بالفيديو 🎥 | "البرع".. رقصة يمنية شهيرة تحيي المناسبات السعيدة 😍

GettyImages-1356810853
جيتي
  • أشرف الفلاحي
  • الثلاثاء، 17-05-2022
  • 07:33 م
يزخر اليمن بفلكلور شعبي ثري ومتنوع، حيث تبرز "رقصة البرع" كواحدة من الرقصات الشعبية الأكثر شهرة ورواجا في المناسبات ومنها الأعياد، في عدد من مناطق البلاد.

وتوصف "البرع" بأنها رقصة الحرب والحب، وتعد جزء من الموروث الشعبي خصوصا في مناطق شمال ووسط البلاد، وتتنوع إيقاعاتها بحسب المناطق والقبائل القاطنة فيها.

اظهار أخبار متعلقة



وتؤدى رقصة البرع بشكل جماعي، وتحاكي في تنقلاتها المبارزات القتالية والتكتيك الحربي ومهارات الاصطفاف والانقضاض والكرّ والفرّ.


"محاكاة قتالية"

وفي هذا السياق، يرى الأكاديمي والقاص اليمني، قائد غيلان أن العربي يربط حالات الفرح بحالات الحرب، فعندما يتزوّج اليمني مثلا يمتشق سلاحا "سيفا أو قناصة"، وحين يرقص يحاكي معركة قتالية "رقصة البرع ".

وقال غيلان في تصريح لـ"عربي21 لايت": "وفي حفلات الزفاف تطلق الأعيرة النارية بمختلف الأسلحة، وهو ارتباط قديم، فقد استخدم الشاعر العربي مفردات الحرب وهو يعبّر عن الحب.

وتابع: إذ أصبحت نظرة المحبوبة في نظر العاشق "سهام" وعيناها "سيف" وقامتها "رمح "..وعندما وقع في الحب فهو قتيل الهوى أو أسير العشق.

وأشار الاكاديمي اليمني: "بينما يقوم الرقصُ العدني/ اللحجي على قدرٍ كبير من التبجيل للجمال النسوي في حوار رمزي يُعَبَّرُ عنه بالجسد".

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف :" كل الحركاتِ تحتفي بالمرأة، فيظهر الرجل موّجهاً ابتسامتَه وعنايتَه وحركاتِه المتوددة إليها، فيراقصها بلطفٍ أنيق، يخفض لها جناحَ الود فتعبر المسرح كأميرةٍ أندلسية، قدرٌ كبيرٌ من الاحترام يظهر في المسافة بينهما".

وقال: "إنه فنُّ التجاوب بين الاقتراب والابتعاد، فارسٌ يدلل أميرتَه، هي تدورُ وهو يتودد، يصفقُ بحدّة وهي تبتعد وتقترب وتدور مزهوّةً بجسدها الملفوف بالعطر والفل والبخور".

وتبدأ رقصة "البرع" بقرع "الطاسة" و"المرفع" وهما إناءان نحاسيان مغطيان بالجلد يصدران نغمات رنانة وقوية وغليظة. وعلى إيقاعاتهما، يبدأ الراقصون في الرقص وبيد كل واحد منهم "الجنبية"( الخنجر اليمني المعروف)، التي ُيرى لمعانه بأضواء الشمس من على الأيدي ارتفاعا وانخفاضا.

وتمر رقصة البرع منذ البداية وحتى نهايتها بأربعة مراحل "الدسعة (الخطوة)، الوسطى، السارع، الهوشلية ( الفوضى).



وخلال المناسبات السعيدة، وخاصة الأعياد، يعكف الناس في اليمن، خصوصا في الريف، حيث يحرص الأطفال والفتيان على تعلمها، حيث يتوافدون كبارا وصغار إلى ميدان عام، بعد صلاة العشاء، للمشاركة في أدائها لساعات.

اظهار أخبار متعلقة



ورقصات البرع متنوعة، بحسب المنطقة أو السكان فيها، فهناك الهمدانية، الحارثية، الصنعانية، الصعدية، البيضانية، الحيمية، الخولانية.

وهناكَ أنواعا أخرى، مثل البرع التهامي، واليافعي، والمهري، أو التعزي، ورقصة "العدة" الحضرمية، التي يستخدمُ فيها "العصا" و"الترس"، وأحيانا تؤدى دون هذه الأدوات.

"عنصر مهم بالتكوين القبلي"

وفي هذا السياق، يقول الصحفي اليمني، محمد القاضي أن رقصة البرع، من أهم ما تتميز به القبائل اليمنية، فكل قبيلة رقصتها الخاصة، ولا أحد يعرف متى كانت بداياتها.

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف في تصريح لـ"عربي21 لايت": في اعتقادي، أن رقصة البرع، قديمة قدم الإنسان اليمني، وتم توارثها جيلا بعد جيل.

وبحسب القاضي فإن هذه الرقصة تعتبر عنصرا مهما في التكوين القبلي اليمني فهي أحد أساليب التعبير عن القبيلة اليمنية، وتحظى بأهمية حيث يستخدمها الناس في المناسبات الخاصة بالقبيلة والأعياد والمناسبات كالأعراس وغيرها.



وبالإضافة إلى كونها أداة مهمة للتعبير عن الفرح والسرور، وفقا للصحفي القاضي، فهي أيضا، تخلص الناس من الشعور بالكآبة والحزن خاصة عند من يقوم بإدائها.

وأشار إلى أن رقصة البرع، تمنح من يؤديها بمهارة شهرة داخل القبيلة، وتجعل منه شخصية محبوبة.

اظهار أخبار متعلقة




وقال إن هذه الرقصة لها ارتباط وجداني ونفسي لدى اليمني، حيث يجد نفسه مندفعا للقيام بها، ليشعر بعدها براحة نفسية فور الانتهاء منها.

وأوضح الصحفي اليمني أنه في الفترة الأخيرة زادت رقصة البرع انتشارا، حيث برزت فرق خاصة بها في الأعراس والأعياد والمناسبات.. وأصبحت تجنى مبالغ كثيرة مقابل ما تقدمه من رقصات.

وأكمل قائلا: "هذا يدل على الأهمية التي تحظى بها لدى المجتمع اليمني".

اظهار أخبار متعلقة



ولفت إلى أن البرع، يمكن وصفها برقصة الحرب والحب، ففي الملتقيات القبلية الخاصة بالتشاور على الحرب التي تخوضها مع قبيلة أخرى، تكون هذه الرقصة حاضرة بقوة، كواحدة من أساليب الاستعراض وإظهار القوة.

وقال إن تعتبر أيضا، من أهم ما تميز حفلات الأعراس، والتي تضفي على الحضور بهجة وفرح إضافيين.

وعلى الرغم من قدمها، لازالت تحتفظ رقصة البرع بجاذبيتها للأجيال الجديدة، وتعكس رواج هذه الرقصة في مختلف المناسبات تمسك اليمنيين بعاداتهم وتقاليدهم ورغبتهم في الحفاظ على تراثهم.
شارك
التعليقات