وكتب عالم البيئة البحرية كريس همينسون وزملاؤه في جامعة جيمس كوك في بحثهم "قد لا تكون الشعاب المرجانية التي نعرفها اليوم هي الأنظمة البيئية الملونة في المستقبل".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الشعاب المرجانية قد تكون في نقطة تحول حرجة وعلى وشك أن تصبح أقل تلونًا في السنوات القادمة".
وتأتي الدراسة بعد أسابيع من تعرض الحيّد المرجاني العظيم لحدث تبيض واسع النطاق يغذيه ارتفاع انبعاثات الكربون، وتركز التبييض على الشعاب المرجانية المحيطة بجزيرة أورفيوس، التي تقع في الجزء الأوسط من أكبر نظام للشعاب المرجانية على الأرض.
ووجدت الدراسة أن أحداث التبييض المرجانية السابقة قد غيرت بشكل عميق تكوين الشعاب المرجانية في المنطقة، حيث كان فقدان الشعاب المرجانية عاملاً محتملاً في اختفاء الأسماك ذات الألوان الزاهية، والتي أصبحت نادرة بشكل متزايد.
اظهار أخبار متعلقة
وكتب ثلاثة من الباحثين "نظرًا لأن الشعاب المرجانية المعقدة أصبحت أكثر ندرة، فقد تتأثر المجتمعات السمكية بالشعاب المرجانية المستقبلية بتغير المناخ".
وللتحقق من ذلك، نظر همينسون وزملاؤه في تنوع الألوان الموجودة في مجتمعات أسماك الشعاب المرجانية وربطها بأنواع المواطن التي تعيش فيها تلك الأسماك.
سواء طورت الأسماك ألوانًا زاهية لتجذب الإناث أو لتندمج مع الشعاب المرجانية وتتجنب الحيوانات المفترسة، إلا أن تلونها مرتبط بشكل طبيعي بالشعاب المرجانية التي تعيش فيها.
اظهار أخبار متعلقة
ويقول همينسون الذي ركز على الأسماك الصغيرة التي نادرًا ما تغامر بعيدًا عن موطنها من الشعاب المرجانية "مع زيادة غطاء طحالب العشب وأنقاض المرجان الميتة، انخفض تنوع الألوان إلى مظهر أكثر عمومية وتوحيدًا" وهو أمر لا يبشر بالخير بالنسبة لأسماك الشعاب المرجانية التي تعيش في المياه الدافئة .
لذلك نظر همينسون وزملاؤه إلى البيانات التي تم جمعها سنويًا على مدار الـ 27 عامًا الماضية عن مجتمعات الأسماك التي تعيش في الشعاب المرجانية حول جزيرة أورفيوس، لمعرفة ما إذا كانت الأمور تسير بالاتجاه الصحيح مع مرور الوقت.
وجد همينسون وزملاؤه أن أول حدث تبيض مسجل كان في عام 1998 وأصاب الشعاب المرجانية حول جزيرة أورفيوس بشدة، مما أدى إلى إتلاف الشعاب المرجانية المتفرعة المعقدة وأدى إلى "تحول كامل" في مجتمعات الأسماك.
اظهار أخبار متعلقة
تراجعت وفرة الأسماك الصفراء والخضراء مثل سمكة الليمون وسمك المرجان الأخضر بكثرة، في العقود الثلاثة الماضية بنحو الثلثين.
وأضاف "من المرجح أن تؤدي التدهورات المستمرة (التي تتفاقم مع ازدياد الاضطرابات) إلى خسارة كاملة لهذه الأنواع ذات الألوان الزاهية"، الأمر الذي من شأنه أن "يستنزف" اللون من مجتمعات الأسماك مما يجعلها باهتة وكئيبة.
وعلى الرغم من أن الشعاب المرجانية الصخرية الضخمة التي حلت محل الشعاب المرجانية المتفرعة واللينة أكثر مقاومة لتأثيرات الحرارة فإنها على الأرجح توفر حماية أقل من الحيوانات المفترسة للأسماك ذات الألوان الزاهية.
اظهار أخبار متعلقة
كتب الباحثون "لسوء الحظ، هذا يعني أن الشعاب المرجانية القادرة على النجاة من التأثيرات المباشرة لتغير المناخ من غير المرجح أن تتمكن من المحافظة على تنوع الألوان التي تدعمها حاليًا الشعاب المرجانية اللينة".
ويعترف همينسون بالحزن الذي قد يشعر به الناس لخسارة أنواع الأسماك والشعاب المرجانية الملونة، وهو حزن بيئي يعرفه جيدًا العلماء الذين يدرسون الشعاب المرجانية بشكل مباشر. ولكن يمكن أن يشكل الحزن قوة تحفيزية قوية تدفع الناس إلى اتخاذ إجراءات للحفاظ على ما تبقى منها.
تم نشر الدراسة في Global Change Biology.