استعدت الأسواق في مصر لاستقبال عيد الفطر وازدانت واجهات المحلات والمتاجر والشوادر بأصناف الكعك والبسكويت المختلفة إلى جانب "الغريبة" والبيتي فور" و"السابليه" و "الشيكولاتة" والمكسرات والفول السوادني والترمس.
ويحرص المصريون على تلك العادة، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، منذ سنوات بعيدة، ويعتبروها أحد أهم مظاهر الابتهاج بالعيد إلى جانب الملابس والأحذية الجديدة، وتنشط الأسواق والمبيعات بشكل كبير.
اظهار أخبار متعلقة
صناعة الكعك عادة مصرية قديمة حافظ المصريون عليها منذ قدماء المصريين، ولكنها ازدهرت وتطورت في زمن الفاطميين ثم المماليك والعثمانيين، وأصبحت تقليدا شعبيا في كل العصور، ولم تنقطع منذ ذلك الوقت مهما كانت الظروف.
مع تراجع الأسرة المصرية في صنع الكعك والبسكويت وانتشار المخابز والمصانع المتخصصة في صناعته وتقديمه في أشكال وأنواع جديدة، ظهرت العديد من العلامات التجارية البارزة في صناعة حلويات العيد.
30% زيادة في الأسعار
قفزت أسعار الكعك والبسكويت 30% على الأقل؛ بسبب ارتفاع سعر طن الدقيق إلى نحو 12 ألف جنيه (الدولار يساوي 18.50 جنيه) واضطراب أسواق القمح العالمية على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت شهرها الثالث على التوالي.
ومصر هي أكبر دولة مستورد في العالم للقمح بنحو 12 مليون طن سنويا وتنتج نحو 10 ملايين طن سنويا من زراعة نحو 3.5 مليون فدان قمح في الفترة من تشرين الأول/ أكتوبر إلى نيسان/ أبريل، وتستهلك الحكومة نحو نصف تلك الكمية في إنتاج الخبز المدعم.
اظهار أخبار متعلقة
في جولة لمراسل "عربي 21 لايت"، تفاوتت الأسعار بشكل كبير بين الأنواع الفاخرة والشعبية، حيث بلغ سعر كيلو الكعك السادة بالسمن البلدي نحو 140 جنيه في المتوسط، والنوع العادي بالسمن النباتي 60 جنيها، ويصل سعر كيلو الكعك بالفستق والجوز واللوز إلى 200 جنيه للكيلو في العلامات التجارية المعروفة.
ويصل كيلو البسكويت الفاخر إلى 110 جنيهات والعادي نحو 35 جنيها فقط، وهناك أنواع عديدة للبسكويت منها النشادر و الزبدة و البرتقال و الشيكولاته، أما "البيتي فور" و"الغريبة" فبلغ متوسط سعر الكيلو الفاخر 150 جنيها والشعبي نحو 70 جنيها، وتبدو الأسعار متقاربة في ظل حالة الركود بالأسواق.
في محاولة لتوفير المنتجات بأسعار أقل، طرحت الشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى، إحدى شركات القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين، كميات كبيرة من الكعك والبسكويت تقول إنها بأسعار مخفضة بنحو 25%.
الدقيق والسمن والزبدة خلف زيادة الأسعار
واشتكى أصحاب مخابز ومحلات الحلوى من ارتفاع أسعار الدقيق والسمن والزبدة بشكل كبير، وقال الحاج عبد السلام الأسيوطي، صاحب محل للمخبوزات والحلويات الشرقية، "ارتفاع أسعار الدقيق في الأسواق أربك إنتاج المخابز والمصانع، وزاد الطلب عليه بسبب اقتراب عيد الفطر والاستعداد لصنع الكعك والبسكويت والأصناف الأخرى".
