محدثا جلبة سيسمعها شخص ما. ولكن أثناء النوم، لا يمكن الاستجابة لهذه العوارض".
وذكرت الصحيفة أن الموت القلبي المفاجئ يمثل ما يعادل 15 إلى 20 بالمئة من جميع الوفيات في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقا لدراسة نُشرت سنة 2018 في مجلة "جمعية القلب الأمريكية". وهو ما أكدته دراسة الدكتور تشوغ عن الموت المفاجئ التي تشير تقديراتها إلى أن حوالي 22 بالمئة من الوفيات القلبية المفاجئة تحدث أثناء الليل.
يرى الأطباء أن أفضل طريقة لتقليل المخاطر هي العناية بصحتك من خلال التعرف على تاريخ عائلتك الطبي، وطرح أسئلة أثناء الفحوصات الصحية العامة، وتزويد نفسك بمعلومات عن جسمك. ويقول الدكتور تشوغ إنه إذا لم تكن مصابا بأمراض القلب أو الرئة أو توقف التنفس أثناء النوم أو تتناول الأدوية التي تؤثر على الدماغ، فإن خطر الموت الليلي المفاجئ يكون منخفضا نسبيًا. كما أن الحفاظ على نمط حياة صحى - الأكل الصحي وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط وافر من النوم - يحد من المخاطر.
وحسب الدكتورة ميهرا فإن النوم أقل من سبع ساعات كل ليلة يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وعلاج الأرق من شأنه التقليل من ضغط الدم.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور فلاير أن المرضى في العشرينات والثلاثينيات من العمر ليس لديهم سبب للقلق من الموت المفاجئ إلا إذا كان لديهم مثل هذه الحوادث في عائلاتهم. ولكن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاما يكونون أكثر عرضة للخطر. ويمكن تحديد العديد من المشاكل الصحية من خلال اختبار مخطط كهربية القلب بشكل روتيني.
وخلصت الصحيفة إلى أن زيادة الوصول إلى الرعاية الصحية عن طريق التطبيب عن بعد، وأجهزة قياس ضغط الدم الشخصية وتكنولوجيا مراقبة معدل ضربات القلب يمكن أن تساعد المرضى على تجنب هذه المخاطر.