احذر منه في رمضان | هذا ما سيحدث لجسمك عند الإفراط في شرب الماء 😱

pexels-andrea-piacquadio-3776811
CC0
  • نذير العربي
  • الثلاثاء، 12-04-2022
  • 01:24 م
نشر موقع "ميديكال نيوز توداي" البريطاني تقريرًا سلط فيه الضوء على الأضرار المترتبة عن الإفراط في شرب الماء، أو ما يعرف بالتسمم المائي والأعراض المصاحبة له.

وأفاد الموقع في تقريره، الذي ترجمته "عربي21 لايت"، أنه من المعلوم أن كل خلية تحتاج إلى الماء لتأدية وظائفها بشكل صحيح، ومع ذلك؛ فإن الإفراط في شرب الماء قد يسبب تسممًا مائيًّا وعواقب صحية وخيمة.

وأشار الموقع إلى أن شرب الكثير من الماء لا يأتي صدفة أو عبثًا، إنما يحدث غالبًا أثناء المنافسات الرياضية أو التدريبات المكثفة التي تؤدي إلى استهلاك الجسم الكبير للماء، لافتًا إلى أن أعراض التسمم المائي تتمثل - عمومًا - في الارتباك والغثيان والقيء، وفي حالات نادرة قد يسبب تورمًا في الدماغ ويصبح قاتلًا.

ما هو التسمم المائي؟

وأضاف الموقع أن التسمم المائي، المعروف أيضًا بالسمية الناتجة عن الماء، هو اضطراب في وظيفة الدماغ ناتج عن الإفراط في شرب الماء؛ حيث يؤدي ذلك إلى زيادة كمية الماء في الدم والذي بدوره يخفض الشوارد الموجودة في الدم وعلى رأسها الصوديوم؛ فإذا انخفضت مستويات الصوديوم عن 135 ميلي مول في اللتر "مل مول/ل"، فإن هذه الحالة تعرف من قبل الأطباء بنقص الصوديوم في الدم.

وأوضح الموقع أن الصوديوم يلعب دورًا في موازنة السوائل في الخلايا بين الداخل والخارج، وعند الإفراط في استهلاك الماء تنتقل السوائل من خارج الخلية إلى داخلها، الأمر الذي يسبب تضخمها، وعندما يحدث هذا الأمر في خلايا الدماغ، يصبح أمرًا خطيرًا ومهددًا للحياة، وباختصار، ينتج التسمم المائي عن الإفراط في شرب الماء؛ حيث تخفض كمية الماء الزائدة مستوى الصوديوم في الدم ما يؤدي إلى تحرك السوائل لداخل الخلايا الذي بدوره يتسبب في انتفاخها.

اظهار أخبار متعلقة



مخاطر الإفراط في شرب الماء

وأكد الموقع أنه عندما يقوم شخص باستهلاك كمية زائدة من الماء وتبدأ خلايا دماغه في الانتفاخ، يزداد الضغط على الجمجمة، ما يسبب الأعراض الأولى للتسمم المائي والتي تشمل: الصداع والغثيان التقيؤ، وبالإضافة إلى ذلك؛ يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة لتسمم الماء إلى أعراض أكثر خطورة مثل: النعاس وارتفاع ضغط الدم، واضطراب الرؤية وضيق التنفس.

وبحسب الموقع؛ فإن تراكم السوائل في الدماغ يُعرف بالوذمة الدماغية، وهذه الأخيرة يمكن أن تؤثر على البنية الجذعية للدماغ وتسبب خللًا في الجهاز العصبي المركزي، كما أنه وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب التسمم المائي نوبات وتلفًا في الدماغ وغيبوبة، وقد يسبب حتى الموت. 

ما الذي يسبب التسمم المائي؟

ويشير الموقع إلى أن التسمم المائي أمر نادر الحدوث، وكما سبق ذكره؛ لا يأتي شرب الكثير من الماء عن طريق الصدفة، ومع ذلك يبقى حدوثه واردًا؛ فقد كانت هناك العديد من التقارير الطبية عن تسجيل وفيات ناتجة عن الإفراط في شرب الماء. 

اظهار أخبار متعلقة



وفي هذا السياق؛ يذكر التقرير أن التسمم المائي يؤثر على وجه الخصوص على الأشخاص المشاركين في المنافسات الرياضية أو تدريبات التحمل، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة على مستوى الصحة العقلية.

الأحداث الرياضية

ويضيف الموقع أن التسمم المائي شائع على وجه الخصوص بين ممارسي رياضات التحمل، ويحدث ذلك حين يقوم الشخص بشرب كميات كبيرة من الماء لا تتوافق بشكل صحيح مع الإلكترولايت التي يتم فقدانها، ولهذا السبب غالبًا ما يحدث نقص الصوديوم في الدم أثناء المنافسات الرياضية الكبرى، فوفقًا لتقرير إحدى الدراسات؛ من بين المشاركين في ماراثون بوسطن 2002 البالغ عددهم 488، عانى 13 رياضيًّا من نقص الصوديوم في الدم، وما نسبته 0.06 بالمائة منهم كان هذا النقص عندهم في حالته الحادة، مع مستويات صوديوم تحت 120 مليمول/لتر، وقد سببت حالات التسمم المائي التي وقعت في هذا الحدث الرياضي وفاة أحد الرياضيين؛ حيث - وبحسب مصدر موثوق - تم تسجيل حالة عداء انهار بعد نهاية الماراثون، ولأن إعادة ترطيب جسمه لم تتم بشكل صحيح، فقد انخفضت مستويات الصوديوم في دمه إلى أقل من 130 مليمول/لتر، ثم تم تشخيص تراكم الماء في دماغه وفتق في جذع الدماغ، ما تسبب في وفاته.

