نشر موقع "إنترستنج انجينيرنج" الأمريكي مقالًا تحدث فيه عن احتمال وجود كائنات فضائية.
وقال الموقع - في تقريره الذي ترجمته "عربي 21" - إنه يوجد حوالي 400 مليار نظام نجمي في مجرة درب التبانة وحدها، ويكاد يكون لكل منها كوكب خارجي واحد على الأقل، وتحتوي معظم الأنظمة على نصف دزينة من الكواكب الخارجية، مع اثنين أو ثلاثة في المنطقة الصالحة للسكن لنجمها؛ وهي نطاق المسافة من النجم حيث يمكن أن توجد المياه السائلة على سطحه على الأقل لجزء كبير من السنة.
هل الكائنات الفضائية موجودة؟
ويؤمد الموقع أنه لا شك في أنه إذا كانت هناك حياة فضائية يمكن اكتشافها، فنحن أقرب إلى التواصل أكثر مما كنا عليه في أي وقت مضى، لكن هذا سيكون صحيحًا سواء كنا على بعد أيام من تلقي بريد إلكتروني بين النجوم أو أمامنا عقود قبل إجراء أي نوع من الاتصال، وكل ما يمكن لمعظمنا فعله حقًا هو النظر إلى السماء ليلاً مثل إنريكو فيرمي وطرح الأسئلة الكبيرة بينما ننتظر الإجابة بطريقة أو بأخرى.
كيف تبدو الكائنات الفضائية؟
ويلين الموقع أنه هناك نظرية في علم الأحياء التطوري تسمى التطور المتقارب، ووفقًا لهذه الفكرة؛ من المرجح أن تتبنى الأنواع المعزولة جغرافيًّا نفس التكيفات التطورية بسبب بيئتها المعيشية، ولهذا فقد تكون كل تلك الأفلام التي تحتوي على كائنات فضائية شبيهة بالبشر تمثيلًا أكثر دقة لعلاقاتنا المستقبلية مع الكائنات الفضائية أكثر من أي شيء آخر.
ويضيف الموقع أنه بافتراض أن الكائنات الفضائية التي نتحدث عنها تطورت بشكل أساسي على الأرض وعلى كوكب مشابه لكوكبنا؛ ففي هذه الحالة، سيكون لديهم العديد من نفس التطورات الفسيولوجية التي لدينا، حتى لو كانت هناك بعض التكوينات الفريدة، ومن المرجح أن نتعرف على أنفسنا في الكائنات الفضائية الأرضية أكثر بكثير مما نتعرف عليه في أي شيء تطور في المحيطات، ومع ذلك؛ فمن المؤكد أنه شيء يجب التفكير فيه عندما ننظر إلى الكون بحثًا عن دليل على الحياة.
ماذا عن معادلة دريك؟
ويشير الموقع إلى عالم الفلك فرانك دريك الذي قدم معادلة دريك في سنة 1961 كنقطة انطلاق للمناقشة في الاجتماع الأول لعلماء الفلك الذين يعملون على موضوع البحث عن ذكاء خارج كوكب الأرض، وقد أثرت معادلة دريك على المحادثة حول الحياة الفضائية على مدار الستين عامًا الماضية. ومن المتفق عليه عمومًا أن معادلة دريك ثاني أشهر معادلة في العلوم، ويمكن العثور عليها في كل كتاب مدرسي في علم الفلك تقريبًا؛ حيث تبحث هذه المعادلة في عدة عوامل لتحديد احتمالية وجود حياة فضائية في مجرتنا.
ويفيد الموقع بأنه إذا كان عدد الكواكب التي تحافظ على الحياة في نظام كوكبي أكبر من المتوقع بواحد أو اثنين من الكواكب؛ فيمكن أن يكون التأثير على النتيجة كبيرًا. وفي الوقت الذي يمكن أن توجد فيه حضارة مع قدرتها على إنتاج موجات كهرومغناطيسية يمكن أن ينتج بالمثل مجرة تعج بالنشاط، أو يمكن أن يحول درب التبانة إلى سرداب كوني مع ساكن واحد -نحن- مقدر له أن يأخذ مكانه بجانب باقي الأنواع الغريبة الميتة التي لن نعرف حتى بوجودها.
وبحسب الموقع؛ فإنه نظرًا لأن المتغيرات في معادلة دريك مرنة جدًا، فهي ليست مثل المعادلات الرياضية التي ينتجها مفكرون مثل أينشتاين أو إقليدس، فهذه تهدف إلى وصف شيء ملموس بطريقة مجردة. وفي الوقت نفسه؛ فإن معادلة دريك أكثر غموضًا، وكل متغير مفتوح للتفسير، ويخدم غرضًا مختلفًا عن مجرد الرياضيات.
من نواحٍ عديدة؛ تعتبر معادلة دريك طموحة وتعبر عن الأمل في وجود حياة متقدمة خارج كوكب الأرض أكثر من كونها علمًا، وهو أحد الانتقادات الرئيسية الموجهة ضدها. الأمل ليس علمًا، وهو من نواحٍ عديدة مناقض للعلم السليم، على الأقل من حيث أنه لا ينبغي للعالم الجيد أن يخرج بحثًا عن أدلة لدعم استنتاج، بل يجب عليه بدلًا من ذلك أن يرى ما إذا كان محايدًا أو أقرب ما يكون إلى الحياد، فالملاحظة أو التجريب يدعم الفرضية.
ويلفت الموقع - في ختام تقريره - إلى أنه سيكون من السخف أن نقول إنه لا توجد حياة غريبة هناك لأننا لم نسمع عنها، فهذا ما يجعل معادلة دريك نقطة نقاش حاسمة من منظور علمي لأنها تعطي العلماء بعض المنظور، وقد يميل بعض العلماء إلى رفع أيديهم والقول إن البحث لا طائل من ورائه ، لكن معادلة دريك تذكرنا أنه ربما لا تزال هناك أمل، وعلينا فقط مواصلة البحث وإذا كنا نأمل في العثور على كائنات فضائية.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)