وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحديث عن العنف الجمالي قد يعتبر موضوعًا جديدًا لدى الكثيرين لكنه أقدم مما نتصور وأصبح اليوم أكثر إثارة للجدل بسبب عواقبه.
وذكرت المجلة أن تعليقات من قبيل "الصيف بالنسبة لي كابوس: يجب أن أكون نحيفة"، "لا أريد صبغ شعري، لكنهم قالوا لي إن الشيب في شعري يجعلني أبدو أكبر سنًا"، "أفضل أن أكون نحيفة وحزينة على أن أكون بدينة وسعيدة"، أصبحت أكثر انتشارًا وغالبا ما تُسمع في صفوف من يواجهون ما يسمى بـ "استبداد الجمال".
اظهار أخبار متعلقة
يعتبر العنف الجمالي شكلا من أشكال العنف الذي يجبرنا على الاستجابة لأنماط معينة حول كيفية ارتداء الملابس ومعايير الجمال وكيف يجب أن يكون مظهرنا الخارجي بشكل عام. ومع أنه قلّما يلاحظ أحد مدى استفحال هذه الظاهرة لتطبيع المجتمعات معها، إلا أن لها في الحقيقة آثارًا نفسية لا ينبغي إهمالها.
ما هو العنف الجمالي؟
عندما نفكر في العنف، فإننا غالبا ما نقتصر على شكله الجسدي أو النفسي لكننا نواجه في حياتنا اليومية أنواعًا أخرى من الإساءات التي تكون أكثر دقة أو صمتا وبنفس القدر من الخطورة. ومن بينها، العنف الجمالي الحاضر بشكل كبير في وسائل الإعلام وغيرها من المجالات الأخرى.
وأوردت المجلة أن العنف الجمالي يقوم على تطبيق معايير جمال محددة وتقبل كل من تتوفر فيهم الشروط مقابل استبعاد الأشخاص الذين لا تنطبق عليهم هذه المعايير والتقليل من شأنهم. وتتمثل الخصائص الرئيسية للعنف الجمالي في أنه:
جنساني: على الرغم من أنه يؤثر على جميع الناس، إلا أنه موجه بشكل خاص نحو النساء.
عنصري: يفضل ذوي البشرة البيضاء.
لا يتقبل البدناء: بسبب العنف الجمالي يتم إقصاء الأشخاص الذين يعانون زيادة في الوزن.
اظهار أخبار متعلقة
التفرقة العمرية: يروّج للشباب كقيمة ويرفض التقدم في السن ومظاهر الشيخوخة.
تمييزي: يعترف بالجسد المثالي ويرفض الأجسام التي تعاني من مشاكل وظيفية.
إعادة إنتاج القوالب النمطية الجنسانية: يحدث هذا من خلال تحديد مفهوم الرجولة والأنوثة، مثل الانتقاص من أنوثة المرأة التي لا تعتني بشعرها أو أظافرها.
عواقب العنف الجمالي
يؤدي الضغط من أجل "التوافق" مع معايير الجمال إلى حالات من عدم الراحة والانزعاج من مظهرنا الخارجي، ما يولد التوتر والقلق وتدني احترام الذات. نتيجة لذلك، يخضع البعض لأنظمة غذائية صارمة تؤدي إلى اضطرابات في الأكل تضر بصحتهم الجسدية والعقلية، مثل الشره المرضي وفقدان الشهية.
اظهار أخبار متعلقة
كما يُصبح البعض مهووسين بعمليات التجميل للتخلص من التجاعيد والخطوط الدقيقة أو لتصغير البطن وزيادة حجم الصدر وإعادة تشكيل معالم الجسم لتتماشى مع معايير الجمال الدارجة. ويعد العنف الجمالي من أحد أسباب التنمر، حيث يتعرض بعض الأشخاص للتنمر بسبب وزنهم. إن العنف الجمالي ظاهرة خطيرة لأنه يبدأ في التطور في سن مبكرة وله تأثير سلبي على الهوية واحترام الذات وصورة الجسم.
كيف تتصرف إزاء العنف الجمالي؟
تجنب التعليقات التي تشير إلى جسد الشخص.
ترسيخ معايير إيجابية: التأكيد على أن النساء غير مختزلات في أجسادهن، إذ كثيرا ما ننقل للفتيات أن الطموح يتمثل في أن يصبحن مثل "باربي"، لكننا ننسى العلماء والقادة.
حذف التعليقات الساخرة التي تركز على العنف الجمالي وتعيد إنتاجه.
اظهار أخبار متعلقة
التعرف على الصفات الإيجابية الأخرى في أنفسنا ولدى الآخرين، وقبل كل شيء، تعزيزها لأننا أكثر من مجرد وجه جميل أو جسد ممشوق القوام.
احذر من الرسائل الخفية
في بعض الأحيان، قد تشعر بعض الفتيات والنساء بالارتباك عند محاولة التأقلم مع ما يمليه المجتمع الحديث من معايير، بينما هناك طرق أخرى للاستجابة لمتطلبات العصر. لكل شخص الحق في أن يفعل ما يريد، ولابد من التحقق من صحة كل خطوة نتخذها.