تعرف إلى القلة المحظوظة التي لم تصب بفيروس كورونا أبدا 😮

pexels-cottonbro-3951623
CC0
  • ابتسام سلامة
  • الجمعة، 20-05-2022
  • 08:12 ص
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا سلطت فيه الضوء على جملة من الأدلة التي تكشفها دراسة الأشخاص النادرين الذين لم يُصابوا بفيروس كورونا أبدًا. 

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن العلماء يحولون تركيزهم نحو البحث في جميع أنحاء العالم في سبب تمكن عدد ضئيل من الأشخاص من تفادي الإصابة بفيروس كورونا لأكثر من عامين؛ حتى بعد أن أدى متغير أوميكرون القابل للانتقال إلى ارتفاع قياسي في عدد الحالات المُسجلة.

وأوضحت الصحيفة أنه وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فقد أصيب غالبية الأمريكيين منذ أن بدأ فيروس كورونا الجديد في الانتشار في الولايات المتحدة في أوائل عام 2020، الأمر الذي جعل الخبراء يقومون بدراسة الأشخاص الذين نجحوا في تجنب العدوى المنتشرة آملين أن تقدم هذه الدراسة أدلة - ربما تكون مخفية في جيناتهم - تحول دون إصابة الآخرين أو تعالج بشكل أكثر فعالية أولئك الذين يصابون بالفيروس.

اظهار أخبار متعلقة



ونقلت الصحيفة عن أندراس سبان، عالم الأحياء الدقيقة السريرية والزميل في جامعة روكفلر في نيويورك، والذي يقود عملية البحث عن المواد الجينية المسؤولة عن مقاومة فيروس كورونا؛ قوله: "نحن نبحث عن متغيرات جينية نادرة جدًّا لها تأثير كبير جدًّا على الفرد"، مضيفًا بأن الدراسة الدولية قد قامت بالفعل بتسجيل 700 مشارك وبفحص أكثر من 5 آلاف شخص تقدموا على أنهم محصنين ضد عدوى فيروس كورونا.

وذكرت الصحيفة أن أحد المشاركات في الدراسة هي بيفين ستريكلاند، وهي ممرضة التخدير من هاي بوينت، البالغة من العمر 49 عامًا، والتي تطوعت في مستشفى كوينز لمدة ستة أسابيع في نيسان/ أبريل 2020، والتي غالبًا ما كانت تعمل بدون قناع من أجل التواصل بشكل أفضل مع المرضى المذعورين؛ حيث قالت ستريكلاند: "بحلول اليوم الثاني؛ لم أكن أهتم حتى بالإصابة بالفيروس لأن المرضى كانوا خائفين. وكانت معظم أسوأ الحالات من كبار السن الذين كانوا يعيشون في دور رعاية المسنين. وكنت طوال الوقت أخلع قناعي فقط حتى يتمكنوا من رؤية وجهي، وهو ما سيساعدنا في علاجهم".

ومع ذلك، لم تكن نتائج اختبار ستريكلاند إيجابية قط، حتى عندما انتهت فترة تطوعها، وبعد إجرائها اختبارًا للأجسام المضادة، لم يظهر أي دليل على وجود إصابة سابقة. كما لم يُصب أي من والديها بالفيروس، ولا أختها التوأم التي تعمل كطبيبة رعاية أولية، وهو ما جعلها تشك في إمكانية تمتعها بمناعة طبيعية ضد الفيروس. لذلك؛ سعت إلى الدراسة العلمية التي تبحث في التركيب الجيني لأشخاص مثلها لم يصابوا بفيروس كورونا على الرغم من التعرض المتكرر له، وقالت ستريكلاند: "أشعر حقًّا بنوع من الأمل في أنهم سيجدون نوعًا من تشابه الجينات في حمضنا النووي".

اظهار أخبار متعلقة



وأشارت الصحيفة إلى أستاذة علم الأوبئة في كلية جامعة براون العامة، جينيفر نوزو؛ التي قالت إن دراسة الجينات والسمات البيولوجية الأخرى للأشخاص الذين لم يصابوا بفيروس كورونا من شأنها أن تسلط الضوء على كيفية تطور الفيروس، أو كيفية إصابته لجسم الإنسان. كما يمكن أن تؤدي النتائج إلى أدوية أكثر نجاعة ونصائح أكثر استهدافًا للصحة العامة.


