وأشار الموقع في تقرير له إلى أنه في حال بدأت المرأة تلاحظ أن هناك مساحات فارغة بين شعرها أو وجدت بقعًا صلعاء، أو تتساقط أكثر من 125 شعرة يوميًا، فمن المحتمل أنها تعاني من تساقط الشعر وتحتاج إلى زيارة طبيب أمراض جلدية.
أسباب الصلع
وتتعدد أسباب الصلع الذي يصيب النساء، ولكن يُعد العامل الوراثي السبب الرئيسي لهذه الحالة وفقا لطالب البرغوثي، طبيب الجراحة العامة واختصاصي زراعة الشعر، مشيرا إلى أن 40 في المائة من أسباب الصلع عند النساء وراثية، و60 في المائة عوامل أخرى.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح البرغوثي خلال حديثه لـ"عربي21 لايت"، أن "العوامل الأخرى تشمل بعض الأمراض الجلدية المختلفة مثل الثعلبة وغيرها وأمراض المناعة الذاتية، واختلالات في الهرمونات ونقص في الفيتامينات المعادن وخاصة الحديد".
وحول الفرق بين تساقط الشعر المؤقت وبين الصلع قال: "تساقط الشعر هو وصف لأمر حاد أو شيء يحدث بوقت معين، بينما الصلع هو نتيجة حالة مزمنة من التساقط أو من استمرارية التساقط بشكل دائم وبالتالي يؤدي لحالة من الصلع".
ولفت إلى أن "تساقط الشعر يمكن أن يكون حالة محدودة لفترة زمنية معينة يكون سببها بسيط ويُعالج، بينما الصلع هو نتيجة استمرارية حالة التساقط مما يؤدي بالنهاية للصلع".
اظهار أخبار متعلقة
وحول ما إذا كان هناك دور للهرمونات في التسبب بتساقط الشعر المزمن أو الصلع، خاصة أن النساء تمر عليهن فترات يحدث فيها تقلب في نسبة الهرمونات خاصة أثناء الدورة الشهرية.
قال البرغوثي: "حينما نتحدث عن السبب الوراثي يجب أن يكون هناك دور للهرمونات والتي قد تكون حتى بحدها الطبيعي ولا تكون مختلة، لكن في حال وجود عامل وراثي تبدأ عملية ترقق الشعر بشكل بطيء ومستمر حتى تصبح فروة الرأس واضحة عند النظر إليها".
وتابع: "لو كانت السيدة مثلا ليس لديها عامل وراثي مسبب فأن الهرمونات المسؤولة عن الصلع لا تؤثر عليها، ولكن من لديها قابلية وراثية يكون لدى فروة الرأس إفرازات هرمونية وبالتالي تساقط وترقق الشعر تدريجي".
الفئات العمرية المهددة
ولكن ما هي الفئات العمرية من النساء المهددة أكثر من غيرها لخسارة الشعر، والوصول للصلع النهائي؟
أكد البرغوثي أن "الفئات العمرية الأكثر تضررا وتعرضا للصلع تعتمد على نوعية المشكلة التي نتحدث عنها، مثلا الصلع والتساقط الوراثي لدى النساء عادة يحدث في سنوات منتصف العمر أو في الأعمار ما بعد الأربعين أو بعد انقطاع الدورة الشهرية".
اظهار أخبار متعلقة
واستدرك بالقول: "لكن حتى الصلع أو التساقط الوراثي عند النساء يمكن أن يبدأ في أعمار مبكرة إذا كان هناك عامل وراثي قوي إضافة لوجود عوامل هرمونية تساعد في إظهار هذا النمط الوراثي، لذلك أحيانا نشاهد حالات تبدأ بعد سن البلوغ ويكون نمط وراثي ويستمر".
وتابع: "بشكل عام النمط الوراثي يكون في مرحلة منتصف العمر، أما في الحالات التي يكون أسبابها غير وراثية يعتمد وقت حدوثها بحسب كل حالة والسبب المباشر المؤدي للتساقط".
