تعرف إلى "الحلم الواعي".. نصف البشر لا يعرفونه والعلماء يحاولون مساعدتهم 😨

pexels-ron-lach-8264248
CC0
  • أحمد حسن
  • الإثنين، 27-06-2022
  • 09:59 م
ربما تكون الأحلام رائعة، ولكن تزداد روعتها حين يدرك الشخص النائم أنه يحلم، وهو ما نسميه بالحلم الواعي أو الصافي (Lucid dream) الذي يجعل الأحلام كأنها حقيقة.

للأسف نصف البشر تقريبًا لم يمروا بتجربة الأحلام الواعية خلال حياتهم، وقد أسفرت الجهود المبذولة لتحفيز هذه الظاهرة عن نتائج مختلطة. لكن دراسة نشرت في عام 2018 كشفت عن إحدى أكثر الطرق فاعلية حتى الآن لتحفيز الحلم الواعي.

اظهار أخبار متعلقة



بناءً على أبحاثهم السابقة، أراد الباحثون في جامعة ويسكونسن-ماديسون ومعهد لوسيدتي في هاواي التحقيق في الكيفية التي يمكن بها للمواد الكيميائية المسماة مثبطات أستيل كولينستراز (AChEls) أن تعزز من الأحلام الواعية.

ويعتقد أن الناقل العصبي أستيل كولين يساعد في تعديل نوم حركة العين السريعة REM، ويساعد هذا المركب على التجمع في الدماغ عن طريق تثبيط إنزيم (يسمى أستيل كولينستراز) الذي يثبط نشاط أستيل كولين.

وبالتالي فإن الدواء الشائع المستخدم لعلاج تدهور الذاكرة في مرض الزهايمر - المعروف باسم غالانتامين - هو عبارة عن أستيل كولينستراز (AchEI) سريع المفعول مع آثار جانبية خفيفة فقط، لذلك قام الباحثون بالاستعانة بـ 121 مشاركًا لمعرفة تأثير الدواء على قدرتهم تذكر الأحلام الواعية.

اظهار أخبار متعلقة



تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء المتطوعين لم يكونوا مجرد أشخاص عاديين، بل أشخاص متحمسين ولديهم اهتمام كبير بالأحلام الواعية، والذين تلقوا أيضًا تدريبات باستخدام بروتوكولات تحريض الأحلام الواعية (بما في ذلك ما يُعرف بتقنية MILD). عندما تم الجمع بين هذا التدريب المعرفي والغالانتامين، بدأت الأحلام الواعية في الحدوث.

على مدار ثلاث ليال متتالية، تناول المشاركون جرعات متزايدة من الدواء، الجرعة الأولى كانت عبارة عن علاج وهمي، ثم 4 ملجم من الغالانتامين، ثم 8 ملجم في آخر ليلة.

كل ليلة، استيقظ المشاركون بعد 4.5 ساعات من إطفاء الأضواء، قاموا بممارسة تقنيات تحفيز أحلامهم، وتناولوا كبسولات الدواء، ثم عادوا إلى النوم.

اظهار أخبار متعلقة



وعلى ما يبدو فإن الجمع بين تقنية التحفيز المقترنة بدواء ألزهايمر يساعد بالفعل في تحفيز الأحلام الواعية، وقد أعطت الجرعة الأعلى نتيجة أقوى.

أثناء تناول الدواء الوهمي "النشط" (0 ملغ من غالانتامين ولكن لا يزال يستخدم تقنية MILD)، أبلغ 14% من المشاركين عن حلم واعي، لكن هذه النسبة زادت إلى 27 % عند تناول 4 ملجم وارتفعت إلى 42 % مع جرعة الـ 8 ملجم.

وكتب الباحثون في بحثهم عام 2018 "نتج عن هذا البروتوكول أن 69 من أصل 121 مشاركًا بنسبة (57%) نجحوا في تحقيق حلم واعي في ليلة واحدة على الأقل من بين ليلتين على جرعة نشطة من الغالانتامين".

وأضافوا "هذا البروتوكول هو أحد أكثر الطرق فعالية لتحقيق الأحلام الواعية التي نعرفها حتى الآن، وهو يبشر بجعل الحلم الواعي متاحًا لعدد أكبر من السكان".

اظهار أخبار متعلقة



وهذا أمر مهم لأنه بالإضافة إلى مساعدة الناس على الاستمتاع بأحلام رائعة يمكنهم فيها التحكم بمجريات أحلامهم، يمكن أن يساعد البحث أيضًا في شرح الروابط بين الأحلام الواعية والإدراك ومساعدة الناس على مواجهة مخاوفهم ومعالجة الصدمات أثناء النوم بأمان.

وأوضح عالم النفس دنهولم أسبي من جامعة أديلايد في أستراليا، والذي لم يشارك في الدراسة، لمجلة نيو ساينتست في ذلك الوقت "لقد حققت هذه الطريقة الجديدة أخيرًا معدل النجاح الذي نحتاجه لنكون قادرين على إجراء بحث صحيح عن الأحلام الواعية".

حتى نعرف المزيد عن أمان هذه التقنية، لا ينبغي لأحد أن يجرب الغالانتامين بمفرده. ولكن بمجرد إجراء المزيد من الأبحاث، قد تؤدي هذه النتائج في النهاية إلى حصولنا على عالم لا حدود له تقريبًا من المرح والمغامرة الخيالية.

نشرت النتائج في PLOS One.

شارك
التعليقات