تشير دراسة جديدة كشف عنها باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا إلى أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا مسؤولون اليوم عن ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
ولطالما كان كبار السن متقصدين في حياتهم، كان الجيل الذي عانى من الحرب العالمية الثانية حريصًا جدا على كيفية استخدام موارده. لكن "كبار السن الجدد" مختلفون بحسب ما قاله البروفيسور إدغار هيروتويش مؤلف الدراسة.
اظهار أخبار متعلقة
في الدراسة الجديدة، حلل الباحثون انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا واليابان، وقاموا بتصنيفها حسب العمر في 2005 و2010 و2015.
ووجدوا أنه في عام 2005، تسبب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا في انبعاثات أقل من الفئات العمرية من 30 إلى 44 و من 45 إلى 59.
ومع ذلك فإنه بحلول عام 2015، تجاوز الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا مستويات الفئة العمرية من 30 إلى 44 عامًا ليصبحوا في نفس مستوى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 59 عامًا.
وفي السنوات السبع منذ عام 2015، يعتقد الباحثون أنه من المحتمل أن تكون المجموعة التي تجاوزت الـ 60 من العمر قد تجاوزت الفئة العمرية من 45 إلى 59 عامًا لتصبح على رأس سلم الانبعاثات.
اظهار أخبار متعلقة
قال الدكتور هرتويتش إن "جيل" مواليد ما بعد الحرب "هم كبار السن الجدد. لديهم أنماط استهلاك مختلفة عن" الجيل الهادئ "الذي ولد في الفترة 1928-1945"."كبار السن اليوم ينفقون المزيد من الأموال على المنازل واستهلاك الطاقة والطعام".
وفي جميع البلدان التي خضعت للدراسة والبالغ عددها 32 دولة، وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا هم المسؤولون عن زيادة نسبة الانبعاثات، حيث يمثل كبار السن في اليابان الآن نسبة هائلة من الانبعاثات بنسبة 51%.
ووفقًا للباحثين تميل الانبعاثات التي يمثلها كبار السن إلى الموارد المحلية بشكل أكثر، بينما تستهلك الفئات الأصغر سنًا المزيد من السلع المستوردة، مما يؤدي إلى انبعاثات في بلدان أخرى.
وقال الدكتور تشنغ "مع أن مستويات الدخل تقل عند التقاعد، إلا أن كبار السن في البلدان المتقدمة قد تراكمت لديهم القيمة وخاصة في مجال الإسكان. لقد شهد الكثير منهم زيادة كبيرة في قيمة ممتلكاتهم".
وتابع: "كبار السن قادرون على الحفاظ على استهلاكهم المرتفع من خلال ثروتهم".
كما أن هذه الفئة العمرية تعيش بمفردها. ومع أن هذا الحال ليس في جميع البلدان إلا أنه يعكس الصورة العامة.
أما بالنسبة للدول فوجدت الدراسة أن كبار السن في أستراليا والولايات المتحدة هم الأسوأ من حيث الانبعاثات، حيث ساهموا بمعدل 21 طنا متريا لكل منهما في عام 2015.
اظهار أخبار متعلقة
في أوروبا، وُجد أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا في لوكسمبورغ هم أعلى بواعث للانبعاثات بمتوسط 19 طنًا متريا للفرد، بينما كان كبار السن في المملكة المتحدة والنرويج وفنلندا وأيرلندا أيضًا من الذين ينشرون انبعاثات عالية. في الناحية الأخرى، كان كبار السن في رومانيا وليتوانيا والمجر وكرواتيا وإستونيا يمثلون أقل انبعاثات لكل شخص.
وبينما تتزايد الانبعاثات بين كبار السن فإنها تتناقص بين الشباب وفقًا للدراسة. حيث خفض الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا انبعاثاتهم السنوية بمقدار 3.7 طن متري من عام 2005 إلى عام 2015، بينما خفض الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 44 عامًا انبعاثاتهم بمقدار 2.7 طن متري خلال هذا الوقت.
ويسلط الباحثون الضوء على أنه مع زيادة متوسط العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم، فإن عدد السكان المسنين سيتضاعف بين عامي 2019 و 2050. ويأمل الباحثون أن تسلط نتائجهم الضوء على الحاجة إلى توقع استراتيجيات التخفيف والتقشف لمجتمع كبار السن في المستقبل.
اظهار أخبار متعلقة
وقال الدكتور هيران زينج، المؤلف المشارك للدراسة "إن عادات الاستهلاك لكبار السن يجب أن تكون أكثر صرامة".
على سبيل المثال "انتقال كبار السن إلى منازل أصغر بعد خروج أطفالهم. نأمل أن يتم بناء المزيد من المجمعات السكنية الصديقة لكبار السن وتحسين أنظمة النقل والبنية التحتية".
نشرت الدراسة في مجلة Nature Climate Change.