الفرق في الصلع بين النساء والرجال
وأثبتت عدة دراسات أن هناك فروقات بين الرجال والنساء في بعض الأمراض ومسبباتها، ومن هذه الأمراض الصلع، فما هي هذه الفروقات في هذه الحالة؟
يرد البرغوثي بالإشارة إلى أن أول فرق هو أن "نسبة الصلع الوراثي لدى الرجال أعلى بكثير من النساء، حيث يشكل العامل الوراثي لديهم ما نسبته 90 في المائة من مسببات الصلع، بينما عند النساء نسبة الصلع الناجم عن عامل وراثي هي فقط 40 في المائة".
اظهار أخبار متعلقة
وأما عن الفرق الثاني فيقول، "تُعد الهرمونات أحد الفروقات المهمة بين الفئتين، فعند الرجال الهرمون المسؤول عن الصلع الوراثي معروف وهو DHT، ولكن عند النساء نعم هذا الهرمون موجود ولكن هناك عدة عوامل أخرى تساهم، ولغاية الآن لا توجد نظرية واحدة معتمدة ولكن هناك خليط من العوامل والهرمونات تؤدي للصلع لدى النساء".
مشيرا إلى أن "النمط وشكل الصلع وتكون الفراغات هو الفرق الثالث بينهما، فالرجال تظهر لديهم في الأمام والخلف في منطقة التاج كذلك هم يخسرون الشعر كامل، باستثناء المنطقة المانحة، بينما عند النساء لا نجد تساقط كامل للشعر بمعنى لا يحدث هناك فراغات بشكل كلي ، ولكن الذي نراه عند النساء هو ترقق ونُحف في الشعر بحيث تصبح فروة الرأس بارزة ولينة أكثر ولكن لا يذهب الشعر كليا".
وأضاف: "ورابع الفروق هو المساحات أو المناطق التي تتأثر بنمط الصلع، فعند النساء منطقة الجبهة الأمامية عادة بالنمط الوراثي لا تتأثر ولكن يحدث الترقق في المنقطة الوسطى عند منتصف الشعر، لذلك نجد أن الفروة من الأعلى تظهر بشكل أوضح أو يضعف الشعر، بالتالي المنطقة الأمامية تبقى ثابتة بعكس الرجال الذين تختفي عندهم هذه المنطقة".
طرق الوقاية
وأشار البرغوثي إلى أن "أهم طرق الوقاية والعلاج التي يمكن للمرأة اتباعها خاصة إذا كانت الحالة في بدايتها هي بعض الأدوية، وبالطبع حتى بالدواء هناك فرق بين النساء والرجال، فالنمط الذكوري هناك دواءين معروفين لمقاومة وإبطاء تقدم الصلع الوراثي الأول هو المينوكسيديل، وهو علاج موضعي يتم استخدامه بتركيبة ونسبة معينة والثاني هو فيناسترايد والذي يخفف من هرمون DHT في الجسم وبالتالي تخفيف أثره عند الذكور".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "وأما النساء فالدواء الوحيد الذي يستخدم لديهن ومعتمد من منظمة الغذاء والدواء العالمية هو المينوكسيديل، ولكن يتم استخدامه بعيار ونسبة مختلفة عن تلك التي توصف للرجال ويتم استخدامه بشكل يومي، وهذا الدواء يساعد بالمحافظة على الشعر وتكثيفه".
ولفت إلى أن "وجود بعض الدراسات حول استخدام فيناسترايد لدى النساء والذي يستخدمه الرجال ولكن لم ينل الموافقة الرسمية بعد".
وأوضح أن "هناك أيضا علاجات أخرى، مثل حقن البلازما والفيتامينات وهي يمكن أن تساعد في المحافظة على الشعر وتمنع التساقط، ولكنها ليست بنفس فعالية الأدوية المعتمدة وبالتالي لا يصح الاعتماد عليها فقط بشكل كلي بدون استخدام الدواء المعتمد رمسيا".
