لا ترهق نفسك بالبحث عن السعادة | يبدو أنه حتى أسعد الدول في العالم تخفي جانبا مظلما 😮

pexels-inzmam-khan-1134204 (1)
CC0
  • أحمد حسن
  • السبت، 14-05-2022
  • 06:58 ص
لعلك اطلعت مؤخرًا على التصنيفات العالمية لأسعد دول العالم!

أصبح قياس المستويات الذاتية للسعادة في بلد ما شيئًا من المنافسات الدولية. ينظر الناس باهتمام وقليل من الغيرة، إلى دول مثل الدنمارك التي تتصدر باستمرار تصنيفات أسعد شعب في العالم.

وقد أدى ذلك إلى اكتساب الممارسات الدنماركية شعبية واسعة في أماكن أخرى مثل أسلوب الحياة "hygge". على أمل أنه إذا تمكنا من إضافة المزيد من الراحة إلى حياتنا، فربما نكون سعداء مثل الدنماركيين!

اظهار أخبار متعلقة



ولكن هل العيش في واحدة من أسعد دول العالم هو جل طموحك؟ وماذا يحدث إذا كنت تعاني من أجل العثور على السعادة أو الحفاظ عليها وسط بحر من الناس المفروض أنهم سعداء؟

في البحث الجديد الذي نشر في Scientific Reports، وجد الباحثون أنه في البلدان التي تحتل المرتبة الأولى في السعادة العالمية، من المرجح أيضًا أن الشعب يعاني من ضعف الرفاهية بسبب الضغط المجتمعي في البحث عن السعادة.

اظهار أخبار متعلقة



لعدة سنوات، قام الباحث بروك باستيان من جامعة ملبورن وزملاؤه بالبحث في الضغط الاجتماعي الذي قد يشعر به الناس لتجربة المشاعر الإيجابية وتجنب المشاعر السلبية.

يتم إيصال هذا الضغط إلينا من خلال قنوات مثل وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات وغيرها. حيث أن الناس يطورون أنواع المشاعر المهمة لهم وغير المهمة من خلال الأشخاص الذين حولهم.

في مفارقة ساخرة، أظهر بحثهم السابق أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يعانون من الضغط للشعور بالسعادة وعدم الحزن، كلما زاد احتمال تعرضهم للاكتئاب.

اظهار أخبار متعلقة



وبينما كان تركيز البحث السابق في الغالب على الأشخاص الذين يعيشون في أستراليا أو الولايات المتحدة، فقد كان هناك فضول أكبر لمعرفة كيفية ظهور مثل هذه الآثار في البلدان الأخرى.

في الدراسة الأخيرة، قام باستيان وزملاؤه بإجراء استطلاع رأي لـ 7443 شخصًا من 40 دولة مختلفة حول صحتهم العاطفية ورضاهم عن الحياة (الرفاهية الإدراكية) وتعكر المزاج (الرفاهية السريرية). ثم قاموا بوزن ردودهم مقابل تصورهم للضغط الاجتماعي للشعور بالإيجابية.

اظهار أخبار متعلقة



ما وجده الباحثون أكد نتائجهم السابقة، في جميع أنحاء العالم عندما يقوم الناس بالتبليغ عن شعورهم بالضغط لتجربة السعادة والابتعاد عن الحزن، فإنهم يختبرون قصورا في صحتهم العقلية. أي أنهم يشعرون برضا أقل عن حياتهم، ومشاعر سلبية أكثر، ومستويات أعلى من الاكتئاب والقلق والتوتر.

ومن المثير للاهتمام، أن عينتهم العالمية سمحت لهم بفحص ما إذا كانت هناك اختلافات في هذه العلاقة عبر البلدان. هل هناك بعض البلدان التي تكون فيها هذه العلاقة قوية بشكل خاص؟ وإذا كان الأمر كذلك حقًا، فما السبب وراء ذلك؟

بعد الاطلاع على استطلاع "غالوب" العالمي الذي يعتمد على تقييمات السعادة الذاتية لعينات تمثيلية وطنية واسعة النطاق. استطاع الباحثون تحديد كيفية تأثير السعادة العامة للأمة، وبالتالي الضغط الاجتماعي على الأفراد ليكونوا سعداء، على رفاهية الأفراد.

ووجدوا أن العلاقة كانت أقوى في البلدان التي احتلت مراتب عالية في مؤشر السعادة العالمي. أي في بلدان مثل الدنمارك. كان الضغط الاجتماعي الذي شعر به بعض الناس ليكونوا سعداء ينبئ بشكل خاص عن سوء الصحة العقلية.

اظهار أخبار متعلقة



هذا لا يعني أن الناس العاديين ليسوا أكثر سعادة في تلك البلدان - على ما يبدو - ولكن بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بالفعل بقدر كبير من الضغط للحفاظ على ابتسامتهم، فإن العيش في دول أكثر سعادة يمكن أن يؤدي إلى فقر في الرفاهية.

بالطبع لا تقتصر علامات سعادة الآخرين على التعبير الصريح عن السعادة، ولكنها تظهر في إشارات أخرى أكثر دقة، مثل المزيد من التواصل الاجتماعي أو الانخراط في أنشطة ممتعة. تميل هذه الإشارات إلى أن تكون أقوى في البلدان الأكثر سعادة، مما يزيد من آثار التوقعات الاجتماعية.

في هذه البلدان، يمكن بسهولة اعتبار الشعور بالسعادة هو المعيار المتوقع. وهذا يزيد من الضغط الاجتماعي الذي يشعر به الناس للالتزام بهذه القاعدة، ويزيد من تداعيات أولئك الذين يفشلون في تحقيقها.

ماذا يمكننا أن نفعل؟ على المستوى الشخصي، فإن الشعور بالسعادة والتعبير عنها شيء جيد. ولكن من الجيد أحيانًا أن نكون حساسين بشأن كيفية تأثير تعبيرنا عن المشاعر الإيجابية على الآخرين.

اظهار أخبار متعلقة



على نطاق أوسع، ربما حان الوقت لإعادة التفكير في كيفية قياس الرفاهية الوطنية. نحن نعلم بالفعل أن الازدهار في الحياة لا يقتصر فقط على المشاعر الإيجابية، بل يتعلق أيضًا بالاستجابة الجيدة للمشاعر السلبية، وإيجاد قيمة لشعورنا بالحزن، والتركيز على عوامل أخرى مثل المعنى من الحياة والتواصل بين الأشخاص.

ربما حان الوقت لتصنيف البلدان ليس فقط من حيث مدى سعادتها، ولكن بمدى أمانها وانفتاحها على مجموعة كاملة من التجارب البشرية.
شارك
التعليقات