نشر موقع "ميدل إيست آي"
البريطاني تقريرًا استعرض فيه قائمة بسبعة حيوانات اتخذتها دول الشرق الأوسط
رموزًا وطنية وما لها من دلالات.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21 لايت"، إن معظم دول العالم لها حيوان وطني مثل النسر الأصلع في
الولايات المتحدة والدب البني في روسيا. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،
نجد ثعلب الصحراء والضبع المخطط والجمل والصقر من الرموز الوطنية التي تمثل الدهاء
والخصوبة والولاء والسرعة. وتظهر هذه الحيوانات كأيقونات وطنية العلامات وكشعارات
للفرق الرياضية والوثائق الحكومية الرسمية وحتى على واجهات المباني ونقوش العملة.
الجزائر - الفنك
يعرف الفنك (ثعلب الصحراء) بوجهه
الصغير وأذنيه الضخمتين نسبيًا، وهو يعد الحيوان الوطني للجزائر وأحد أصغر الثعالب
في العالم. يبلغ طول أذني الفنك في المتوسط 15 سنتيمترا، وهي تساعده في الحفاظ على
برودة جسمه بالنظر إلى أنه يعيش بيئة صحراوية. يتميز هذا الحيوان بفروه الكريمي
ويزن حوالي 0.86 إلى 1.59 كيلوغرام ويبلغ طوله حوالي 20 سنتيمترا ونهاية ذيله
سوداء.
ذكر الموقع أن الفنك من آكلات اللحوم
الوحيدة في الصحراء الكبرى القادرة على البقاء على قيد الحياة دون توفر المياه،
لأن كليتها تتكيف للحفاظ على المياه قدر الإمكان. كما تمتلك ثعالب الصحراء فروًا
كثيفًا يغطي قوائمها لحمايتها من رمال الصحراء الحارقة.
يعد الفنك الحيوان الوطني في الجزائر،
إلا أنه شوهد في أجزاء أخرى من منطقة شمال إفريقيا لا سيما في موريتانيا وشمال
سيناء. يظهر الحيوان الوطني الجزائري بشكل كبير في كرة القدم، ومن الألقاب
المشهورة للمنتخب الجزائري لكرة القدم "ثعالب الصحراء" و"الأفناك"
و"محاربو الصحراء". الفنك محمي قانونيًا في الجزائر بالإضافة إلى دول
أخرى مثل تونس والمغرب ومصر.
لبنان - الضبع المخطط
بالإضافة إلى طائر الفينيق الأسطوري
الذي اختير لرمزية الانبعاث من الرماد، فإن حيوان لبنان الوطني هو الضبع المخطط.
كان هذا الحيوان يعيش بأعداد كبيرة في الغابات الجبلية، ولكن في السنوات الأخيرة
تضاءلت أعداده بسبب الصيد وفقدان موائله الطبيعية. لذلك، تُبذل اليوم جهود متزايدة
للحفاظ عليه وحمايته.
أورد الموقع أن الضبع المخطط يشتهر
بجهازه المناعي القوي الذي يسمح له بأكل كل ما تقع عليه عيناه في البرية، بما في
ذلك اللحوم المتعفنة. ومع أن هذه الحيوانات تقترن في الأدب والفلكلور الشرق أوسطي
بصفات مثل الغباء والخيانة، إلا أن الإغريق والرومان القدماء كانوا يعتبرون أجزاء
مختلفة من جسد الضبع المخطط وسيلة فعالة لدرء الشر وضمان الحب والخصوبة.
فلسطين - عصفور الشمس الفلسطيني
اعتبرت السلطة الفلسطينية عصفور الشمس
المعروف محليا باسم "تمير فلسطيني" حيوانا وطنيا في سنة 2015. يعيش هذا
الطائر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من سوريا إلى المملكة العربية السعودية، وقد
أطلق عليه الفلسطينيون العديد من الألقاب، بما في ذلك أبو زريق نسبة لريشه الأزرق
القزحي.
وهو يُعرف أيضًا باسم طائر الشمس
البرتقالي الشمالي، ويمكن التعرف عليه من خلال منقاره المنحني الذي يستخدمه للحصول
على رحيق الزهور، وخاصة الياسمين. وقد أصبح هذا الطائر الأيقوني رمز المقاومة
الفلسطينية.
وأشار الموقع إلى أن العديد من أماكن
مراقبة الطيور التي كان يقصدها الفلسطينيون كجزء من تقاليدهم لمشاهدة عصافير الشمس
في موائلها الأصلية مغلقة الآن أمامهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. ويظهر
عصفور الشمس الفلسطيني على الكثير من العناصر في فلسطين، خاصة المنتجات المصدرة
والطوابع البريدية والأعمال الفنية.
وإلى جانب قدرته على التمييز بين محتوى
السكر في الأزهار المختلفة، من المعروف أيضًا أن زقزقة هذا الطائر مختلفة عن زقزقة
بقية عصافير الشمس التي تعيش عادة في المناطق ذات المناخ الجاف، ويقضي معظم وقته
في الغابات والوديان والحدائق والبساتين.