اظهار أخبار متعلقة



التدريبات العسكرية

وواصل الموقع قائلا أنه وبحسب مصادر مؤكدة، فإن أحد التقارير الطبية رصد إصابة 17 جنديًّا بانخفاض الصوديوم في الدم بعد شرب كميات كبيرة من الماء أثناء التدريب؛ حيث تراوحت مستويات الصوديوم في الدم عندهم من 115 إلى 130 مليمول/لتر، ووفقًا لتقرير آخر، تُوفي ثلاثة جنود بسبب نقص الصوديوم      والوذمة الدماغية، مشيرًا إلى أن هذه الوفيات ارتبطت باستهلاك أكثر من خمس لترات من الماء خلال بضع ساعات. 

ويلفت الموقع إلى أن أعراض نقص الصوديوم في الدم يمكن أن تتشابه مع جفاف الجسم وقد يحدث لبس بينهما، إذ أورد أحد التقارير أن جنديًّا تلقى تشخيصا لجفاف الجسم بالخطأ بينما كان في الحقيقة يعاني من نقص الصوديوم، وتعرض للوفاة بسبب جهود معالجته من الحالة الخاطئة، الجفاف.

الحالات المتعلقة بالصحة العقلية

وأردف الموقع قائلًا إن الإفراط في شرب الماء يمكن أن يكون بسبب الماء القهري المعروف بالعطاش الناتج عن حالة نفسية، وهو أحد أعراض الحالات المتعلقة بالصحة العقلية؛ حيث تنتشر هذه المشكلة بين المصابين بالفصام، ولكن قد تظهر أيضًا عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عاطفية أو ذهان أو اضطرابات الشخصية.


هل يمكن أن يكون قاتلًا

يشدد الموقع على أنه - كما سلف الذكر - قد سُجِّلَتْ حالات عديدة لوفيات ناتجة عن تناول كميات زائدة من الماء، وفي الواقع؛ فإن الأشخاص المعرضون للوفاة نتيجة للتسمم المائي هم الذين يخوضون منافسات رياضية أو تدريبات تحمل أو تدريبات عسكرية، ومن غير المرجح أن يموت الشخص بسبب الإفراط في شرب الماء دون القيام بشيء آخر موازاة مع ذلك.

متى تتجاوز الكمية اللازمة

ونوه الموقع إلى أن الإفراط في شرب الماء أو التسمم المائي يحدث عندما يشرب الشخص كمية من الماء تفوق الكمية التي تستطيع الكُلَى التخلص منها عن طريق البول، غير أن كمية الماء ليست العامل الوحيد حيث يلعب الوقت دورًا في ذلك، فوفقًا لدراسة أجريت في 2013، يمكن للكُلى التخلص من 20 إلى 28 لتر من الماء يوميًّا، لكن بمعدل 0.8 إلى 1 لتر في الساعة لا أكثر، وأفاد مؤلفو الدراسة أن أعراض نقص الصوديوم في الدم تبدأ في الظهور إذا شرب الشخص 3 إلى 4 لترات في مدة قصيرة، غير أن هذه الأرقام ليست محددة بكمية أو بزمن؛ فعلى سبيل المثال أصيب سجين يبلغ من العمر 22 سنة ويتمتع بصحة جيدة؛ بتسمم مائي بعد شربه 6 لترات من الماء خلال ثلاث ساعات، في حين تعرضت فتاة في التاسعة من العمر لهذا الأمر بعد أن شربت 3.6 لترات في مدة تراوحت بين  ساعة أو ساعتين.

اظهار أخبار متعلقة



كم تحتاج من الماء؟

وتابع الموقع قائلًا إنه وفقًا لمصدر موثوق في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها؛ لا توجد إرشادات رسمية حول كمية المياه التي ينبغي على الشخص شربها كل يوم؛ حيث وتختلف الكمية الموصى بها حسب وزن الجسم ومستوى النشاط البدني، والمناخ، والعمر، ففي سنة 2004؛ أوصت الأكاديمية الوطنية للطب بأن تستهلك النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و30 سنة حوالي 2.7 لترًا يوميًّا والرجال من نفس العمر حوالي 3.7 لترات يوميًّا.

وحذر الموقع من أن الاكتفاء بشرب الماء عند العطش فقط قد لا يكون صحيًّا بالنسبة للجميع، فعلى سبيل المثال؛ يحتاج الرياضيون وكبار السن والنساء الحوامل إلى شرب المزيد من الماء كل يوم، ومن أجل تقدير الكمية اللازمة يمكن الاعتماد على السعرات الحرارية، فإذا كان الشخص يحتاج إلى 2000 سعر حراري يوميًا، فيجب أن يستهلك أيضًا 2000 ملليلتر من الماء يوميُّا.

ويختتم الموقع التقرير بالقول إنه يمكن أن يؤدي شرب الكثير من الماء إلى التسمم المائي، ولكنها تبقى حالة نادرة ولا تحدث سوى في صفوف الرياضيين والجنود غالبًا. ومع ذلك؛ لا توجد إرشادات رسمية حول كمية الماء التي يجب شربها، وومن أجل الوقاية من التسمم المائي، توصي بعض المصادر بشرب ما لا يزيد عن 0.8 إلى 1.0 لتر من الماء في الساعة.
شارك
التعليقات