وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، إن حولنا روائح غالبًا ما نبحث عنها في أوقات معينة ونستنشقها مرارًا وتكرارًا دون أن ننتبه لذلك أو نفكر في الأمر حتى؛ مثل رائحة التربة بعد هطول المطر، أو رائحة العشب الندي، لكن أكثرها شيوعًا رائحة الديزل، ورائحة الكتب أيضاً واحدة منه.
اظهار أخبار متعلقة
ويشير الموقع إلى أن المواد الكيميائية المختلفة في محتوى الكتب هي السبب الأساسي لهذه الروائح. لكن هناك اختلافات معينة بين رائحة الكتب القديمة والجديدة، في الكتب الجديدة هناك 3 عوامل يجب أن نأخذها في الاعتبار عند تقييم الرائحة: الحبر، والورق، ومادة التغليف اللاصقة، وعند مزج هذه المكونات، لا نرى نفس التفاعل الكيميائي في كل مرة. والسبب في ذلك هو اختلاف معايير إصدار الكتب.
وبسبب هذا الاختلاف؛ تختلف روائح الكتب الجديدة، وفي الواقع هذه المواد الثلاث لا تنبعث منها رائحة مميزة، لكن عندما تتفاعل مع بعضها البعض، فإنها تنتج مركبات عضوية متطايرة، يُشار إليها اختصارًا باسم VOC (أو المركبات العضوية الطيارة)، وتبدأ هذه المركبات بإصدار رائحة جميلة مع مرور الوقت.
اظهار أخبار متعلقة
تنبعث من الكتب الجديدة رائحة جميلة، لكن الكتب القديمة تنبعث منها رائحة أقوى، ما هو السبب في ذلك؟
عند النظر إلى الكتب القديمة، غالبًاً ما نرى تحول صفحاتها إلى اللون الأصفر بسبب الأكسدة، ويرجع ذلك إلى تفكك السليلوز والليغنين في بنية الورق، ونتيجة لهذا التفكك تظهر العديد من المركبات العضوية الجديدة بمرور الوقت؛ حيث يمكن تصنيف هذه المركبات على أنها بنزالديهايد، فانيلين، إيثيل هيكسانول، تولوين، وإيثيل بنزين، وجميعها مواد تطلق رائحة عطرية جميلة.
ماذا تشبه هذه الرائحة؟
ويوضح الموقع أن كلًّا من التولوين وإيثيل البنزين يبعثان رائحة جميلة، فمركبات البنزالدهيد والفورفورال تنبعث منها رائحة شبيهة برائحة اللوز، أما الإيثيل هكسانول فهو مسؤول عن رائحة تشبه رائحة الزهور، وعندما تجتمع هذه الروائح معًا، نحصل على رائحة الكتب القديمة والتي نصفها بأنها رائحة جميلة.
وبالتالي؛ فإن العامل الذي يحدد شدة الرائحة هو عمر الكتاب والخليط الكيميائي، كما أن الكتب القديمة تحتوي على مادة الليغنين - المركب الذي يعطي رائحة الفانيلين - أكثر من الكتب الجديدة.
اظهار أخبار متعلقة
القضية الأخرى هي أن الرائحة تذكرنا بذكرى أو شعور:
ويضيف الموقع أننا عندما نشم رائحة جديدة، يربط دماغنا تلك الرائحة بالأحداث أو الأشخاص أو العواطف التي نعيشها، لأن نظام حاسة الشم لدينا مرتبط بالذاكرة، تمامًا مثلما يربط دماغنا أغنية ما بشخص معين، وإعادة تشغيل الأغنية بعد سنوات يعيد إلينا المشاعر السابقة. وبالتالي فإن رائحة معينة - بما في ذلك رائحة الكتب - يمكنها أن تعيد لنا المشاعر السابقة التي ارتبطت مع هذه الرائحة.
وفي دراسة أجريت عام 2017؛ قامت مجموعة مؤلفة من 79 شخصًا، بتخمين الأشياء من رائحتها؛ حيث تبين أن العديد من الأشخاص يجدون في الكتب رائحة تشبه رائحة الفانيليا. وفي هذه الدراسة؛ قامت المجموعة التي حاولت تخمين أشياء مختلفة بواسطة رائحتها بالإشارة إلى رائحة الكتاب على أنها رائحة "الشوكولاتة"، فيما وجدت مجموعة أخرى في رائحة الكتاب رائحة القهوة.
اظهار أخبار متعلقة
ويختم الموقع تقريره بالقول إن هذه التفسيرات حول روائح الكتب، يمكن استخدامها أيضًا عند الحديث عن رائحة الديزل أو رائحة السيارات الجديدة.