ومن النهار إلى الليل غير بائعون ومهنيون وأصحاب محال ومطاعم ومقاهي، وعاملون في مجالات البناء والتشييد والمعمار، وعدد كبير من فئة الصنايعية والميكانيكية والخراطين والبرادين والسمكرية، أوقات أعمالهم المعتادة.
وطوال العام يبدأ صانعوا الفول والطعمية تلك المهنة الأهم والأكثر انتشارا في ربوع الوطن المصري، قبل بزوغ الفجر من كل يوم، حيث يوقدون النار على قدور الفول ويطحنون الفول المدشوش لصناعة الطعمية، إلا أنهم وخلال شهر رمضان يبدأون عملهم من بعد صلاة العصر.
وخلال رمضان ينقسم عملهم إلى قسمين، الأول قبل انطلاق مدفع الإفطار ببيع الفول المدمس للإفطار، وقسم آخر بعد صلاة العشاء وحتى الفجر استعدادا لوجبة السحور.
حنان وأمورة، من المصريات الكادحات اللاتي يقمن ببيع الفول وصناعة الطعمية، أكدتا لـ"عربي21 لايت"، أنهن يقمن بعد صلاة الظهر بإعداد أكياس الفول وعجينة الطعمية وبيعها للزبائن، ويعدن الكرة ليلا حتى السحور.
ذلك الأمر ينطبق بشكل كبير على محلات عصير القصب الشهيرة والمنتشرة في مصر، والتي تغلق أبوابها على الأغلب نهارا وتبدأ في فتح أبوابها مع صلاة العصر لبيع العصير ومعه التمر الهندي والسوبيا والعرق سوس.
اظهار أخبار متعلقة
أحد محلات العصير تقدم صاحبه عدة مترات ليقترب من الطريق العام، ليفرش عدة ترابيزات يضع علها أنواع التمر والسوبيا والعرق سوس، منتظرا وقوف السيارات والمارة لشراء بضاعته التي لا يعدها إلا خلال شهر رمضان فقط، بينما طوال العام يكتفي بعصير القصب والفواكه.
الأمر ينطبق أيضا على المطاعم والمقاهي الشعبية والكافيهات التي تعمل طوال العام منذ الصباح الباكر وحتى المساء، ولكنها في رمضان تُغير مواعيد عملها وفي الغالب تغلق معظم أوقات النهار وتفتح ليلا، وحتى الفجر.
وفي الساعات الأخيرة من اليوم الأول لشهر رمضان الجاري، قام وليد، (35 عاما) بفتح مقهاه البلدي بينما جلب معه زوجته وبعض أبناءه الصغار، إلى جانب أحد العاملين معه للقيام بحملة تنظيف واسعة للمقهى ورش الأشجار المحيطة به وغسل أدوات الشاي والقهوة وكذلك تجهيز عدة الشيشة.
أكد وليد لـ"عربي21 لايت"، أنه "في العامين الماضيين حرمتنا كورونا من الافتتاح ليلا خلال رمضان ولكن هذا العام، نستعد للعمل ليلا"، مشيرا إلى أنه بالطبع يتحول من عمل النهار إلى الليل في رمضان.
اظهار أخبار متعلقة
ليس بائعو الفول والعصير والمقاهي وحدهم الذين تتغير حياتهم في عشق رمضان، بل إن طوائف المعمار بمعظم تخصصاته وأنواعه يتحولون إلى العمل ليلا في أضواء الكهرباء بدلا من الشمس، وخاصة مهن نجار وحداد المسلح والبنائين، ولكل منهم أسبابه.
جميل، مقاول بناء، يقول لـ"عربي21 لايت": "عملنا شاق جدا ويتطلب جهدا ومياه وطعام، ولذا فإن الكثير من العاملين يفضلون العمل ليلا في رمضان والراحة نهارا"، مشيرا إلى أنه "يجهز سنويا وسائل ذلك العمل وخاصة أسلاك ولمبات الكهرباء القوية".
الميكانيكية وأصحاب الورش مثل البرادة والخراطة والنجارة يتحول بعضهم إلى العمل ليلا، ويقول محمود السمكري، لـ"عربي21 لايت": "لا أعمل نهارا إلا مع وجود ضغط في العمل، الذي غالبا أبدأه في رمضان عقب صلاة العصر، ثم أذهب للإفطار وأعود ثانية للعمل بعد صلاة التراويح".
اظهار أخبار متعلقة
وطوال العام كنت تجد من الصباح الباكر وحتى العاشرة صباحا يفتح العاملون محالهم في المناطق التجارية والشعبية وبائعي الملابس وغيرها ولكنهم في رمضان يبدأون العمل بعد صلاة الظهر في العادة، لأنهم يسهرون حتى قرب صلاة الفجر خلال شهر رمضان.