اظهار أخبار متعلقة
لكن لا شيء يضاهي فرحة العيد، يقول الأسيوطي لمراسل "عربي21 لايت"، ولا تكتمل الفرحة إلا بوجود الكعك والبسكويت في البيوت صباح يوم العيد، والمصريون قادرون على التكيف مع تقلبات الأسعار سواء أصحاب المخابز أو المستهلكين وقمنا بتقليل الإنتاج أكثر من 30% عن العام الماضي حتى لا تفسد المنتجات.
لافتا إلى أن "الأسر المصرية تعرف احتياجاتها جيدا، لذلك هناك أنواع من الكعك لا يتجاوز سعره 50 جنيها للكيلو الواحد مقابل 140 جنيها للكيلو في بعض المحلات التجارية المعروفة، وكذلك البسكويت يتراوح سعر الشعبي بين 30 و45 جنيها للكيلو مقابل 110 جنيهات للأنواع الفاخرة".
اظهار أخبار متعلقة
تقول إحدى السيدات بمحل شهير للحلويات بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، إن "الظروف الاقتصادية الصعبة جعلت تجارة وصناعة الكعك والبسكويت رائجة، الكثير من الأسر ليس لديها وقت لقضاء أيام في الإعداد للحلويات، وبعض الأسر تغيرت قناعتها الغذائية بضرورة التقليل من السعرات الحرارية العالية".
وأضاف في حديثها لمراسل "عربي21 لايت": "نشتري كميات بسيطة تكفي الأسرة وبعض الضيوف في صباح أول وثاني أيام العيد، لم يعد الأطفال يقبلون على تناول الكعك والبسكويت بشراهة كما كان في الماضي لقد تغيرت الكثير من العادات، وتأثرت الكثير من الأسر بالظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم وليس مصر فقط".
تراجع الإنتاج والإقبال 15%
ورغم ارتفاع الأسعار، يقول عضو شعبة الحلوى بالغرفة التجارية الإسكندرية، أحمد الحندويل، إن الطلب على كعك العيد لا يتوقف لدى المصريين ولكنه قد يتأثر بفعل العوامل والمتغيرات الاقتصادية التي تمر بها كافة المستويات الاجتماعية.
وأوضح في تصريحات صحفية أن الكثير من الأسر المصرية لجأت إلى تقليل الكميات بما يتناسب مع دخولها والتزاماتها بحيث لا تحرم نفسها من تلك العادة الأصيلة، مشيرا إلى أن حجم الطلب تراجع 15% مقارنة بحجم الاستهلاك العام الماضي حتى الآن.
نصائح أكل الكعك والبسكويت الصحية
أوصى المدير التنفيذي لمركز معلومات الأمن الغذائي، محمد سيد، ببعض الأمور عند تناول الكعك والبسكويت في أول أيام العيد، وقال: "تجنبا لحدوث مشاكل صحية، يجب تناول كميات قليلة من كل نوع بحذر بعد صيام شهر كامل، خاصة كبار السن أو ممن يعانون من بعض الأمراض مثل السكر وزيادة الدهون في الدم ومن السمنة".
اظهار أخبار متعلقة
مضيفا لـ"عربي21 لايت": "الأنواع الجيدة من الكعك والبسكويت تحتوي على كميات معتبرة من السمن والزبدة حتى تعطي رائحة جذابة و مذاقا حلوا لتشجيع الناس على أكل كميات أكبر ولكنها للأسف تصبح مضرة مع زيادة الكميات وقد تتسبب في انتفاخ وعسر هضم وزيادة نسبة الدهون وغيرها من الآثار الجانبية".
ويُنصح بحسب الدكتور سيد،" بعدم الإكثار من المشروبات الطبيعية والإكثار من شرب المياه النقية حتى تعطي شعورا بامتلاء المعدة، وتساعد على الهضم بشكل أفضل، وتقلل من الرغبة نحو تناول كميات زيادة من الكعك والبسكويت والشيكولاته، قطعة واحدة من الكعك والبسكويت كافية"... هل تستطيع الالتزام بنصائح خبير التغذية!.