إفطار المسافرين والعالقين بالشوارع.. عادة محمودة بجهود شعبية 😍

GettyImages-1240032353
جيتي
  • مهند العربي
  • السبت، 30-04-2022
  • 12:30 م
مع اقتراب أذان المغرب تجد العديد من الشباب والفتيات وقد انتشروا على الطرقات وفي الشوارع وعلى محطات القطار، وهم يحملون بين أيديهم وجبات لإفطار الصائمين سواء المسافرين منهم أو من تأخر بالشارع لسبب أو لآخر أو الغرباء، وهي ظاهرة متأصلة لدى الشعوب العربية وممتدة منذ فترة طويلة من الزمن وإن أخذت أشكالا مختلفة حسب كل عصر وزمان، حيث أخذت شكل الوجبات الجاهزة مؤخرا فضلا عن موائد الرحمن التي تملأ الشوارع المصرية ليفطر عليها كل فقير محتاج وكل من تقطعت به السبل. 

اظهار أخبار متعلقة



ويتم ذلك بجهود أهلية وشعبية وجمعيات خيرية الأمر الذي يعكس تكافلا اجتماعيا يؤدي لمزيد من تماسك المجتمع وقوته وانتشار المودة بين أفراده وهوما أكده عدد من الدعاة وخبراء الاجتماع في تصريحاتهم لـ"عربي21 لايت".

يقوي اللحمة والترابط المجتمعي

وفي سياق تعليقها تصف الخبيرة الأسرية والاجتماعية منال خضر هذا الأمر بأنه قيمة مجتمعية من الصعب أن تجدها في أي بلد غربي متقدم وحديث وغارق في ماديته، لأن كل شئ عندهم قابل للتسعير والمقايضة حتى المشاعر، اما عند الشعوب العربية مهما كانت الحاجة، فتتقدم المشاعر والأخوة والمحبة والتكافل بين الناس، فالجميع يشعر بالأمان والانتماء والمحبة لجميع الناس.

Embed from Getty Images

وتضيف في حديثها لـ"عربي21 لايت": "هذا شعور الإنساني يساعد في تقوية اللحمة والترابط المجتمعي ويبعد الشعب عن الحقد والكره والحسد، ويقلل من الجريمة من أجل الجوع والحاجة، لافتة إلى أن مثل هذا السلوك يجعل العلاقة بين الغني والفقير ليست علاقة حرب وكره بل علاقة مودة ووصال، معبرة عن امتنانها للشباب من الجنسين الحريصين على إفطار الصائمين مهما كانت درجة الحرارة أو الزحمة المرورية، ويتمثل فيهم قوله تعالى "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا".

اظهار أخبار متعلقة



أنبل صور الكرم والبذل

من جانبه وصف الداعية والباحث الشرعي مصطفى إبراهيم هذه العادة أو العبادة الطيبة بأنها يتجلى فيها أعلى درجات فعل الخير، الذي جعله الله سبباً في الفلاح في قوله تعالى :" يأيها ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱرْكَعُواْ وَٱسْجُدُواْ وَٱعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُواْ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

مضيفاً: "إنها أيضا أحد أنبل صور الكرم والبذل والعطاء في سبيل الله، وتتجلى فيها أيضاً طباع المصريين في الكرم والفزعة لمساعدة المسافرين والمغتربين، كما أنها تعد أحدى صور الإنفاق على بن السبيل التي ذكرها الله تعالى في مصارف الزكاة كما ترسخ روابط المحبة والإخاء بين المعارف والجيران، وتكون أيضاً سبباً في تكوين صداقات جديدة، وتعارف بين الغرباء الذين تجمعهم مائدة طعام واحدة". 

اظهار أخبار متعلقة



وأوضح إبراهيم في حديثه لـ"عربي21 لايت": "إن رؤية شباب مصر ورجالها وهم يقفون بالمشروبات والأغذية على مفارق الطرق لتقديم الإفطار للمسافرين لمنظر مؤثر جدا وباعث على الفرحة والسعادة، ويتبارى في خدمتهم الصغير والكبير، بل وبعض المنفلتين وغير الملتزمين يقومون بذلك الفعل الطيب طلباً للمغفرة من الله تعالى وابتغاء للثواب". 

مضيفاً: "إن العديد من الجمعيات الخيرية تشجع وتتبنى هذا السلوك الطيب وهذا التصرف الرائع، وينشغل قادتها وكوادرها بإطعام المغتربين والمسافرين، وهو أمر محمود لهم لأنهم ينشرون الخير في المجتمع ويساعدون على تقديم المساعدة لمن انقطعت بهم السبل وأدركهم أذان المغرب قبل الوصول إلى بيوتهم". 

اظهار أخبار متعلقة



واختتم الباحث الشرعي المصري حديثه بذكر أمثلة رائعة على الكرم وحسن الضيافة في رمضان عندما أعدت قرى في محافظة الشرقية موائد طعام لقطار سكك حديدية تعطل بالقرب من قريتهم وحان وقت الإفطار فخرجت العائلات بالصواني وعليها الطعام والشراب لتحصيل ثواب إفطار الصائمين، مضيفاً أن هذه الحادثة تكررت العام الماضي عندما تعطل قطار في رمضان في بني سويف فخرجت القرى القريبة أيضاً بالطعام والشراب لتفطر الصائمين الذين انقطع بهم السبيل وحانت ساعة الإفطار وهم محبوسون في القطار المتعطل.
شارك
التعليقات