اللحوم الصناعية.. كارثة غذائية تسعى للحصول على براءة اختراع 🥩

leonardo-carvalho-FpEKiItabm4-unsplash
CC0
  • إسراء باسط
  • الأربعاء، 25-05-2022
  • 02:26 م
نشرت صحيفة "استقلال" التركية مقالًا للكاتبة أرزو إيردوغرال تحدثت فيه عن اللحوم الحمراء الصناعية التي تعد من أحدث الابتكارات الغذائية ويتم إنتاجها عبر تقنيات استنساخ الخلايا الجذعية، بهدف حل مشاكل عديدة مثل الجوع ونقص الغذاء والانبعاثات الغازية، لكن هل هي خيار آمن؟

وتساءلت الكاتبة، في مقالها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، عما إذا كانت فكرة تناول اللحوم الاصطناعية مستساغة لدى الناس، حتى مع ادعاء العلماء أن فوائدها لا تختلف عن اللحوم الحقيقية وأن الهدف منها هو إنهاء مشاكل الجوع ونقص الغذاء.

اظهار أخبار متعلقة



وذكرت الكاتبة أن الحقيقة ليست كذلك، لأن هذه اللحوم لن تحل مشكلة الجوع ولن تجعل المزارعين ينعمون بالاسترخاء الاقتصادي، بل إنّ أكثر ما يرِد من أخبار عنها هو الأضرار التي لحقت بالناس بسببها، وهو ما يفسّر العودة إلى الزراعة العضوية والتغذية العضوية.

وأضافت الكاتبة أن مصطلح "الأغذية العضوية" شائع ولكن لا يمكن للجميع الوصول إلى هذه المنتجات بسبب أسعارها المرتفعة. وبعد الاستثمار في الأغذية المعدلة وراثيًا في سنة 2010، استثمر بيل غيتس بعد معرفته بوباء فيروس كورونا في اللقاح، وهو الآن يقود حمى اللحوم الصناعية حتى تنتشر في أنحاء العالم وكل ذلك بحجة المساهمة في وقف الاحتباس الحراري بمنع الغازات المنبعثة من الأبقار.

اظهار أخبار متعلقة



وأشارت الكاتبة إلى أن العلماء يريدون نشر اللحوم الاصطناعية في العالم وإطعامها للناس بتعلة التقليل من غاز الميثان المنبعث من حيوانات الماشية ولكن تكلفة تصنيع هذه اللحوم في المختبرات من الخلايا الجذعية مرتفعة للغاية في الوقت الحالي ولن يتمكنوا من إنتاج كميات كبيرة في وقت قصير. ومن وجهة نظرٍ صحية، تبيّن أن المنتجات الاصطناعية المستخدمة في عملية إنتاج اللحوم الاصطناعية تضرّ بالإنسان.

وقد أظهرت دراسة أجراها فريق من جامعة أكسفورد أن الأبقار تنتج أكسيد النيتروجين وغاز الميثان، في حين ينتج عن إنتاج اللحوم في المختبر ثاني أكسيد الكربون، والجزء المهم من هذا البحث هو أن تأثير الميثان أقصر مدة من تأثير ثاني أكسيد الكربون. كما أن العديد من الخبراء يشيرون إلى ارتباط اللحوم الاصطناعية بخطر الإصابة بالسرطان.

اظهار أخبار متعلقة



في الآونة الأخيرة، أعلنت شركة اللحوم الاصطناعية الأمريكية "برايميفيل فودز" أنها ستقوم بإنتاج لحوم اصطناعية في المختبر بنكهات مختلفة مثل مذاق لحم الحمار الوحشي والأسد والنمر والعديد من الحيوانات البرية وبيعها بعد ذلك، وأنها اتفقت من الآن مع بعض المطاعم. وذكرت الكاتبة أنهم لا يعرفون الحدود أبدًا، ولا يقتصرون على تصنيع لحوم الحيوانات البرية فحسب، بل إن إطعام اللحم البشري ضمن أهدافهم أيضًا.

وتطرقت الكاتبة إلى شركة أمريكية أخرى تُدعى "بايت لابس" كانت قد أعلنت في وقت سابق أنها ستنتج لحومًا اصطناعية انطلاقا من الحمض النووي البشري في بيئة المختبر وإنتاج السلامي والنقانق منه، علما بأن العينات ستكون لمشاهير. تخيّل أن تذهب إلى مطعم بيتزا ويسألك النادل ما يلي: "أي لحم فنان تفضل أن يكون السلامي والنقانق خاصتك؟". قد يبدو الأمر مضحكًا الآن، ولكن حدوثه في المستقبل ليس مستبعدًا.

اظهار أخبار متعلقة



وعندما كتبت الكاتبة عن هذه المشكلة، علّقت عائشة آيشين إيشيك كيجي، النائب السابق لوزير الزراعة والغابات، بأنهم سينتقلون من إنتاج الماشية الكبيرة إلى إنتاج الأغنام بدلاً منها نظرًا لانبعاثات الكربون. لكن خلال البحث من أجل هذا المقال، لم تتمكن من الوصول إلى أي معلومة جديدة.

أعلن نائب رئيس معهد الخلايا الجذعية في جامعة أنقرة الأستاذ الدكتور جان أكتشالي وفريقه أنهم قد توصلوا إلى إمكانية جعل إنتاج اللحوم من الخلايا الجذعية ميسور الكلفة، وأنهم تقدموا بطلبٍ إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على براءة اختراع من أجل حماية تقنيتهم التي طوروا من خلالها محلولًا أنتجوه بثمن بخس كبديل لمصل العجل.

وتأمل الكاتبة أن تكون هناك دراسات حول مخاطر اللحوم الاصطناعية بدلاً من التقدم بطلب للحصول على براءة اختراع إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وهي تعتقد أنه لازال لديهم الفرصة للعمل على عدم إدخال اللحوم الاصطناعية إلى أراضيهم وإخبار العالم أجمع عن أضرار هذه اللحوم.

شارك
التعليقات