هل فاتك السحور؟ | تعرف إلى أفضل نغمة للمنبه يمكن أن لتساعدك على الاستيقاظ 😮

pexels-andrea-piacquadio-3771069
CC0
  • أحمد حسن
  • السبت، 16-04-2022
  • 07:39 ص

يحاول كثيرون الاستيقاظ مبكرا للتغلب على أزمة الصباح، أو للاستيقاظ على السحور في شهر رمضان، لكن ما هو نوع التنبيه الذي يوفر أقصى درجات اليقظة في الصباح الباكر؟.

لقد طرح فيثاغورس نفس السؤال قبل حوالي 500 عام قبل الميلاد. كان يعتقد أن بعض الأغاني المحددة - ذات ألحان تثير الطاقات - لديها القدرة على مواجهة النعاس الذي قد يأتي في مرحلة الاستيقاظ. وعلى ما يبدو أنه كان محقًا.

أظهرت الأبحاث الأخيرة أن بعض أصوات المنبهات يمكن أن تعزز بالفعل يقظتنا. وعلى وجه الخصوص، تحتوي المنبهات التي تتمتع بخصائص "التناغم" (مثل ABC من The Jackson 5) على نغمات تنشط المستمع وهي رائعة للاستيقاظ بنشاط.

لكن لفهم سبب ذلك، نحتاج أولاً إلى فهم كيفية استجابة أدمغتنا للمنبهات المعقدة عند الخروج من حالة النوم.

إن الكيفية التي نستيقظ بها لا يمكن أن تؤثر فقط على مزاجنا وتوقعاتنا لمسار اليوم، بل يمكن أن تؤثر على إدراكنا وأدائنا العقلي.

اظهار أخبار متعلقة



في بعض الحالات، يمكن أن يظهر خطر الترنح عند الاستيقاظ من النوم بعد عدة ساعات عندما نحتاج إلى اتخاذ قرارات حاسمة (مثل الاستجابة لحالات الطوارئ، أو أثناء القيادة أو بعض الحالات الصحية) فنجد أدائنا دون المطلوب.

يشار إلى هذه الحالة المعرفية باسم "خمول النوم". وهو مصدر قلق متزايد لأنه يمكن أن يكون له عواقب وخيمة أثناء أداء مهام عالية الخطورة، بما في ذلك القيادة.

كيف يستيقظ الدماغ؟

إن أدمغتنا لا تستيقظ من النوم بكبسة زر، كما كشفت تقنيات تصوير الدماغ. بل يعتمد الاستيقاظ على عمليات بيولوجية معقدة، بما في ذلك زيادة تدفق الدم إلى الدماغ.

وتشير الدراسات إلى أن مناطق الدماغ المهمة لأداء التنبيه (المناطق القشرية أمام الجبهية) تستغرق وقتًا أطول "لبدء التشغيل" مقارنة بالمناطق الأخرى (مثل العقد القاعدية) التي تعتبر مهمة للإثارة. هذا يعني أنه يمكنك أن تكون مستيقظًا، ولكن ليس مدركًا تمامًا.

اظهار أخبار متعلقة



وأظهرت الأبحاث أيضًا أن نشاط تدفق الدم داخل الدماغ يتضاءل بعد الاستيقاظ. وبالتالي قد تتطلب اليقظة التامة آليات تشجع على إعادة توزيع تدفق الدم إلى الدماغ، وهو شيء يمكن أن تفعله أنواع معينة من الأصوات والموسيقى.

هناك عامل آخر يؤثر على اليقظة عند الاستيقاظ صباحًا وهو مرحلة النوم في ذلك الوقت.  لأنه من غير المرجح أن تشعر بالدوار إذا استيقظت من نوم خفيف، مقارنة بالنوم العميق.

تتميز مرحلة النوم الخفيف بترددات موجات "ثيتا" (المقاسة من النشاط الكهربائي للدماغ) ويمكن أن ترتبط بالشعور بالنعاس. في مرحلة النوم هذه، قد يؤدي الاستيقاظ من المنبهات الخارجية إلى إخراج الشخص سريعًا من مرحلة النوم. على العكس النوم العميق أو نوم الموجة البطيئة من ترددات موجة "دلتا"، والتي يكون فيها الإنسان بمرحلة فقدان للوعي. هذه هي مرحلة النوم الأكثر صعوبة للاستيقاظ منها بشكل كامل.

اظهار أخبار متعلقة



كما أن فعالية المنبه تعتمد أيضًا على العمر. حيث أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عامًا يحتاجون إلى منبهات أعلى صوتًا من كبار السن، و يحتاج المراهقون إلى حد أعلى من البالغين.

هل تردد الصوت واللحن مهم؟

تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن أصوات المنبهات المختلفة يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على الأداء البشري بعد الاستيقاظ. في البحث الجديد الذي قام به ستيوارت ماكفارلين وأدريان داير من المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن، أظهرت مراجعتهما المنهجية المنشورة في عام 2020 أن الترددات الزمنية (درجة الصوت كما تم قياسها بالهرتز) حوالي 500 هرتز أفضل في إثارة الأطفال الصغار من الترددات ذات الموج العالي 2000+ هرتز.

كما أن الإشعارات الصوتية مثل صراخ شخص "استيقظ!" تعمل بشكل أفضل من الترددات العالية. ومع ذلك، فهي ليست فعالة مثل نغمات التصفير ذات 500 هرتز، الموجودة في معظم الهواتف المحمولة.

استكشف البحث أيضًا كيف تلعب صفات الموسيقى - خاصة اللحن - دورًا في تشجيع حالة اليقظة. ووجدنا أن الطريقة التي يفسر بها الناس مدى "انغماسهم" في لحن منبهاتهم تعكس أيضًا مدى شعورهم بالترنح بعد الاستيقاظ. لذلك فإن الأشخاص الذين يستخدمون المنبهات التي تحمل نغمة سوف يندمجون معها بسهولة ويشعروا بقدر أقل من الترنح من أولئك الذين لديهم منبه يشبه صوت "الصفير".

اظهار أخبار متعلقة



مع وضع ذلك في عين الاعتبار، قام الباحثان بتطوير لحن إيقاعي مخصص أدى إلى أداء أفضل بشكل ملحوظ عند الاستيقاظ وبعده، مقارنة بصوت التنبيه القياسي.



ماذا يعني كل هذا؟

حسنًا، بالنظر إلى كل ما سبق يعتقد الباحثان أن صوت المنبه المثالي يجب أن يصدر شيئًا به هذه الخصائص:

-   يحتوي على لحن يمكنك بسهولة غنائه أو دندنته
-    له تردد سائد حوالي 500 هرتز
-    ليست ذات إيقاع سريع جدًا أو بطيء جدًا (100 - 120 نبضة في الدقيقة مثالية).

تذكر أيضًا أن المنبه يجب أن يكون على أعلى مستوى بالنسبة للأشخاص الأصغر سنًا (أو لمن ينامون بشكل عميق).

إذا أخذنا في الاعتبار نغمات التنبيه الافتراضية المتوفرة على أجهزتنا  فهناك حاجة إلى المزيد من العمل عليها، خاصة وأن البحث في هذا المجال جديد نسبيًا. بشكل عام ستوقظك معظم المنبهات المحملة على جهازك إذا وضعتها على ارتفاع الصوت المناسب، ولكن تم تصميم نغمات محددة (مثل النغمة الموجودة في الأعلى) وفقًا لأحدث الأبحاث ليس فقط لتشجيع إثارة دماغك بل أيضًا لتساعدك على الوصول لمرحلة اليقظة التامة.
شارك
التعليقات