وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن ارتداء ألوان معينة يمكن أن يعزز حالتك المزاجية، ولا علاقة للطريقة التي تؤثر بها الألوان على الناس بتجاربهم الفردية وتصوراتهم، مشيرة إلى أنه توجد أدلة إحصائية توضح أن بعض الألوان مثل الأحمر تعتبر "قوية" و"جذابة"، غير أن هذا لا ينطبق على بقية الألوان.
اظهار أخبار متعلقة
ومن أجل الحصول على فهم أعمق لعلم نفس الألوان؛ قدم بعض علماء النفس تفسيرًا لكيفية تأثير الألوان على الحالة المزاجية، وكيف يمكن استغلال علم نفس الألوان في حياتنا اليومية، بحسب المجلة
المبادئ التطورية والبيولوجية لها دور في علم نفس اللون
وذكرت المجلة أن علم نفس اللون له جذور في التطور؛ حيث قالت جينيفر هيتيما، كبيرة الأطباء السريريين في مؤسسة "لايف ستانس هيلث": "يمكن أن يحفز اللون الأحمر إفراز الهرمونات المرتبطة بالعدوانية لدى الحيوانات والبشر على حد سواء، ويكون بمثابة إشارة للهيمنة بالنسبة للآخرين"، مضيفة: "العديد من الدراسات وثقت "التأثير الأحمر" إذ تبيّن أن الرياضيين أو الفرق التي ترتدي اللون الأحمر تتمتع بميزة قوية عند مقارنتها بالألوان الأخرى"، فيما توضح المجلة أنه باستخدام هذا المبدأ في علم نفس الألوان؛ فقد يفيد ارتداء لون مثل الأحمر في الأوقات التي يحتاج فيها الإنسان إلى تعزيز ثقته بنفسه.
اظهار أخبار متعلقة
وتضيف المجلة أنه من وجهة نظر نفسية أكثر؛ يتأثر البشر بمفهوم يسمى الإدراك المغلق؛ حيث يقول لي تشامبرز، عالم النفس البيئي المقيم في المملكة المتحدة، إن "هذه النظرية تستند إلى فكرة أن ملابسنا يمكن أن تؤثر على مشاعرنا وسلوكياتنا، وبالتالي فإن الألوان التي نرتديها يمكن أن تؤثر على مزاجنا".
تحدد التجارب الشخصية للناس أيضًا كيف يختبرون اللون
وتبين المجلة أن الناس ينجذبون إلى ألوان معينة عندما يريدون استحضار مشاعر محددة، مثل ارتداء اللون الأحمر أو الأسود أو الأرجواني الغامق من أجل التعبير عن القوة والشدة، أو البرتقالي والأصفر والأخضر الساطع تعبيرًا عن المرح والمتعة، وارتداء اللون الرمادي تعبيرًا عن الحزن، مضيفة أن في أغلب الأحيان؛ يكون للألوان معانٍ مختلفة للناس بناءً على حياتهم وتجاربهم الخاصة.
وتنقل المجلة عن بيثاني كوك، وهي طبيبة نفسية سريرية مرخصة، قولها إن "انجذابنا الشخصي لبعض الألوان قد يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتجاربنا الثقافية أو الحياتية، لذلك قد لا تتناسب تجربتك مع المعايير النموذجية"، فيما تقول الدكتورة هيتيما إنه "من خلال تجاربنا الشخصية يمكن تكوين ارتباطات بين ألوان معينة إذا كان لدى الشخص تجربة قوية أو متكررة معها. على سبيل المثال، التردد على المستشفى بشكل متكرر لتلقي العلاج قد يستحضر مشاعر سلبية مثل الخوف أو القلق بسبب ارتداء الطاقم الطبي ملابس زرقاء".
اظهار أخبار متعلقة
كيف تضيف علم نفس اللون إلى حياتك
وتشير المجلة إلى أن ما يُميّز علم نفس الألوان هو سهولة استكشافه وتغيّره باستمرار؛ فمن أجل التعرف على الألوان التي تعزز مزاجك أو تعكّره ما عليك سوى مراقبة الألوان، فعندما تبدأ يومك؛ لاحظ الألوان التي تجذب انتباهك والمشاعر التي تثيرها، وسواء كانت لوحة أو لباسًا، حاول أن تصبح أكثر وعيًا بما تنجذب إليه، اعتمادًا على حالتك المزاجية والمشاعر التي ترغب في استحضارها.
وبحسب المجلة؛ تقول كوك: "انظر إلى الرسومات، واذهب إلى متحف فني، وانغمس في الألوان، أو اذهب إلى أحد محلات الملابس وجرب مجموعة متنوعة من الألوان، واختر ألوانا استثنائية، ثم انظر في المرآة ولاحظ ما تشعر به عند ارتداء كل لون مختلف، وبمجرد أن تدرك انحيازك لبعض الألوان، اسأل نفسك عما "تحتاجه" في كل صباح تستيقظ في: القوة أو الهدوء أو الصبر أو الطاقة. وبعد ذلك، اختر ملابسك وفقًا للألوان التي تستحضر تلك المشاعر".
اظهار أخبار متعلقة
وتتابع المجلة تقريرها قائلة إنه بمجرد أن يكون لديك فكرة عن الألوان التي تعزز مزاجك، واصل تتبعها من خلال استخدام دليل الألوان الشخصي، حيث يقول تشامبرز: "إن إنشاء دليل شخصي للألوان من شأنه أن يساعدك في البدء في بناء خزانة ملابس ملونة تدعمك وتشجعك عندما ترتدي ملابسك، بغض النظر عن مزاجك في ذلك الوقت".
وترى المجلة أنه بشكل عام؛ يمكن أن يؤدي ارتداء ألوان معينة إلى تعزيز مزاجك، وإذا كنت مهتمًا بمعرفة الألوان المناسبة، فلا توجد إجابة واحدة محددة، لأن هذا يختلف اعتمادًا على تجارب الفرد الشخصية وتصوراته وتفضيلاته، وأفضل طريقة لمعرفة الألوان التي تعزز مزاجك هي تجربتها كلها، وبمجرد تحديد الألوان التي تعزز حالتك المزاجية، استخدم هذه المعلومات وادمجها في اختيارات ملابسك.