هل لديك القدرة على التخيل؟ | بعض البشر يعانون من "الأفنتازيا" ولا يمكنهم تكوين الصور في أذهانهم 😮

j-balla-photography-oMzfu2sXkrE-unsplash
CC0
  • أحمد حسن
  • الأربعاء، 29-06-2022
  • 09:08 م
تعتبر الأفناتازيا حالة غريبة لا يستطيع فيها بعض الناس تخيل الصور في أذهانهم. لا نعرف عنها إلا من خلال تجارب الأشخاص الذين أبلغوا عنها بشكل ذاتي. لكن اليوم قد يكون لدينا أخيرًا طريقة لاكتشافها بطرق مختلفة وبشكل أكثر تحديدًا من خلال العيون.

في دراسة جديدة، أشار الباحثون أنه يمكن اكتشاف الأفانتازيا بناءً على مدى استجابة تمدد حدقة العين. فعندما تتعرض العين البشرية للضوء الساطع، تنقبض حدقة العين، وعندما تتعرض للظلام تتمدد حدقة العين للسماح بدخول المزيد من الضوء إلى شبكية العين؛ ومع ذلك، فمن المعروف أيضًا أن البؤبؤ يمكن أن يتغير حجمه بسبب المهام المعرفية.

اظهار أخبار متعلقة



اختبر الباحثون في أستراليا مجموعتين من المشاركين؛ المجموعة الأولى مكونة من 42 شخصًا لديهم مهارات تخيل بصري منتظمة تم الإبلاغ عنها ذاتيًا، أما المجموعة الثانية المكونة من 18 شخص فقد كانوا يعانون من أفانتازيا مبلغ عنها ذاتيًا، تم اختبارهم بعرض صور ذات أشكال فاتحة وداكنة على خلفية رمادية. خلال الاختبار أظهر الأفراد من كلا المجموعتين استجابات اتساع حدقة العين بشكل منتظم لجميع الصور الفاتحة والداكنة.

بعد ذلك طلب الباحثون من كلا المجموعتين تخيل نفس الصور وأعينهم مفتوحة. ومن المثير للفضول أنهم وجدوا أن حدقة عين الأشخاص ذوي الخيال البصري المنتظم استمرت في الانكماش والتوسع، في حين أن حدقة عين الأشخاص المصابين بالافانتازيا لم يتغير حجمها على الإطلاق.

اظهار أخبار متعلقة



وقال مؤلفو الورقة البحثية: "تقدم نتائجنا دليلًا جديدًا على أن حدقة أعيننا تستجيب لحيوية وقوة الصورة المرئية التي يتم وضعها في الاعتبار، وكلما كانت تلك الصورة أقوى وأكثر حيوية، زادت استجابة الحدقة للضوء". وأضافوا: "أخيرًا، أظهرنا أنه لا يوجد دليل على استجابة حدقة العين لدى الأفراد الذين ليس لديهم صور ذهنية (أفانتازيا)".

نظرًا لأن استجابة حدقة العين للضوء لا إرادية  تقدم الدراسة مقياسًا جديدًا محايدًا وغير متحيز للأفانتازيا، لأن هذه التقنية لا تعتمد على التقرير الذاتي.

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة، جويل بيرسون من جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: "نحن الآن على وشك أن يكون لدينا اختبار فسيولوجي حقيقي تمامًا مثل فحص الدم، لمعرفة ما إذا كان شخص ما يعاني حقًا من الأفانتازيا".

اظهار أخبار متعلقة



ومع ذلك، ربما يكون السؤال الأكثر إثارة للاهتمام الذي طرحته الدراسة هو كيف يمكن للصور العقلية أن تدفع استجابة حدقة العين اللاإرادية للعمل.

يتعلق أحد التفسيرات التي اقترحها المؤلفون بالآليات المشتركة من أعلى إلى أسفل بين الصور المرئية والإدراك، حيث تقوم مناطق الدماغ التي تفسر المعلومات المرئية بمعالجة المرئيات التخيلية بنفس طريقة البيانات المرئية الفعلية.

في هذه الحالة، تستجيب حدقة العين للإضاءة المتخيلة بشكل مشابه لكيفية استجابته لمصادر الضوء القائمة على شبكية العين، والتي تدعم النتائج التي تفيد بأنه كلما كانت صورك الذهنية أقوى أو أكثر حيوية، كلما كانت الصور الذهنية أكثر شبهاً بالإدراك.

اظهار أخبار متعلقة



أراد الباحثون أيضًا التأكد من أن المشاركين الذين يعانون من الأفانتازيا كانوا يحاولون حقًا تخيل الصور في الدراسة، لذلك قاموا بتضمين مهمة إضافية، حيث طُلب منهم تخيل أربعة أشكال في وقت واحد، بدلاً من شكل واحد.

يقول الباحث في علم الأعصاب لاتشلان كاي: "من المعروف أن حدقة العين لدينا تكبر عندما نقوم بمهمة أكثر صعوبة". "تخيل أربعة أشياء في وقت واحد أكثر صعوبة من تخيل شيء واحد فقط. اتسعت حدقة من يعانون من الأفانتازيا عندما تخيلوا أربعة أشكال مقارنة بواحد، لكنهم لم تتغير بناءً على ما إذا كانت الأشكال ساطعة أو مظلمة".

تساعد قدرة الإنسان على تكوين صور ذهنية للمحتوى المرئي العديد من الوظائف المهمة التي يمكن أن تؤديها أدمغتنا. نقوم بذلك لاسترداد المعلومات من ذاكرتنا الطويلة والقصيرة المدى، ونقوم بذلك عندما نصور الحروف والرموز عند تعلم لغة، ونقوم بذلك عندما نتنقل أو نتذكر أين كنا.

اظهار أخبار متعلقة



بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأفانتازيا، فإن العالم العقلي لديهم مختلف، وهذا يسلط الضوء على الطرق العصبية المتنوعة التي نتفاعل بها جميعًا مع العالم.

نشرت الدراسة في مجلة eLife.



شارك
التعليقات