وأوردت الصحيفة أن العلماء لا يعرفون سبب عدم تعرض بعض الأشخاص للإصابة بفيروس كورونا، وقد أوضحت جينيفر نوزو أنه من المرجح أن يكون لدى بعض الأفراد مستقبلات أقل في أنوفهم وحلوقهم ورئاتهم تمنع التصاق الفيروس بها، في حين قد يكون التعرض المسبق لفيروس ذي صلة أو الولادة بجهاز مناعي أكثر ملاءمة لمحاربة سارس كوف- 2 من الأسباب الأخرى.


لكن العثور على أفراد لم يصابوا أبدًا بفيروس كورونا - وليس فقط أولئك الذين أصيبوا بعدوى بدون أعراض أو حالة أقل خطورة من كوفيد -19 ولم يعرفوا أنهم أصيبوا بالفيروس - يُعد أمرًا صعبًا.

ومن جهته، قال كريستوفر موراي، مدير معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن، والذي يساعد في تطوير النماذج التي تقدر مدى انتشار الفيروس: "يجب أن يكون هؤلاء الأشخاص نادرون للغاية في الولايات المتحدة في هذه المرحلة"، مبينًا أن نماذج معهد القياسات الصحية والتقييم تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا في الولايات المتحدة قد يكون أعلى من تقديرات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) الأخيرة بناءً على اختبارات الدم؛ حيث قال مركز السيطرة على الأمراض إن ما يقارب من 6 من كل 10 أمريكيين أصيبوا بالفيروس مرة واحدة على الأقل، في حين  يقدر معهد القياسات الصحية والتقييم أن الإجمالي أقرب إلى 76 بالمائة من سكان الولايات المتحدة.

اظهار أخبار متعلقة



وتابعت الصحيفة مع موراي الذي أشار إلى أن اختبارات الأجسام المضادة يمكن أن تستبعد الأشخاص الذين لديهم استجابة مناعية للفيروس، لكن بعض هذه الاختبارات لا يمكنها التمييز بين الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة بسبب اللقاحات وأولئك الذين أصيبوا بفيروس كورونا، لافتًا إلى تراجع دقة العديد من اختبارات الأجسام المضادة الذي ينجر عنه عدم القدرة على تحديد هوية الشخص أُصيب منذ أشهر. وهو ما يصفه موراي بأنه هدف بعيد المنال.


وتبين الصحيفة أنه بمجرد أن يجد الباحثون الأشخاص الذين نجحوا في عدم الإصابة بعدوى فيروس كورونا، فإن التحدي التالي يكمن في تحديد كيفية قيامهم ذلك، ونظرًا لأن الأقنعة واللقاحات والتباعد الاجتماعي يمكن أن تقلل بشكل كبير من انتقال العدوى، فقد تحجب هذه العوامل أي اختلافات بيولوجية بين الأشخاص الذين لم يصابوا بالعدوى وأولئك الذين ثبتت إصابتهم.


وتنقل الصحيفة قصة جيمس ماكليلان الذي من بين المحظوظين الذين تفادوا الإصابة بفيروس كورونا حتى الآن؛ فالشاب البالغ من العمر 25 عامًا أحد الأشخاص القلائل الذين يرتدون قناعًا في السوق الصاخب حيث يعمل، وبينما يرى ماكليلان أن التزامه للاحتياطات مثل ارتداء الأقنعة والتطعيم جزءًامن سبب تجنبه الإصابة، إلا أنه يعتقد أيضًا أن جهازه المناعي القوي قد يكون السبب. حيث يقول: "كانت لدي دائمًا مقاومة، فلم أصب بالأنفلونزا منذ سنة 1992".

اظهار أخبار متعلقة


وخلال الأيام الأولى من الجائحة؛ عمل ماكليلان في توصيل الطعام إلى ما يقرب من 6 آلاف من المواطنين كبار السن، أصيب العديد منهم في النهاية بفيروس كورونا وتوفي بعضهم، ويرى ماكليلان أنه إذا كان سيصاب بالفيروس، لكان أصيب به بسبب اتصاله بكبار السن. ورغم أخذه للاختبار مرات عديدة، إلا أن النتيجة دائمًا ما كانت سلبية.


