وتقول المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التعرض للهرسلة في مكان العمل، وكثرة الخلافات الشخصية، وضغوط الأهداف المرسومة من طرف رب العمل، كلها ظروف تزيد من احتمالات الإصابة بمتلازمة العامل المحترق.
وتضيف المجلة أن متطلبات العمل، حتى لو كان ذلك عن بعد، مع غياب التوازن الذهني والجسدي، يمكن أن تؤدي إلى استنزاف طاقتنا دون أن نلاحظ ذلك، وتسبب إصابتنا بالإرهاق المزمن حتى لو كنا ظاهريا في صحة جيدة.
متلازمة الإجهاد الوظيفي أو متلازمة العامل المحترق:
منذ عقود سجلت هذه الظاهرة حضورها في العديد من مواقع العمل، وتسببت بتقلبات مزاجية كبيرة وإشاعة أجواء من التوتر. هذه الحالة هي ردة فعل من الجسم عندما يعاني من التوتر المستمر في سياق العمل.
وقد ظهر هذا المصطلح في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1977، على يد الاخصائية النفسية والباحة كريستينا ماسلاك، وهذا المتلازمة هي ردة فعل سلوكية تجاه الضغوط في أماكن العمل، تتسم بالإنهاك العاطفي وفقدان الشغف واللامبالاة في التعامل مع الزبائن.
كيف تعرف أنك عامل محترق:
اليوم توجد العديد من الوظائف والمهن التي تكثر فيها هذه الحالة، التي لا تنتج بشكل مباشر عن كثرة المسؤوليات، بل عن غياب الحماس والرغبة على المستوى الذهني والعاطفي.
اظهار أخبار متعلقة
ومن أعراض هذه المتلازمة هنالك مشاكل متعلقة بالإنهاك الجسدي، مثل الصداع النصفي، والإرهاق المزمن، وزيادة الوزن، وفقدان الشهية، والآلام العضلية، ومشاكل الجهاز الهضمي واضطراب الدورة الشهرية.
وهنالك أيضا علامات أخرى للإنهاك الذهني مرتبطة بهذه المتلازمة، وهي أساسا الحزن، والأزرق، والعصبية، والاكتئاب، وتقلب المزاج، وفقدان الطاقة والثقة بالنفس.
سبب متلازمة العامل المحترق:
تدعو المجلة الجميع للنظر في طبيعة وظائفهم وشعورهم ناحيتها، فإذا كان الشخص يلاحظ أن وظيفته تجعله عصبيا وعدائيا، ويعاني من كثر الضغوط، فإنه يحتاج للتوقف والتفكير في التغيير حتى لا تصبح هذه الحالة مزمنة.
يجب عليه معالجة المشاكل الجسدية والعاطفية التي ترافق قيامه بعمله، لأنها كلها من علامات الإنهاك المهني.
تبعات متلازمة العامل المحترق:
إذا كنت تعاني من هذه المتلازمة، فإن أثارها على حالتك الصحية وسلوكك سوف تبدأ بالظهور شيئا فشيئا، ويمكن أن تتمثل خاصة في فقدان الحيوية واكتساب عادات غير صحية مثل تعاطي المهدئات وتدخين التبغ.
وتحذر المجلة أيضا من أن متلازمة العامل المحترق يمكن أن تسبب الإصابة بقرحة المعدة، وآلام الرأس، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل الأسنان، وتعطل الوظائف الجنسية والفقدان المؤقت للصوت.
وتشير المجلة إلى أن هذه الحالة لا تمثل خطرا على العامل فقط، بل إنها أيضا تضر بالمؤسسة التي يعمل فيها.
إذ أن هذه الظروف تؤدي لتراجع الإنتاجية وكثرة الغيابات وزيادة خطر حوادث الشغل، وتكبد المؤسسة خسائر بشرية ومالية هامة.
التدخل لمساعدة العامل المحترق:
إذا تم تشخيصك بالإصابة بمتلازمة الإنهاك المهني أو العامل المحترق، فمن المهم جدا أن تبحث عن استراتيجيات فعالة للتأقلم مع واقعك، مثل تخصيص أوقات تقضيها مع أشخاص مميزين يشعرونك بالراحة، أو ممارسة أنشطة جديدة في أوقات فراغك من أجل الترفيه عن النفس، أو على الأقل التحدث بوضوح حول وضعك المهني وشعورك بالتوتر، والفصل بينه وبين حياتك الشخصية عندما تغادر مكان العمل.
اظهار أخبار متعلقة
وتؤكد المجلة على ضرورة مواجهة الواقع وعدم الهروب من المعاناة أو تجاهلها. يجب على كل عامل يشعر بالإجهاد الوظيفي أن يتعامل مع هذا الوضع بكل هدوء وحكمة، من أجل معالجته بشكل فعال.
أما على المستوى التنظيمي في المؤسسات، فمن المهم الاعتراف بظاهرة الإجهاد الوظيفي على أنها مشكل حقيقي، يجب التوقي من آثاره وزيادة التوعية حول كيفية التعامل معه.
كما يجب على أرباب العمل معالجة أسباب وجود هذه المتلازمة، مثل تعرض الموظف لهرسلة، أو سوء مناخ العمل والعلاقات السامة بين الزملاء.
وتنصح المجلة في الختام بالتوجه لطلب مساعدة الأخصائي النفسي من أجل تشخيص هذه الحالة ومعالجتها، أو التوقي منها إذا كنت لا تزال في بداية معاناتك من الوظيفة. إذ أن الصحة العاطفية تعد مسألة جوهرية، من أجل حياة متوازنة وغير مشحونة أكثر من اللازم.