لتجنب لسعات البعوض.. ابتعد عن ارتداء هذه الألوان في الصيف 😮

pexels-jimmy-chan-2382223
CC0
  • أحمد حسن
  • الأربعاء، 27-04-2022
  • 08:17 م

لا شك في أن أكثر شيء يمكن أن يعكر عليك صفو مزاجك في ليلية صيفية هي رؤية جسمك مغطى بلسعات البعوض. هذه الحشرات الطائرة هي أكثر من مجرد مصدر للإزعاج بل هي أكثر المخلوقات دموية على الأرض بسبب الأمراض التي تنشرها.

وسعت الكثير من الأبحاث حول البعوض محاولة فهم سلوكهم وتفضيلاتهم. ولعل الرؤية هي أكثر حاسة مهمة لمثل هذه الحشرات، إلا أن الرائحة ودرجة الحرارة يعملان جنبا لجنب مع الرؤية لمساعدة البعوض على تحديد موقع فريستهم.

وسعت الأبحاث السابقة إلى ربط ألوان خاصة (أو الأطوال الموجية المتمايزة للضوء بلغة علمية) بالمضيف الذي يستهدفه البعوض.

اظهار أخبار متعلقة



ومع ذلك، فقد كانت نتائج الأبحاث مختلطة، حيث أظهرت نفس أنواع البعوض تفضيلات لألوان مختلفة في دراسات مختلفة.

في دراسة هي الأحدث نشرت في مجلة Nature Communications لاستكشاف جاذبية البعوض لألوان مختلفة، أجرى الباحثون سلسلة من الاختبارات على ثلاثة أنواع من البعوض الناشرة للأمراض وهي:

Aedes aegypti و Anopheles stephensi و Culex quinquefasciatus.

في التجربة الأولى، قام العلماء باستخدام نفق مجهز بالكاميرات لتتبع أنماط رحلة البعوض. وتم تصميم النفق لتشجيعهم على التصرف بشكل طبيعي قدر الإمكان. وعلى أرضية النفق كان هناك اثنتين من البقع الملونة الصغيرة؛ واحدة باللون الأبيض، والأخرى عينات من ألوان فيها لمحاكاة درجات لون الجلد المختلفة.

اظهار أخبار متعلقة



 في البعوض، الإناث فقط هي التي تلدغ لأنها تحتاج إلى وجبة دم دسمة لاستكمال عملية الإنجاب. وبالتالي فقد تم إطلاق الإناث في النفق ليبحثوا بشكل طبيعي عن مضيف يمتصون دمه.

بعد ساعة تم إطلاق ثاني أكسيد الكربون (CO₂) في النفق. ينبعث ثاني أكسيد الكربون من البشر والثدييات الأخرى، ومع أنه عديم الرائحة بالنسبة لنا إلا أنه يمكن للبعوض أن تشتمه وتستخدمه لمساعدتها في توجيههم لمصدر الدم. قبل إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون لتحفيز الرائحة لدى البعوض، تجاهل بعوض Aedes aegypti  إلى حد كبير الدوائر الملونة على الأرض، وبدلًا من ذلك ذهب لاستكشاف الأسقف وجدران النفق.

ولكن بمجرد إطلاق ثاني أوكسيد الكربون، بدأوا يتحققون من الدوائر الملونة، خاصة عندما زاد طول الموجة من 510 نانومتر (NM) إلى 660 نانومتر.

تمثل هذه الأطوال الموجية أطول الألوان في نهاية الطيف للونين البرتقالي والأحمر، ومعظم بعوض Aedes aegypti انجذبت إلى اللون الأحمر، ثم الأسود. والجدير بالذكر أن هذه الألوان البرتقالية إلى الحمراء هي نفسها التي يتم تصنيف درجات لون الجلد البشري منها. أما بالنسبة للون الأزرق والأخضر والبنفسجي فلم تكن جاذبة للبعوض أبدًا، ولم يلاحظ الباحثون أي تفضيل لأي لون بشري معين.

اظهار أخبار متعلقة



أجرى الباحثون تجربة منفصلة في أقفاص للحشرات لاستكشاف جاذبية البعوض إلى درجات البشرة الحقيقية. تم تعيين ستة متطوعين من خلفيات عرقية مختلفة للمساعدة في هذا الاختبار. كان عنصر التحكم قفازًا أبيض، بالطبع كان البعوض أكثر انجذابًا إلى اليدين من القفاز الأبيض، ولم يكن هناك تفضيل لأي درجة جلدية بشكل خاص.

توضح هذه الدراسة أن البعوض ينجذب إلى الألوان الموجودة في الجلد البشري، وبشكل خاص مع وجود غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يشير إلى أن رائحة تنفس البشر والثدييات قد تعمل كإشارة أولية. وهذا يؤكد البحث السابق الذي وجد أن غاز ثاني أكسيد الكربون يجذب البعوض.

ووجد الباحثون أن الألوان والتباين كانت عوامل مهمة، كما أقر الباحثون أن تجاربهم لم تقم بحساب بعض العوامل الأخرى التي تؤثر على اختيار البعوض للمضيف، مثل المواد الكيميائية المنبعثة من الجلد البشري، ودرجة حرارة الجلد، والعرق.

إذن ماذا يعني هذا لشخص لا يريد أن يتعرض للسعة البعوض؟ يمكنك محاولة ارتداء الأخضر، والأبيض والأزرق وتجنب الأسود والأحمر والبرتقالي. لكن تذكر أن ارتدائك لهذه الألوان لا يضمن لك أن لا تلسع ولا نعرف مدى فعالية ذلك، خاصة بالنظر إلى الاختلافات الواضحة في تفضيلات الألوان بين أنواع البعوض. لكن هذه النتائج تشير إلى أنه مع المزيد من البحث، يمكن استخدام اللون كأداة في مكافحة البعوض.
شارك
التعليقات