هل يحتاج المصابون بالتوحد إلى نظام غذائي خاص؟

التوحد   أطفال   جيتي
يحتاج المصابون بالتوحد إلى رعاية نفسية واجتماعية وسلوكية خاصة تختلف عن رعاية الأطفال الطبيعيين- جيتي
  • عربي21- قدامة خالد
  • الأحد، 12-06-2022
  • 10:45 م
يُعرف اضطراب طيف التوحد "ASD"، بأنه اضطراب عصبي ونمائي يؤثر على كيفية تفاعل المصابين به مع الآخرين والتواصل والتعلم والتصرف. وعلى الرغم من أنه يمكن تشخيص التوحد في أي عمر، إلا أنه يوصف بأنه "اضطراب في النمو" لأن الأعراض تظهر بشكل عام في العامين الأولين من العمر.

ووفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، وهو دليل أنشأته الجمعية الأمريكية للطب النفسي والذي يستخدمه مقدمو الرعاية الصحية لتشخيص الاضطرابات العقلية، غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من:

- صعوبة في التواصل والتفاعل مع الآخرين.

- الاهتمامات المقيدة والسلوكيات المتكررة.

- الأعراض التي تؤثر على قدرتهم على العمل في المدرسة والعمل ومجالات الحياة الأخرى.



لا حمية خاصة

ويحتاج المصابون بالتوحد إلى رعاية نفسية واجتماعية وسلوكية خاصة، تختلف عن رعاية الأطفال الطبيعيين، ويتم تحديد نوع هذه الرعاية ودرجتها وفقا لنتيجة الفحوصات التي يقوم بها الطبيب المختص بالحالة، ولكن هل يحتاجون إلى تغذية خاصة، وهل هناك فرق بين تغذية الطفل المصاب بالتوحد والبالغ المصاب به؟

أكد اختصاصي الطب النفسي علاء الفروخ لـ"عربي لايت"، أنه "لا يوجد دليل علمي ثابت على ضرورة وجود غذاء أو حمية محددة للمصابين بالتوحد، ولكن بشكل عام أن يكون الغذاء يحتوي الطعام الصحي المتوازن والغني بالفيتامينات".

من جهتها قالت اختصاصية التغذية، تهاني الجزازي، إنه "كثيرا ما يشاع أن هناك حمية خاصة تُناسب كل من يعاني من اضطراب أو متلازمة طيف التوحد، وهذا الكلام غير دقيق، والسبب أنه لا يمكن تعميم حمية ما لتناسب كل من يعاني من طيف التوحد، خاصة لمن يدعي شفاء الحالة باستخدام الحمية".

وأوضحت تهاني لـ"عربي لايت"، أن "هناك حاجة لتقييم فردي لكل حالة على حدا، وذلك عبر عمل فحوصات والاختبارات اللازمة لكشف حساسية أو عدم تحمل للأطعمة المختلفة، لأن الكثير من الحالات فعلا قد يعاني من ذلك اكثر من الشخص الطبيعي".

وأضافت: "كذلك هناك حاجة لعمل تقييم لكل الفيتامينات و المعادن لأنه من الوارد وجود نقص عند هؤلاء المصابين بهذا الاضطراب، وعلى ضوء نتيجة هذه الاختبارات والفحوصات يتم تحديد الحمية المناسبة لهم".

وأشارت إلى أنه "يتكرر عند كثير من الحالات في المصابين بطيف التوحد، مشكلة عدم تحمل الغلوتين "بروتين القمح"، وعدم تحمل الكازين "بروتين موجود بالحليب"، وبالتالي نجد أن أكثر الحميات الموصوفة لهم هي حمية خالية من الغلوتين والكازين، وبعدها نجد تحسن ملحوظ بالحالة الصحية لدى المصابين".

وذكرت أنه "على الرغم من أن هناك كثير من الدراسات تدعم صحة هذه الحمية، إلا أننا نحتاج لمزيد من الدراسات لدعم ذلك".



وحول إذا ما كان هناك فرق في التغذية المناسبة ما بين الطفل المصاب بالتوحد والبالغ المصاب بنفس الاضطراب، قالت اختصاصية التغذية تهاني الجزازي: "الفرق فقط بالاحتياج من المغذيات سواء العناصر الغذائية الكبرى أو الصغرى بناء على العمر، لكن لا يوجد هناك فرق بسبب طيف التوحد تحديدا".

وعن الأغذية التي تنصح بها مصابين التوحد أو تنصح بتجنبها، قالت: "لا يوجد أغذية مخصصة أو بمعنى أصح لا يمكن التوصية بأطعمة معينة، بل يجب عمل فحص وتقييم للمعادن والفيتامينات وعلى أساس نتيجة هذا التقييم نكشف إذا كان مثلا الشخص يعاني من نقص الحديد نوصي بتناول أطعمة تحتوي على هذا العنصر وهكذا".

وأضافت: "أما ما ناحية الأطعمة التي يجب تجنبها، يمكن القول السكريات، لأن هناك ارتباط ما بين تناول السكريات وزيادة النشاط الحركي، ومن المعروف أن معظم المصابين بالتوحد لديهم مشكلة بالنشاط الحركي بالتالي الأفضل تخفيف السكريات".

وأشارت إلى أن "أطفال التوحد هم انتقائيين بأكلهم، وبالتالي هم ليسوا من الحالات السهل التعامل معها في مسألة الطعام، لذلك حتى من ناحية التوجيه السلوكي أي كيف توجههم لتناول طعام معين أو تركه يكون هناك صعوبة في ذلك".

وخلصت بالقول: "يجب التأكيد على أنه لا يوجد حمية خاصة لكل مصابي التوحد، بل يجب فحص كل حالة حدا، وعلى ضوء نتيجة الفحص يتم وصف الحمية المناسبة لكل حالة، كذلك في حال تبين أن الشخص يعاني من حساسية الغلوتين يجب النظر لملصق أي منتج كالكعك والبسكويت وغيره للتأكد من خلوه من الغلوتين".

شارك
التعليقات