بالصور 📸 | مدينة بينون اليمنية.. منجم تاريخي وشواهد أثرية عجيبة 😍

Bainon0
(متحف بينون)
  • أشرف الفلاحي
  • الخميس، 05-05-2022
  • 09:57 م

تعتبر مدينة بينون القديمة في اليمن، واحدة من أغنى المواقع الأثرية الزاخرة بعدد من الشواهد التي تعكس قيمتها وأهميتها الحضارية في قرون غابرة.

وتشتهر هذه المدينة، وفقا لمؤرخين، بوجود نقوش قديمة مكتوبة بخط المسند القديم، في وقت مثلث فيه مصيفا للملوك الحميريين الذين شيدوها في القرن الأول الميلادي تقريبا.

ومدينة بينون القديمة تقع في عزلة ثوبان بمديرية الحداء التي تتبع إداريا محافظة ذمار، جنوبي صنعاء، حيث تبعد عن بنحو 54 كلم عن مركز المحافظة.




وتؤكد روايات تاريخية يمنية أن بينون إحدى الممالك القديمة التي شيدها الملك أبو كرب أسعد الذي عرّفه الكثير منهم بـ" أسعد الكامل"، وبها بقايا آثار نجت من عمليات النهب والتخريب المتعمد واستيلاء بعض الأهالي، وبقايا جدران الحصن وآثار طمرت بسبب السيول والزلزال الذي ضرب محافظة ذمار في العام 1982.

اظهار أخبار متعلقة



وأهم الشواهد التاريخية التي تميز "بينون" وجود اثنين من الأنفاق، الأول في  "جبل النقوب" حيث يربط قرية حياوة بوادي الجلاهم.

أما النفق الأخر، في "جبل النصلة"، إذ يربط بين الجبل ووادي نمارة، فيما لا يزال مطمورا بسبب اعتقاد الأهالي بأنه يحتوي على بعض كنوز الملك أبو كرب أسعد الكامل، وقد أدى هذا الاعتقاد ببعض الأهالي إلى تهديد كل من يحاول إعادة فتح ذلك النفق.

ويوجد في النفق الأول الذي يمتد إلى مسافة 150 مترا، بقايا نقش كتب بخط المسند يزعم بعض الأهالي أن نصه: "كلنا الذهب مثل كيل الطعام"،  ويزعم البعض الآخر أن نصه: "اشربي يا حياوة (قرية) من نمارة (وادي) تغنام".

"من عجائب اليمن"

وفي هذا السياق، يقول الدكتور، خلدون نعمان، الأكاديمي والخبير اليمني في التراث القديم والآثار، إن "مدينة بينون، هي إحدى المدن الملكية التي ازدهرت في عهد الدولة الحميرية وكانت بمثابة مصيف للملوك الى جانب مدينة هكر.

وأضاف نعمان  في حديث لـ"عربي21 لايت" أنه يوجد في المدينة عدد كبير من النقوش والمناطق المحيطة بها، مؤكدا أن ما هو معروف من تلك النقوش تم دراسته من قبل علماء النقوش.




واستدرك قائلا: لكن هناك عدد كبير من تلك النقوش القديمة، موجودة  في بيوت المواطنين، والتي من الصعب الوصول إليها أو تصويرها ونشرها.

 وتتميز بينون، وفقا للأكاديمي اليمني، بموقعها الاستراتيجي المتوسط بين العاصمة الريدانية "ظفار" والعاصمة السبئية مأرب، إضافة إلى آثارها الكثيرة التي لايزال بعضها قائما.

اظهار أخبار متعلقة



 ويشير إلى أن أهم آثار بينون هي "النقوب" أو "الأنفاق" التي تم حفرها لنقل المياه من واد إلى آخر.

وقال: "إن تلك الأنفاق تعد واحدة عجائب اليمن".

وأوضح أن على الرغم من الشواهد التاريخية الكثيرة في مدينة بينون، إلا أنه لا يصح أن نقول أنها أو هناك منطقة أغنى من الأخرى، نظرا لعدم وجود حفريات أثرية مكتملة في جميع المناطق اليمنية.

وحول أهم الشواهد الأثرية في بينون، يلفت الاكاديمي والخبير اليمني في التراث والآثار إلى أنها بقايا المباني القديمة والأسوار التي كانت تحمي المدينة، إضافة إلى مجموعة النقوش والآثار المحفوظة في متحف بينون الأثري.

واعتبر أن متحف بينون أحد المتاحف النموذجية في اليمن من حيث الآثار المحفوظة فيه، وطريقة العرض والتوثيق الأثري للمحتويات القديمة.

"منجم تاريخي"

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، ناصر الطويل أن مدينة بينون، واحدة من البؤر التاريخية للحضارة اليمنية القديمة سواء الدولة الحميرية أو السبئية التي قبلها.

وقال الطويل وهو من أبناء المديرية التي تقع بينون في نطاقها الجغرافي لـ "عربي21 لايت" إنها مدينة ثرية بالمباني التي شيدت في حضارة اتسمت بالوفرة العالية.. كما تدل على ذلك كثير من المؤشرات فيها من آثار تاريخية تعكس حجم وتقدم الحضارة اليمنية في فترات سابقة.

اظهار أخبار متعلقة



وأشار الاكاديمي اليمني : "القول أن بينون منجم تاريخي، فهو قليل بحقها".

 لكنه، أضاف أنها كغيرها من المناطق الأثرية في اليمن، تواجه الكثير من التحديات أهمها "ضعف وغياب دور الدولة والجهات الحكومية شبه مغيبة"، و"الوعي المجتمعي بقيمتها".




وبحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء فإن التعاطي مع الأثار التاريخية والأثر التاريخي في الأبنية والنقوش والآثار وما تحتويه من تراث تاريخي ورموز يعاني من غياب الوعي المجتمعي باستثناء مبادرة محددة.

ولفت إلى أن بينون هي جزء من خارطة آثارية تاريخية توجد في مديرية الحداء بمحافظة ذمار، تعكس حجم الوفرة في الإنتاج الاقتصادي واكتساب الموارد التي كانت سائدة في تلك الدولة، وكذا المستوى الحضاري الذي وصلت إليه الحضارات اليمنية الغابرة.

اظهار أخبار متعلقة



كما عدها "جزء من الهوية اليمنية، لكنها تعاني من الإهمال الشديد وتضاعفت التحديات فيها منذ العام 2015 وحتى الآن لهذا المنجم التاريخي".

ودعا الاكاديمي الطويل المنظمات الدولية وخاصة اليونسكو إلى التعاطي مع هذه المنطقة وغيرها من المناطق الأثرية في الحداء كالنخلة الحمراء، وغيرها من المناطق الثرية بالأثار في المناطق الوسطى بشكل عام في اليمن.




وتمتاز مدينة بينون القديمة بطرقها المرصوفة بالأحجار الضخمة، والأسوار الأثرية المحيطة بالمدينة، إضافة إلى جدران القصر الملكي، والمعبد الرئيسي، والمساكن، إلى جانب القطع الفنية والزخرفية الأثرية المتناثرة بكثافة على طرقاتها وعلى جدران المساكن في القرى المجاورة.
شارك
التعليقات