نشر موقع "ليف سترونغ" الأمريكي تقريرًا تحدث فيه عن السومنيفوبيا أو "رهاب النوم" وأعراضه وأسبابه وكيفية التعامل معه.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن السومنيفوبيا نوع من القلق أو الخوف المرتبط بالنوم يزداد عادةً مع اقتراب موعد النوم لأن المصابين به يربطون الخلود إلى النوم بالموت، وذلك وفقا لما أوضحته خبيرة النوم ويندي تروكسيل.
ما هي السومنيفوبيا؟
يُعرّف الرهاب وفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية على أنه خوف شديد وغير عقلاني من شيء لا يمثل خطرًا فعليًا أو ربما يُمثل خطرًا ضئيلًا. ويعاني قرابة 12.5 بالمئة من البالغين الأمريكيين من نوع على الأقل من الرهاب خلال حياتهم. وتقول الدكتورة تروكسيل إن رهاب النوم، مثل أنواع الرهاب الأخرى، يمكن أن يكون مرهقًا للغاية ويؤدي إلى عواقب وخيمة أبرزها الحرمان من النوم.
ذكر الموقع أن الحرمان من النوم المزمن يؤثّر على الصحة العقلية والجسدية. وحسب المعهد القومي للقلب والرئة والدم، يرتبط هذا الحرمان بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب وأمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم والسكري والسكتة الدماغية والسمنة والاكتئاب وغيرها من المشاكل الإدراكية.
أعراض رهاب النوم
تشير الدكتورة تروكسيل إلى أن علامات الإصابة برهاب النوم تشبه الأعراض الشائعة للقلق أو الذعر، لكن الفرق الرئيسي هو التوقيت إذ اتضح أن أعراض رهاب النوم تظهر على وجه التحديد مع اقتراب موعد النوم أو أثناء محاولة النوم أو في منتصف الليل.
قد تشمل الأعراض الشعور بالتوتر والارتباك والعصبية والانفعالات والقلق والخوف واضطراب المعدة وتسارع ضربات القلب و/أو التنفس، إلى جانب الشد العضلي والشعور بالارتعاش والتعرق والذعر الليلي (وهو اندفاع مفاجئ من الشعور بالخوف الشديد أو القلق الذي يحدث أثناء النوم، مما يؤدي إلى استيقاظ الشخص في حالة رعب وفزع).
الأسباب
توضح تروكسيل أن أسباب رهاب النوم مازالت غير معروفة، لكن هناك شيء واحد مؤكد وهو أنه من المرجح أن تعاني من رهاب النوم إذا كنت تعاني من القلق أو اضطراب النوم، أو إذا كان لديك تاريخ عائلي من الرهاب أو اضطرابات الصحة العقلية الأخرى.
تقول تروكسيل إنه غالبًا ما يُلاحَظ هذا الرهاب لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات النوم، مثل الأرق أو انقطاع النفس الانسدادي النومي، والذين يعانون بمرور الوقت من القلق حول قدرتهم على النوم بشكل سليم في الليل.
وتنبه تروكسيل إلى أن رهاب النوم يظهر أيضًا بشكل شائع بين الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية أخرى، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة. يحاول العديد من الأشخاص المصابون برهاب النوم تجنّب النوم عن طريق الإفراط في شرب الكافيين، لكن هذه الاستراتيجيات تزيد الوضع سوءًا لأن المرء سيعاني أكثر من الحرمان من النوم.
3 طرق للتعامل مع رهاب النوم
تطرق الموقع إلى بعض الاستراتيجيات التي تساعد على التأقلم مع رهاب النوم والحفاظ على صحة جيدة.
1. الحصول على مساعدة احترافية
حسب تروكسيل، تتمثّل الخطوة الأولى في التحدث مع أخصائي في النوم أو الصحة العقلية لتحديد ما إذا كنت تعاني مثلًا من اضطراب آخر في النوم أو اضطراب في الصحة العقلية. ولحسن الحظ، توجد علاجات فعالة مهما كان السبب وراء خوفك من النوم.
فعلى سبيل المثال، قد يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا للغاية للأشخاص الذين يعانون من رهاب النوم الناجم عن الأرق، حيث يساعد هذا العلاج على تنظيم عادات النوم والتعامل مع الأفكار السلبية أو المخاوف المتعلقة بالنوم.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الكوابيس، أثبت العلاج بالتخيّل فعاليته في تقليل تواتر الكوابيس وشدتها، من خلال تخيّل أحلام أكثر إمتاعًا أثناء النهار للمساعدة في تغيير طريقة تفكير المريض و"التخلص من عادة" رؤية الكوابيس في الليل.
2. تجربة تقنيات الاسترخاء
نقل الموقع عن تروكسيل أن "إيجاد طرق للاسترخاء وتقليل الشعور بالقلق في الليل، مثل التأمل أو اليوغا أو تمارين التنفس العميق، مفيد في التعامل مع هذا الرهاب". ويعدّ التأمل طريقة رائعة للاسترخاء قبل النوم، إذ وجدت دراسة نُشرت في نيسان/ أبريل 2015 أن ممارسة تأمل اليقظة قلل من الأرق والتعب والاكتئاب والقلق والتوتر لدى البالغين الذين يعانون من مشاكل النوم المزمنة.
3. ممارسة عادات النوم الجيدة
تؤكد تروكسيل أن سلوكيات النوم الصحي مثل تحديد أوقات النوم وأوقات الاستيقاظ، والحد من استخدام الشاشة قبل النوم أمر بالغ الأهمية للتمتع بنوم عالي الجودة. وبالمثل، يجب الابتعاد عن الكافيين والمنبهات في الليل.