أطلق مجموعة من الأشخاص فاقدي البصر في منطقة دير علا بالأغوار الأردنية إذاعة على الإنترنت لبث همومهم ومشاكلهم وقضايا مجتمعهم تحت اسم "ربيع الأغوار" مستغلين البث المباشر عبر الفيس بوك لإطلاق دورة برامجية متكاملة.
تأتي ربيع الأغوار تحت مظلة "جمعية الرؤى للمكفوفين" يقوم عليها مذيعون أكفاء أغلبهم من عائلة واحدة "الغراغير" بسبب تركيبة المنطقة الديمغرافية وزواج الأقارب الذي زاد من عدد حالات الإعاقة كما يقول فايز الغراغير أحد المقدمين في الإذاعة.
وتقدم الإذاعة وجبة كاملة من البرامج الاجتماعية والخدماتية والدينية، ويستهدفون الأكفاء تحديدا منهم 83 شخصا من عائلة الغراغير، حسب موسى الغراغير أحد أعضاء فريق الإذاعة.
اظهار أخبار متعلقة
يقول: "نطرح في الإذاعة مشاكل الخدمات أيضا مثل الطرق المتآكلة وخدمات الصحة والتعليم، نتلقى يوميا ما يقارب 200 اتصالا، وجد الناس فيها متنفسا خصوصا برنامج شكاوى على الهواء الذي يقدمه موسى الشطي".
وحسب فايز الغراغير بدأت فكرة الإذاعة في 2014 وكانت في البداية تبث عن طريق شركة أمريكية تدعى "مكسيلار" وحتى 2017 طلبت منا تلك الشركة 4000 دولار وهذا مبلغ لا نقدر عليه، وبناء على طلب المجتمع المحلي توجهنا أن تكون مرئية من خلال الفيس بوك".
يتابع "اعتمدنا في المضمون على قضايا اجتماعية، والمشاكل التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة كعدم توفر كودات بناء خاصة، ثم توسعنا في ملف البيئة والصحة والإعاقة الوراثية وزواج الأقارب".
اظهار أخبار متعلقة
لم تخلو طريق الفريق من الصعوبات حسب الغراغير، ويتابع: "انطلقنا من استديو صغير واطلقنا برنامج مسابقات لتحفيز الأشخاص السويين بصريا لمتابعة لتحفيزهم ودمجهم في محتوى الإذاعة، واليوم لدينا متابعين يصلون للآلاف على البث الواحد".
وتلقى الفريق تدريبات في شبكة الإعلام المجتمعي في العاصمة عمّان وهي شركة غير ربحية تقوم ببناء قدرات الإذاعات المجتمعية، وحسب المديرة التنفيذية للعمليات في الشبكة، عطاف الروضان: "تلقى فريق ربيع الأغوار المهارات اللازمة على العمل الإذاعي في تقديم وإعداد البرامج الى جانب تدريبات تقنية على كيفية البث وتلقي الاتصالات داخل الاستديو".
تقول الروضان لـ"عربي21 لايت"، "الهدف من تدريب المكفوفين جاء من فلسفة شبكة الإعلام المجتمعي في إعطاء الفئات المهمشة من لا صوت لهم منبرا لنقل مشاكلهم وهمومه وقضايا مجتمعهم".
اظهار أخبار متعلقة
ويبلغ عدد المحطات الإذاعية المرخصة في الأردن نحو 42 محطة، بحسب الموقع الإلكتروني لهيئة الإعلام، لكن قليل منها من يوظف الأشخاص ذوي الإعاقة رغم أن قانون العمل الأردني نص في المادة 13 على أن توظف مؤسسات القطاعين الحكومي وغير الحكومي التي لا يقل عدد عامليها عن 25 ولا يزيد على 50، بتشغيل شخص واحد – على الأقل – من ذوي الإعاقة، وإذا زاد على 50 عاملاً، تخصص نسبة تصل إلى 4% من شواغرها لهم.
وبحسب الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي تعتبر ملزمة التطبيق وصادق عليها الأردن عام 2008 وتنص المادة 27 على حق العمل والعمالة بإتاحة الفرصة لذوي الإعاقة في العمل على قدم المساواة مع الآخرين وحظر التمييز على أساس الإعاقة وتعزيز فرص العمل والتقدم الوظيفي وتشغيلهم في القطاع العام.
ويبلغ عدد فاقدي البصر في الأردن ما يقارب 24 ألفا، بما فيهم "المعاقون بصريا" و"العاجزين عن قراءة المطبوعات" يصلون إلى 10% فقط من إجمالي المعلومات المكتوبة والأعمال الأدبية ويعانون من عدم اهتمام وسائل الإعلام بقضاياهم.
اظهار أخبار متعلقة
الناشط في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وعضو مجلس إدارة في المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، رامي زلوم "ربيع الأغوار مبادرة مهمة خصوصا في المناطق النائية كونها تقدم فرصة لتغيير الصورة النمطية عن الأشخاص ذوي الإعاقة أنه شخص ضعيف، لكن مع الأسف لا يوجد تبني لهذه المبادرات وتقديم الدعم لها كي تكبر".
ويتابع: "الأشخاص ذوي الإعاقة هم الأكثر دراية بمشاكلهم واحتياجاتهم والانتهاكات التي يتعرضون لها، اليوم هنالك تطور في الإعلام بتناول قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل حقوقي بعيدا عن جانب الرعاية وهذا كان غائبا في السنوات السابقة، لكن هنالك خلل عدم وجود كوادر إعلامية متخصصة بهذا الجانب".
وينتقد زلوم "غياب إحصائيات محدثة حول أعداد الأشخاص الإعاقة بالأردن، لكن حسب الأرقام تبلغ نسبة الأشخاص من ذوي الإعاقة 15% وهي إحصائيات تعود لعام 2017 وتفتقر إلى تفاصيل حالات الإعاقة وهذا انعكس على طبيعة تقديم الخدمة لهم".
اظهار أخبار متعلقة
ويدير إذاعة ربيع الأغوار الدكتور منور الغراغير ويقدم البرنامج الصباحي والمسائي: فايز إبراهيم الغراغير، أما برنامج برامج الشعر والقوافي والأدب يقدمه الشاعر عادل الغراغير، والبرامج البرامج الدينية من تقديم يوسف إبراهيم الغراغير وفادي الغراغير، ومن الهندسة الصوتية نشأت الغراغير.