اظهار أخبار متعلقة
وأكد أنه "في حالة كان سبب تساقط الشعر هو نقص معادن أو أمراض معينة، من الممكن وقف التساقط في حال تم علاج الأمراض المسببة، ولكن يعتمد على طبيعة المرض، بمعنى إذا كان سبب التساقط وجود مرض مناعي دائم أو مزمن ستكون المرأة معرضة لتساقط شعر دائم بحسب الحالة المرضية، وإذا كان السبب نقص الحديد أو فيتامين يمكن علاجها فعلى الأغلب سوف تتخلص بعد فترة من مشكلة تساقط الشعر".
وأكمل: "لكن هناك حالات تلاحظ فيها النساء حدوث تساقط للشعر بعد حالات توتر معينة أو أمراض معينة مثلا مرض كورونا، هذا التساقط يتوقف بعد فترة ويعود لدورته الطبيعية ويستعيد صحته وكثافته، ولكن إذا الأمر مزمن مثل النمط الوراثي أو أمراض أخرى مسببة للصلع لكنها مزمنة ولا علاج لها من الممكن أن تستمر خسارة الشعر أكثر ويصبح الصلع واضح وأكثر تقدما".
علاجات طبيعية
من جهته قال الدكتور عمر أبو سليم، اختصاصي التغذية وخبير الطب البديل، إن "هناك عدد لا بأس به من العلاجات الطبيعية للوقاية وعلاج تساقط الشعر المزمن والصلع الدائم".
وأوضح أبو سليم، خلال حديثه لـ"عربي21 لايت"، أن "زيت النيم يُعتبر أحد أهم الزيوت الطبيعية التي تعالج تساقط الشعر ويقي من الصلع النسائي، ومن فوائده ما يلي:
يعالج تقصف الشعر
يحفز إنبات الشعر
الحفاظ على رطوبة الفروة
يعزز صحة الشعر ونموه
التخلص من القشرة
القضاء على قمل الرأس
وأشار إلى أن "طريقة استخدامه تتم عبر مزج 20-25 قطرة من زيت النيم مع كل لتر من الشامبو والمرطب التي تستخدمها المرأة عادة ضمن روتين تنظيف الشعر".
وأضاف: "زيت المورينجا مفيد جدا، فهو يحتوي على مضادات الأكسدة ومضاد التهاب، حيث يحتوي على 90 مادة مغذية ويحتوي على 9 أحماض أوميغا 3 الدهنية الأساسية والكلوروفيل والأحماض الأمينية والمواد المضادة للالتهابات مما يجعله من أنسب الزيوت المستخدمة في الوقاية ومعالجة الصلع النسائي".
اظهار أخبار متعلقة
ويساهم هذا الزيت وفقا لأبو سليم بالحصول على شعر قوي ولامع واملس وهو أيضا مضاد للقشرة".
ولفت إلى أنه "في الحالات التي يكون سببها الثعلبة، يمكن استخدام طين البحر الميت، حيث يلعب دور رائع في التخلص من هذه المشكلة وبشكل سريع قد لا يتجاوز أسبوع".
وحول طريقة استعماله قال: "عبر عمل قناع على المناطق المصابة من الطين وتركه ساعة من الزمن ثم غسله".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أنه "في بعض الحالات يكون السبب هو تكيس المبيض، وفي هذه الحالة يمكن للمرأة أن تستخدم بعض المكملات الغذائية التي تحتوي المورينجا والاشوجاندا، والتي تساعد على حل مشكلة تكيس المبايض والناتجة أساسا عن تخبط الهورمونات".
وفي الحالات التي يكون سببها نقص الحديد دعا أبو سليم لمعالجة فقر الدم، وتعويض هذا المعدن ولكن بعد أخذ مشورة الطبيب.