قطر - المها العربية
بقرنيه الشاهقين الشبيهة بالرمح، يمكن
التعرف على شكل المها العربية على الفور. وتعد المها العربية الحيوان الوطني
للعديد من البلدان داخل المنطقة، بما في ذلك الإمارات والأردن والبحرين وعمان.
ولقطر علاقة خاصة مع هذا الحيوان، الذي تتخذه الخطوط الجوية القطرية شعارا لها.
وعندما استضافت قطر دورة الألعاب الآسيوية في سنة 2006، اختارت المها العربية
"أوري" ليكون جالب الحظ.
اتبعت السلطات القطرية إجراءات للحفاظ على المها
العربية من الانقراض من خلال مشروع يسمى "عملية المها"، الذي كان له دور
في إعادة هذا الحيوان إلى البرية بحلول سنة 1982. مع ذلك، لا يزال المها في خطر
خاصة بعد شطب أعداد المها العماني استثنائيًا من قائمة اليونسكو للتراث العالمي في
عام 2007 بعد أن خفضت الحكومة عدد الحيوانات عندها بنسبة 90 في المئة. يوجد اليوم
أكثر من 1000 مها برية تتجول بحرية في صحاري شبه الجزيرة العربية.
السعودية - الجمل
العربي
من غير المفاجئ أن يكون الجمل العربي
هو الحيوان الوطني في المملكة العربية السعودية، فمن مسابقات جمال الإبل إلى فن جز
وبرها، يحظى هذا الحيوان ذو التاريخ الطويل بتقدير كبير في البلاد.
في سنة 2018 تم اكتشاف سلسلة من منحوتات صخرية
للجِمال يُعتقد أنها أقدم نقوش حيوانية في العالم، إذ يقدر الباحثون أنه تم نحتها
ما بين 2000 و8000 عام. ولطالما كانت الإبل حيوانات أساسية للقبائل البدوية التي
تعيش في المناخ القاسي للصحراء القاحلة.
ذكر الموقع أن الإبل ذات السنام
الواحد، التي يمكن تمييزها عن أقاربها ذات السنامين أو الإبل البكترية، قادرة على
تخزين دهون بنسبة 80 في المئة في سنامها الواحد. تتحول هذه الدهون إلى ماء وطاقة،
مما يجعلها مثالية في السماح لها بالسير لمسافات طويلة دون تعب. وكون الجمال
العربية قادرة على السفر لمسافة تصل إلى 150 كيلومترًا في الصحراء بدون ماء، فليس
من المستغرب أنه تم استخدامها كوسيلة نقل لمئات السنين.
تركيا - قطة الأنغورا التركية
قال الموقع إن قطة الأنغورا التركية من
الحيوانات الوطنية التركية التي يُشار إليها أحياناً باسم قطة أنقرة. يُعرف هذا
الحيوان السنّوري بفرائه الحريري الطويل وبأنه من السلالات القديمة للقطط التي
غالبًا ما تتمتع بلون عيون مغاير.
في القرن العشرين، بدأ مربو القطط الفارسيون في
استخدام الأنغورا التركية كجزء من برنامج تناسل ما هدد باختفاء بعض من أكثر
الخصائص المرغوبة لدى القطط. ومع ذلك، تم الحفاظ على هذه السلالة بفضل مزرعة
وحديقة حيوان أتاتورك في تركيا، التي بدأت برنامج تربية خاص بها.
ذكر الموقع أن قطط الأنغورا مرحة وذكية ومن
المعروف أنها مقربة من البشر وغالبًا ما يختارون شخصًا معينًا ليكون رفيقهم الدائم
ويحميهم. وقد اختارت ديزني قطة أنغورا تركية تُدعى "دوقة"كبطلة فيلم
رسوم متحركة روائي طويل في السبعينيات بعنوان "أريستوكراتس".
الإمارات - صقر الشاهين
يشتهر صقر الشاهين الملكي بسرعته التي
يمكن أن تصل إلى أكثر من 300 كيلومتر في الساعة، مما يجعله أسرع طائر في مملكة
الحيوان. ويمكن العثور على صور هذه الطيور في الإمارات العربية المتحدة على واجهة
المباني والوثائق الحكومية وعلى عملة الدولة، وهو يعتبر رمزًا لقوة البلاد
وتراثها.
ذكر الموقع أن صقور الشاهين هي
الحيوانات الوحيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة المسموح لها قانونًا بالسفر
على متن الطائرات وحصرًا في درجة رجال الأعمال أو الدرجة الأولى بصفتهم ركابًا لا
بضائع، إذ يجب أن يكون للصقور جواز سفر خاص بها لضمان عدم الإتجار بها بطريقة غير
مشروعة.
ولطالما كان لسكان المنطقة علاقة خاصة بالصقور،
إذ أقام بدو الصحراء الأوائل علاقة مع هذه الطيور من أجل توفير الطعام لأسرهم
بطريقة فعالة عن طريق تدريبها على الصيد. ويمكن تدريب هذه الصقور على إيصال
الفريسة لأصحابها دون قتلها أو أكلها.