نشر موقع "هيروين" الروسي تقريرًا تحدث فيه عن العلاج بمساعدة الحيوانات الذي يعتبر من الآليات المستخدمة منذ سنوات عديدة في العلاج النفسي وإعادة التأهيل.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن الاتصال بالحيوانات من شأنه تسريع عملية شفاء المريض الذي يعاني من مشاكل جسدية ونفسية.
كيف ظهر العلاج بمساعدة الحيوانات؟
ذكر الموقع أن العلاج بمساعدة الحيوانات يعود إلى اليونان القديمة وقد ظهر في أوروبا في القرن السابع عشر. وقد توصل الأطباء آنذاك إلى أن الشخص الذي يعاني من مشاكل صحية سواء كنت جسدية أو نفسية يستطيع استعادة قوته وصحته بشكل سريع بمجرد اتصاله بالخيول. ويكمن السر في العلاقة الطبيعية الموجودة بين الإنسان والحيوان منذ فجر التاريخ.
يعود تطوير العلاج بمساعدة الحيوانات إلى الطبيب النفسي الأمريكي بوريس ليفنسون بعد اكتشافه أن الأطفال المصابين بالتوحد يميلون إلى التواصل مع الآخرين في حال وجود كلب في الغرفة أثناء المحادثة. في الوقت الراهن، يعتبر العلاج بمساعدة الحيوانات إحدى طرق العلاج المساعد وجزءًا من علاج معقد قائم على أسس علمية.
من يمكنه الاستفادة من العلاج بالحيوانات الأليفة؟
إن العلاج بمساعدة الحيوانات مفيد للأطفال والبالغين الذين يعانون من مجموعة متنوعة من الاضطرابات. غالبًا ما يتم اللجوء إلى العلاج بمساعدة الحيوانات عند الإصابة بأمراض على غرار الصرع والتوحد والشلل الدماغي والاكتئاب، وأمراض القلب والأوعية الدموية واضطراب ما بعد الصدمة.
وأضاف الموقع أن العلاج بمساعدة الحيوانات يساعد على التخلص من جملة من المشاكل مثل تدني احترام الذات وتأثيرات السكتة الدماغية والسرطان. في المقابل، تساعد الحيوانات على محاربة الشعور بالوحدة وتقليل خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر بشكل كبير عند كبار السن.
الحيوانات التي يتم اللجوء إليها عند العلاج بمساعدة الحيوانات
أشار الموقع إلى أن المتخصصين في مجال العلاج بمساعدة الحيوانات وحدهم من يمكنهم وصف وتطبيق هذا العلاج على مرضاهم، مع ضرورة اتباع برنامج خاص بكل مريض وأخذ الوضع النفسي وأهداف العلاج وموانع اعتماد هذا العلاج بعين الاعتبار.
الدلافين
يعد العلاج بمساعدة الدلافين أحد طرق التصحيح النفسي شيوعًا اليوم. بالنظرا لأن اللعب مع الدلفين يتطلب القيام بحركات جسدية معينة، غالبًا ما يتم وصف هذا العلاج للأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون وتأخر النمو البدني والعقلي والذين يعانون من أمراض على مستوى الجهاز العصبي المركزي.
الكلاب
يوصي الخبراء الأشخاص الذين أصيبوا في وقت سابق بنوبة قلبية أو يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية باتباع العلاج بمساعدة الكلاب باعتبار أن التواصل مع الكلاب يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية ويزيد من متوسط العمر المتوقع.
الخيل
يعد العلاج بركوب الخيل أو ما يعرف بركوب الخيل العلاجي أحد أقدم طرق إعادة التأهيل بمساعدة الحيوانات. يهدف العلاج بركوب الخيل في أغلب الأحيان إلى التخلص من نوبات الغضب وتحسين المهارات الاجتماعية، بما في ذلك تعزيز مهارات التواصل مع الآخرين. يستخدم هذا النوع من العلاجات عادة مع الأطفال المصابين بالشلل الدماغي والتوحد وأنواع مختلفة من الإعاقات.
القطط
أفاد الموقع بأن العلاج بمساعدة القطط من العلاجات الأكثر شيوعا، وذلك يعود إلى أن الموجات الصوتية التي تصدرها القطط تعمل على تهدئة الجهاز العصبي والحفاظ على ضغط الدم في مستوى طبيعي وتنظيم معدل ضربات القلب.
ما الذي تحتاج إلى معرفته أيضًا عن العلاج بمساعدة الحيوانات؟
يعتقد الكثير من الناس عن طريق الخطأ أن العلاج بمساعدة الحيوانات يمكن أن يحل محل العلاجات التقليدية. للحصول على النتائج المرجوة، ينبغي أن يكون العلاج بمساعدة الحيوانات جزءًا من علاج كامل معقد وجاد خاضع لإشراف أخصائي في هذا المجال.
في مرحلة العلاج بمساعدة الحيوانات، يختار المتخصصون الحيوانات المدربة على التواصل البشري، التي تخضع لفحوصات بيطرية وتتلقى تدريبات تتعلم خلالها طرق الاستجابة بشكل صحيح في المواقف غير المتوقعة.
موانع اعتماد هذا العلاج
بالإضافة إلى ضرورة اختيار الحيوان المستخدم في العلاج من طرف الأخصائي النفسي، ينبغي مراعاة الخصائص الفردية لكل مريض. فعلى سبيل المثال، لا يمكن اعتماد العلاج بركوب الخيل مع الأشخاص الذين يعانون من إصابات على مستوى العمود الفقري، أو اعتماد العلاج بمساعدة القطط مع الأشخاص المصابين بالحساسية.