ونوهت الصحيفة إلى أن العديد من الأشخاص الذين لم يصابوا بالفيروس بعد لا يفهمون تمامًا كيف تفادوا العدوى، ويعتقد البعض أنهم سيصابون به يومًا ما؛ حيث يقول بوب واتشر، الأستاذ ورئيس قسم الطب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، والذي لم يصب بفيروس كورونا: " إن هذا لا بد أن يكون نتيجة لمزيج من الحذر والظروف والحظ"، وأضاف قائلًا إن الأشخاص الذين يرتدون الأقنعة باستمرار في الأماكن العامة الداخلية، ويطلعون دائمًا على آخر اللقاحات والمقويات، ويأخذون الاختبار بشكل متكرر، ويتجنبون التجمعات أو السفر، ربما كانت لديهم فرص أقل للإصابة بالفيروس، وقال إن المستويات المنخفضة من الانتشار في مناطق معينة أو القدرة على العمل من المنزل ربما تكون قد حمت بعض الأفراد بشكل أفضل من غيرهم.

وذكرت الصحيفة أن لاين إريكسون، وهي مديرة تنفيذية في مركز أبحاث في العاصمة، اتخذت الكثير من التدابير لتقليل مخاطر تعرضها للوباء، فقد اعتادت ركوب القطار ثلاث مرات في الأسبوع. وعندما ضرب الوباء، اشترت سيارة لتجنب السفر مع أشخاص ربما يكونون مصابين، كذلك عملت عن بعد ولم تعد إلى المكتب إلا مؤخرًا. وترتدي القناع عندما تذهب إلى العمل، كما تم تطعيمها بالكامل، وقد كانت نتيجة اختباراتها كلها سلبية، وفي عيد الميلاد الماضي - عندما كان متغير أوميكرون منتشرًا بشدة - ثبتت إصابة أطفال شريكها البالغين من العمر 12 و14 سنة، لكنها وشريكها ظلوا خاليين من الفيروس ولم يشعروا بالمرض أبدًا؛ حيث تقول إريكسون البالغة من العمر 40 سنة: "الأمر يعتمد تمامًا على الحظ، لا أعتقد أنني قمت بشيء مختلف حتى لا أصاب، مقارنة بأصدقائي الذين أصيبوا"، وقد حذرها أصدقاؤها من أن الجميع سيصابون في النهاية.

اظهار أخبار متعلقة



وأفادت الصحيفة بأن الخبراء يقولون إن دراسة الأفراد مثل مقدمي الرعاية الصحية والرياضيين المحترفين، الذين طُلب منهم باستمرار أخذ الاختبار، قد توصلهم للسبب وراء عدم إصابة البعض؛ حيث يقول موراي، باحث الصحة العالمية في جامعة واشنطن: "إذا كنت طبيبًا ممارسًا، فلا يمكن إلا أن تكون قد تعرضت بشكل كبير للوباء".

وتتابع الصحيفة مبينة أنه خلال الموجات الأسوأ للوباء، كان جيمس بارك يرى 12 إلى 18 مريضًا يوميًا في مستشفى جامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا؛ حيث يعمل كطبيب، وكان القلق يأكله، خاصة في الأيام الأولى عندما لم تكشف معلومات كثيرة عن الفيروس، وكان  يتبع نظام من ثماني خطوات لمغادرة غرفة المريض وتغيير معدات الحماية؛ حيث يقول: "تشعر وكأن سحابة من الوباء تحيط بك"، فكان بارك يستحم في العمل بعد انتهاء مناوبته ويرتدي أحد أزياء الأطباء للعودة إلى المنزل ثم الاستحمام مرة أخرى قبل تحية زوجته وأطفاله الثلاثة، وذات يوم شعر بارك بالمرض وخضع للاختبار لكن النتيجة كانت سلبية، قائلًا إنه يثق بالاحتياطات التي وضعها مشغليه للحفاظ على سلامة العمال المحتكين بالوباء.

اظهار أخبار متعلقة


وفي المنزل، كانت السلامة في المقام الأول له ولعائلته، فقد كانوا دائمًا يرتدون الأقنعة في الأماكن العامة وقليلًا ما يأكلون في المطاعم، وبينما أنهت المدارس التي يرتادها أطفاله قواعد ارتداء الأقنعة، إلا أن أطفاله يواصلون ارتداء الأقنعة في الداخل، وقد تم تطعيم كل فرد في الأسرة.

لم تكن أي من اختبارات الأسرة إيجابية حتى نيسان/إبريل، لكن بارك لم يؤمن باستمرار هذا الحال؛ حيث قال حينها: "أخبرت زوجتي أننا سنصاب جميعًا في مرحلة ما، إنه أمر لا مفر منه "؛ وقد كان بارك على حق حيث ثبتت إصابة أحد أطفاله يوم الثلاثاء.



شارك
التعليقات