تفسيرات نفسية عديدة | هل تنظر لنفسك في المرآة كثيرا؟ 🙄

pexels-rizki-nurul-2699249
CC0
  • يحيى بوناب
  • الأحد، 26-06-2022
  • 03:16 ص
نشرت مجلة ماري كلير الروسية تقريرا، قالت فيه إن عادة النظر إلى المرآة والتحديق في وجوهنا غالبا ما يتم ربطها بالنرجسية والأنانية والإعجاب بالنفس، ولكن في الواقع الأمور ليست بهذه البساطة، حيث أن هذه الرغبة تخفي ورائها الكثير من الدوافع والأسرار.

وتقول المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن النظر إلى أنفسنا في المرآة عن قرب وبشكل متكرر، هي ظاهرة تستحق الدراسة، وفي هذا المقال تقدم أنستازيا فيليبوفا الأخصائية النفسية والمتخصصة في العلوم الجنسية ومؤلفة كتاب "تقدير الذات لدى النساء" مجموعة من التفسيرات والملاحظات حول هذه الظاهرة.

ما هي دوافع نظرنا إلى أنفسنا في المرآة؟

غالبا ما تكون دوافع هذه العادة غير معروفة بالنسبة لنا، ويبدو الأمر مجرد محاولة لإقناع أنفسنا بأننا متميزون، وبالتالي فإن هذا يتم بدافع النرجسية والتكبر. ولكن هنالك جوانب أخرى غير معروفة لدى عامة الناس تفسر هذا السلوك. وفي ما يلي البعض منها:

قد يعاني الشخص من التوتر وانعدام الشعور بالأمان، وبالتالي فهو يحتاج لرؤية انعكاس صورته في المرآة للتأكد من أن كل شيء على ما يرام. هذا النوع من الأشخاص لا يكتفي بمشاعره الداخلية، بل يحتاج إلى رؤية نفسه من الخارج للتأكد من أن كل شيء على ما يرام. وهو يعتمد على المظهر من أجل تغذية الأنا الأعلى لديه والشعور بقيمته. كما أنه يعتقد أن المظهر الحسن يزيد من جاذبيته ويجعله يحظى بالقبول والاحترام لدى الآخرين.

كذلك فإن بعض الأشخاص يحدقون في المرآة بشكل متكرر لأنهم لا يشعرون بأن حضورهم الجسدي في هذا العالم يكفي. هؤلاء يحتاجون إلى العودة للمرآة باستمرار ورؤية انعكاسهم، وهو دليل على انخفاض تقديرهم لذواتهم، وعدم اكتمال ثقتهم بأنفسهم، وبالتالي فإن هذه العادة تجعلهم ينظرون إلى أنفسهم ويطمئنون على وجودهم.

يمكن أيضا أن يقبل البعض على النظر للمرآة بشكل متكرر، لأنهم يشعرون بالارتباك وعدم القدرة على فهم مشاعرهم والتحكم فيها. هؤلاء يحتاجون إلى رؤية انعكاسهم في المرآة لملاحظة تقاسيم وجههم ومعرفة ما إذا كانت مبتسمة أو مقطبة، حتى يتأكدوا من حالتهم النفسية بناء على تعابير الوجه.

وتؤكد المجلة أن كل هذه الظواهر تؤكد أن الشخص المعني يحمل علامات ضعف تقدير الذات، وعدم الوثوق في النفس وعدم معرفة قيمة الذات. وهذا النوع من الأشخاص يعانون غالبا من صعوبة في بناء علاقات صحية ودائمة مع شركاء وأصدقاء، وعاجزون عن رؤية الفرص والمنح التي تقدمها لهم الحياة.

وتضيف المجلة أن من يعانون من هذه المشاكل يحتاجون لإيجاد العلاج المناسب والخطوات العملية لتحسين ثقتهم بأنفسهم، باعتبار أن افتقاد هذا الأمر يعكر صفو حياتهم ويجعلهم يعيشون في وحدة وعاجزين عن بناء شبكة العلاقات الاجتماعية. ولكن في نفس الوقت يجب عدم الخلط بين النرجسية التي تعد صفة مذمومة، والاعتزاز بالنفس الذي يعكس الثقة والتوازن الداخلي.

تمارين المرآة

تقول المجلة إن المرآة يمكن أن تكون رفيقتك ومساعدتك، حيث أن النظر إلى وجهك وجسدك يساعدك على قبول نفسك والاقتناع بمظهرك، وهي خطوة أساسية حتى يقبل بنا الآخرون في حالتنا الطبيعية.

وتمرين النظر إلى المرآة يساعدك على أن تتعود على نفسك وتحبها، وهو يتمثل أساسا في: نزع الملابس والوقوف أمام المرآة وإصدار عبارات الإطراء والمدح لأنفسنا ولأجسادنا التي تمنحنا الحياة والمتعة والحب. 

هذا التمرين قد يكون صعبا في البداية، ولذلك يمكن القيام به بشكل تدريجي، حيث يتم التجرد من الملابس بشكل جزئي وليس كلي في البداية، وفي مكان مظلم قليلا.

وتذكر دائما أن مفتاح النجاح في هذه التمارين هو الوعي بالذات، حيث أنك لست واقفا أمام المرآة للبحث عن عيوبك وذم نفسك، بل لترى صورتك كما هي وتقبل بها وتحبها.

هذه التمارين لها العديد من الفوائد، حيث أنها تجعلك تتعود على نفسك وصورتك، وتجعلك تقيم رابطا بين مظهرك الخارجي وحالتك الباطنية.

كذلك فإن هذه التمارين تجعلك تتجاوز بعض العقد النفسية المرتبطة بقسمات وجهك وخصائص جسمك، على غرار شكل العينين والأنف والأرداف وما إلى ذلك.

إضافة إلى ذلك فإن تجريب هذه الأفكار يمكن أن يقود نحو الإقبال على التغيير، من خلال تغيير طريقة وضع مساحيق التجميل وتصفيف الشعر وارتداء ملابس تناسبك أكثر، عوض تقليد الآخرين والتقيد بالموضة. وهذه التغييرات بدورها سوف تقودك إلى التوقف عن إخفاء ابتسامتك، بما أنك ستصبح أكثر ثقة في النفس وتطرد الأفكار السلبية.


شارك
التعليقات