لماذا يداي صفراء اللون؟ 🤲

نشر موقع "ميديكو بلوس" الإسباني تقريرا تحدث فيه عن مشكلة اصفرار اليدين، التي لا تعد مرضا في حد ذاتها وإنما عرض يمكن أن يكون ناتجا عن أسباب عديدة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن أجسادنا تظهر أحيانا إشارات معينة يصعب علينا تفسيرها ومن بينها ظهور صبغة صفراء على اليدين، وهي مشكلة شائعة لها عدة أسباب. وفي هذه الحالة، لابد من استشارة طبيب للحصول على التشخيص المناسب، وهذه بعض العوامل المحتملة التي تقف وراء هذه الأعراض الغريبة والحلول التي يمكن استخدامها.

ما هي الأيدي الصفراء؟

لا يعد اصفرار اليدين مرضا وإنما من الأعراض التي تنبهنا إلى وجود مشكلة كامنة في الجسم. وفي بعض الأحيان، يمكن أيضا رؤية هذا التغيير اللوني في مناطق أخرى من الجسم مثل مقلة العين.

لا يكون السبب وراء اصفرار اليدين دائمًا مرضا خبيثا، لأنه يمكن في بعض الأحيان للظواهر الحميدة أن تؤثر على الجسم وتتسبب في ظهور هذه التغييرات غير النمطية. لذلك، يجب أن يكون الطبيب هو المسؤول عن التشخيص ويحدد السبب بدقة، مثل الاستهلاك المفرط للبيتا كاروتين، واليرقان، وتعاطي بعض الأدوية، وتأثير بعض الأغذية.

فرط البيتا كاروتين

من أكثر الأسباب شيوعا لاصفرار اليدين الإفراط في استهلاك البيتا كاروتين المعروف بأنه من سلائف الفيتامين أ ويصعب على الجسم تحويله عندما يكون بكميات كبيرة مما يؤدي إلى تراكمه ليعطي الجلد لونا أصفر أو برتقاليا. وعند استهلاك مستويات عالية جدا من الكاروتينات يسبب ذلك حالة تسمى "كاروتينيميا"

ومن بين الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الحالة إذا استهلكناها بكميات كبيرة الجزر والقرع والمانجو والبرتقال والطماطم والبطاطا الحلوة والذرة. ويعتبر الأطفال دون سن ثلاث سنوات والبالغين المصابين بأمراض التمثيل الغذائي أكثر عرضة لهذه الظاهرة. ومع ذلك، فإن أي شخص يفرط في استهلاك هذه الأطعمة يكون عرضة لها.

اليرقان

يعتمد مصطلح اليرقان في الطب للإشارة إلى اصفرار الجلد والأغشية المخاطية. ينتج اليرقان أساسا عن زيادة البيليروبين، وهي نفايات الهيموغلوبين والمحتوى الرئيسي لخلايا الدم الحمراء. يتم تحويل البيليروبين في الكبد، ليتم إرساله عبر القناة الصفراوية إلى الأمعاء الدقيقة وبالتالي يتم التخلص منه عن طريق البراز.

بناء على هذه الآلية، يمكن أن يحدث اليرقان لعدة أسباب محددة تسبب هذا الفائض من البيليروبين:

● انحلال الدم: زيادة في معدل تدمير خلايا الدم الحمراء.

● أمراض الكبد: التهاب الكبد الحاد وتليف الكبد.

● انسداد القناة الصفراوية: أكثرها شيوعا حصوات المرارة وأورام القناة الصفراوية أو البنكرياس.

● أمراض تحدث مع تغيير معزول في استقلاب البيليروبين: في هذه الحالة، لا يتأثر الكبد وإنما تكون المشكلة موضعيةً. ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من الأمراض مرض جيلبرت، الذي يؤدي إلى الإصابة باليرقان الخفيف الذي لا يشكل خطرا على صحة المريض أو جودة حياته.

وأورد الموقع أن هذا المرض حالة تصيب الكبد تجعله غير قادر على معالجة البيليروبين بشكل صحيح. هذه الحالة وراثية وتولد معنا لأنها ناتجة عن طفرة جينية. وعادة ما يكون لدى أولئك الذين يصابون بهذا المرض تاريخ عائلي، وهذا يعني أن إصابة أحد الوالدين بهذا المرض يعتبر من عوامل الخطر.

ومن بين العوامل التي يمكن أن تزيد من درجة اصفرار الجلد: الدورة الشهرية، قلة النوم، الجفاف أو سوء التغذية، الأمراض الفيروسية، الإجهاد أو ممارسة الرياضة البدنية. كما يختلف تأثير زيادة مستويات البيليروبين في الدم حسب العمر خاصة بالنسبة لمن يعانون من أمراض الكبد المزمنة، ويكون تأثير هذه الحالة خطيرًا لدى الأطفال.

يتمثل الاستثناء الوحيد في اليرقان الوليدي الذي يصيب 50 بالمئة من الأطفال حديثي الولادة الأصحاء وهو شائع بشكل خاص لدى الخدج. في هذه الحالة، يكمن السبب في عدم نضج آليات تحول البيليروبين في الكبد وعادة ما تستمر هذه الحالة لأسبوعين فقط.

 الأدوية

يكون لبعض الأدوية آثار جانبية تتمثل في اصفرار الجلد والأغشية المخاطية، بما في ذلك راحة اليد، على غرار:

● الفيتامين (أ): عند تناول مكملات الفيتامين (أ) بكميات أكبر مما يستطيع الجسم استقلابه، يتكسر ويسبب تصبغ الأنسجة.

● مضادات الملاريا: تستخدم هذه الأنواع من الأدوية لعلاج الملاريا. وتتمثل إحدى آثاره الضارة في اصفرار الجلد.

● مضاد للطفيليات: يؤدي هذا النوع من الأدوية وظيفة القضاء على الطفيليات. يمكن أن تتسبب أيضا تلون راحتي اليدين كتأثير ثانوي.

وأوضح الموقع أنه إذا كان اصفرار اليدين ناتجا عن اليرقان، فإن العلاج سيعتمد على المرض الأساسي الذي تسبب في ارتفاع مستوى البيليروبين بشكل مفرط، أي لا يوجد علاج لليرقان إلا للمرض الأساسي الذي يسببه.

لمعالجة حالة اليرقان، يمكن استخدام العلاجات الدوائية أو الجراحية لوقف التدمير المفرط لخلايا الدم الحمراء. يمكن أيضا إجراء عمليات زرع الكبد لاستبدال الكبد التالف بكبد سليم. في المقابل، يتمثل البديل الوحيد لمرضى السرطان في توفير علاجات ملطفة لتقليل الضرر الناجم عن نقائل الكبد.

تأثير الأدوية

إذا كنت تطبخ بمنتجات مثل البطاطا الحلوة أو الكركم، فيجب أن تعلم أنه من الطبيعي أن يتحول لون بشرتك إلى اللون الأصفر، ويمكن أن تبقى الصبغة لمدة يومين.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا لاحظت أن بشرتك مصفرة، فمن المهم استشارة الطبيب حتى تتمكن من معرفة التشخيص المناسب لحالتك. من المهم أيضا مراقبة نفسك ومعرفة ما إذا كنت تعاني من أعراض تشير إلى إصابة الكبد أو المرارة أو البنكرياس، مثل: حمى، براز أبيض أو برتقالي، بول داكن، إرهاق أو ضعف. ويعد أخصائيو أمراض الجهاز الهضمي والغدد الصماء هم الأطباء المتخصصون الذين يعالجون عادة هذه المشكلة.