لماذا يحب البشر الطبيعة والهواء الطلق؟ يبدو أن الأمر متعلق بجيناتنا 😍

davide-biscuso-MAs60jlt64U-unsplash
CC0
  • أحمد حسن
  • الأربعاء، 30-03-2022
  • 02:53 م

هل تحب قضاء الوقت في الطبيعة والهواء الطلق؟ أم أنك تشعر بأنك تفضل صخب المدينة، وأكثر سعادة في الغابة الخرسانية؟

في عام 1986 اقترح عالم الأحياء الأمريكي إدوارد ويلسون، أن البشر لديهم علاقة فطرية بالعالم الطبيعي، وهي فكرة تعرف باسم biophilia.

من الغذاء والمأوى إلى الوقود والملابس، تعتمد كل جانب من جوانب حياتنا تقريبًا على الطبيعة. ومع ذلك فإن البعض منا "يحب" قضاء الوقت في الطبيعة أكثر من غيره.

اظهار أخبار متعلقة



لمحاولة فهم السبب، قام باحثون بدراسة أكثر من 1100 زوج من التوائم لمعرفة مقدار ارتباطنا بالطبيعة الذي قد يعتمد على حمضنا النووي. ووجدوا أنه ما يقرب من نصف الاختلاف في علاقة الإنسان بالطبيعة يمكن إرجاعه إلى علم الوراثة.

هناك أدلة قوية تشير إلى أنه حتى التجول في الحديقة القريبة من منزلك يمكن أن يكون مفيدًا لصحتك العقلية والجسدية. ولكن مع مسؤوليات العمل والأسرة والجداول الاجتماعية المزدحمة، لا يقضي معظمنا وقتًا في الطبيعة بشكل منتظم.

تساءلنا لماذا يقضي بعض الناس وقتًا في الطبيعة أكثر من غيرهم، وما الذي يدعم حقيقة أن البعض منا يشعر ارتباطًا وثيقًا بالطبيعة؟.

اظهار أخبار متعلقة



لعل تقاربنا مع الطبيعة موروثًا، أو ربما نحصل عليه من العوامل البيئية - مثل الغابات الجميلة - في الأماكن التي نعيش فيها. أو قد نحصل عليه من محيطنا الثقافي مثل الكتب التي نقرأها أو البرامج التلفزيونية التي نشاهدها. العثور على إجابات هذه الأسئلة يساعدنا في معرفة كيفية إعادة بعض الحس بالطبيعة إلى حياة الناس.

في دراسة التوائم التي نشرت في PLoS Biology. اتضح أن التوائم المتطابقة أكثر تشابهًا مع بعضها البعض في قوة ارتباطها بالطبيعة من التوائم غير المتطابقة.

وأظهر التحليل الإحصائي للنتائج أن 46٪ من التباين فيما يتعلق بالطبيعة، كما تم قياسه على مقياس نفسي يمكن تفسيره بالعوامل الوراثية. حتى مقدار الوقت الذي نقضيه في أفنية منازلنا الخلفية وزيارة الحدائق المحلية يبدو أن له أساسًا وراثيًا قويًا.

لماذا التأثير الجيني قوي على حبنا للطبيعة؟

يمكن أن يعود ذلك لتقارب القوي مع الطبيعة الذي منح ميزة البقاء للبشر الأوائل، هذا بدوره أدى إلى تكوين شبكات معقدة من الجينات التي تتحكم بكيفية ارتباطنا بالطبيعة وكيف نتصرف فيها.

وعلى الرغم من الدور الواضح للوراثة، إلا أن النتائج تظهر أن هناك عوامل أخرى تشكل في الواقع معظم تقاربنا مع الطبيعة. قد تشمل هذه وجهات العطلات في مرحلة الطفولة، والأمثلة التي وضعها آباؤنا وأصدقائنا وأفراد الأسرة الآخرين، والخبرات التعليمية، وما إذا كنا نعيش في منطقة متنوعة بيولوجيًا. وهو أمر جيد لأن العديد من هذه الأمور تحت سيطرتنا.

اظهار أخبار متعلقة



يمكن للطبيعة تحسين صحتنا البدنية والعقلية والاجتماعية والرفاهية لدينا. لكن السؤال الأعمق والذي ليس له إجابة واضحة حتى الآن، هو ما إذا كان قضاء الوقت في الطبيعة يعزز إحساسنا بالاهتمام بالبيئة، وبالتالي دعم الحفاظ على الطبيعة أم لا.

جادل عالم البيئة الأمريكي جيمس ميلر بأن التفاعلات مع الطبيعة ضرورية لإثارة حس الدعم لدينا لحماية الطبيعة. ومع ذلك أظهرت دراسة أسترالية بقيادة عالمة البيئة جيسيكا بيندر أن الاهتمام بالبيئة بين الطلاب الجامعيين الأستراليين كان أكثر ارتباطًا بالتجارب الاجتماعية والثقافية التي تكونت لديهم في مرحلة الطفولة مقارنة بالوقت الذي يقضيه الشخص في الطبيعة.

اظهار أخبار متعلقة



في النهاية نحن نعرف الآن أنه على الرغم من الأساس الجيني لتقاربنا مع الطبيعة، فإن الكثير منها يعتمد أيضًا على عوامل أخرى هي بالتأكيد تحت سيطرتنا. لذا اتخذ قرارًا اليوم لإحياء اتصالك بالأماكن الطبيعية الخارجية الرائعة!


شارك
التعليقات