وتقول لـ"عربي21 لايت": "قضيت جل عمري في بناء الأفران البلدية والتي كانت لا غنى عنها لأهل الريف لخبز العيش الفلاحي، ولكن مع شهر رمضان كنت أقوم ببناء أفران صناعة الكنافة، التي كانت تتجمع عندها نساء القرية بالطابور".
![](https://lite.arabi21.com/Content/Upload/Editor/Image1_4202218135919981184387.jpg)
وتضيف: "ذلك الفرن يُبنى بالطوب اللبن أو الأحمر ثم يتم تغطية ذلك البناء الدائري بالطين، وعندما يجف يجري دهانه بالجير ليأخذ اللون الأبيض، وقبل ذلك توضع فوق فتحته العليا صينية من النحاس أو الألومنيوم لصب عجين الكنافة فوقها، بعد إيقاد الفرن عبر فتحة جانبية يوضع بها الحطب".
حنين حنان
ومن الحاجة فوزية إلى حنان، (40 عاما) والتي تقف أمام عربة الفول والطعمية والفلال، تقلي منتجاتها بالزيت وتصنع منها ساندويتشات التلاميذ وهم في طريقهم إلى المدرسة.
اظهار أخبار متعلقة
تتذكر حنان، تلك الأيام الخوالي التي غابت عنها الآن، حينما كانت تقوم بمساعدة الحاجة فوزية في صناعة الفرن الطين، لتبدأ هي موسم عملها السنوي خلال شهر رمضان لصناعة الكنافة البلدي.
تقول حنان لـ"عربي21 لايت": "لم يعد لدي القدرة على العمل في رمضان أمام فرن الكنافة البلدي، وبعد انتشار ماكينات صناعة الكنافة الإفرنجي أكتفي ببيع عجينة الطعمية والفول المدمس لأجل السحور في رمضان"، مشيرة إلى أنها كانت "أيام خير كثير وفرحة كبيرة".
"عربي21 لايت"، بحثت عن فرن الكنافة البلدي، لتجده بصعوبة مقابل العشرات من الأفران الحديثة في صناعة الكنافة.
قدر واسع من الألومنيوم مملوء بعجين طري من دقيق القمح الأبيض الناعم، وبه مغرفة لتعبئة كوز من المعدن به نحو 10 فتحات يسدها الصانع بيديه حتى يقترب من صينية الفرن الساخنة، ويقوم بفرد العجين بطريقة دائرية صانعا شكلا فنيا جميلا يتركه حتى ينضج، ثم يحمله بيديه في سرعة فائقة ويضعه أمام فتاة تبيع الكنافة.
اظهار أخبار متعلقة
عماد، أحد محترفي مهنة صناعة الكنافة البلدي في رمضان، وبشأن الاختلاف بين البلدي والإفرنجي، يقول لـ"عربي21 لايت": "الاختلاف ليس كبيرا ولكنه يتمثل في كون الكنافة البلدي طرية ويعشقها من يعرفون طعمها من كبار السن، بعكس الإفرنجي فهي ناشفة وطعمها أقل لذة".
وعن تطور صناعة الكنافة في مصر من الفرن الطين إلى الأفران الحديثة، يقول صاحب أحد محال بيع الكنافة إن التطور جرى من فرن الطين إلى الأفران الآلية، لافتا لـ"عربي21 لايت"، إلى أن هناك من يطلب الكنافة البلدي بشكل خاص.
اظهار أخبار متعلقة
وتحدث عن صناعة القطايف كمهنة وحلوى مرتبطة بالكنافة وبشهر رمضان بشكل خاص، حيث تجلس سيدة أمام ما سيمونه بالحجر الموضوع أسفل منه موقد تضع السيدة فوقه العجين على شكل دائرة صغيرة، يقوم بعدها صبي صغير برفعه من فوق الموقد بعد نضوجه ليجف تمهيدا لبيعه.
![](https://lite.arabi21.com/Content/Upload/Editor/Image1_4202218135848620555350.jpg)
ومن أمام فرنه بينما يصنع الرقاق في أول أيام رمضان، يقول الحاج علي: "اختلفت مهنة الخباز بشكل كبير، كما اختلفت صناعة الكنافة وتطورت من إيقاد الفرن البلدي بالحطب إلى استعمال أنابيب الغاز، ثم أخيرا إلى الفرن الكهربائي".
وبحسب رصد "عربي21 لايت" لاختلاف السعر بين النوعين، فإن الكنافة الإفرنجي تباع بنحو 20 جنيها، بينما الكنافة البلدي بنحو 25 جنيها، (الدولار نحو 18.5 جنيها).
اظهار أخبار متعلقة
وأكد بائعي الكنافة الذين تحدثوا لـ"عربي21 لايت"، أن "معظم المصريين العاديين يعشقون صناعة الكنافة في بيوتهم، حيث تتفنن ست البيت في صناعتها بالسمن البلدي وحشوها بالمكسرات والشيكولاتة والكريمة، ولكن قليل منهم وأغلبهم من ميسوري الحال يفضلون شراء الكنافة الجاهزة".
ووفق بعض المؤرخين فإن تاريخ ظهور الكنافة في مصر يعود إلى العصر الفاطمي (969- 1172 م)، بينما يقول آخرون أنها ازدهرت مع العصر المملوكي (1250- 1517 م)، لكنها ظلت على مدار القرون هي الفرحة الأكبر للمصريين في رمضان وخاصة الفقراء حتى اليوم.