دراسة: التحديق طويلا في الهاتف يقصر العمر الافتراضي للإنسان 😨

pexels-andrea-piacquadio-859265
CC0
  • مهند العربي
  • الخميس، 30-06-2022
  • 10:49 م
أكد عدد من العلماء في دراسة حديثة لهم إن قضاء الكثير من الوقت في تصفح الهاتف قد يؤثر بشكل مباشر على حياتنا طبقا لصحيفة "الصن ".

وتشير الدراسات الاستقصائية طبقا لهؤلاء العلماء إلى أن البالغين العاديين سيقضون ما يعادل 34 عاما من حياتهم في التحديق في الشاشات.

جينات العين تؤثر على العمر

ودرس معهد باك لأبحاث الشيخوخة ذباب الفاكهة للتدليل على هذا الأمر والتأكد من صحته، وهي حشرة شائعة الاستخدام من قبل العلماء لأن لها عمليات بيولوجية مماثلة للإنسان.

اظهار أخبار متعلقة



ووجد العلماء أن التعرض المفرط للضوء للعيون قد يعطل إيقاع الساعة البيولوجية، ما يسبب مشاكل للصحة.

ووجدت مجموعة البحث سابقا أن تقييد النظام الغذائي لذبابة الفاكهة أدى إلى تغييرات كبيرة في إيقاعاتها اليومية، وزاد من عمرها الافتراضي.

ولمعرفة السبب، بحثوا عن أي الجينات تعمل بطريقة تشبه الساعة، ووجدوا العديد منها، والتي لم يقتصر الأمر على تنشيطها أكثر مع التقييد الغذائي، بل بدا أنه جميعها قادم من العين.

اظهار أخبار متعلقة



وعلى وجه التحديد، من المستقبلات الضوئية، الخلايا العصبية المتخصصة في شبكية العين التي تستجيب للضوء.

ثم قاموا بالتحقيق في ما إذا كانت الجينات الموجودة في العين تؤثر على العمر الافتراضي، ووجدوا أنها تفعل ذلك.

أمر مزعج للغاية

وفي هذا السياق قال كبير المؤلفين بفريق الدراسة، البروفيسور بانكاج كاباهي إن التحديق في شاشات الكمبيوتر والهاتف، والتعرض للتلوث الضوئي حتى وقت متأخر من الليل هي ظروف مزعجة للغاية بالنسبة للساعات اليومية. إنها تفسد حماية العين ويمكن أن يكون لذلك عواقب تتجاوز الرؤية فقط، ما يؤدي إلى إتلاف بقية الجسم والدماغ.

اظهار أخبار متعلقة



وأوضح البروفيسور كاباهي أن الضوء في حد ذاته يمكن أن يسبب تنكس مستقبلات الضوء الذي يمكن أن يسبب الالتهاب.

وقال: "الخلل في وظيفة العين يمكن أن يؤدي في الواقع إلى مشاكل في الأنسجة الأخرى".

وعلى مدى فترات طويلة من الزمن، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مجموعة متنوعة من الأمراض المزمنة الشائعة.

وأشار البروفيسور كاباهي: "دائما ما نفكر في العين على أنها شيء يخدمنا، لتوفير الرؤية، ولا نفكر في الأمر على أنه شيء يجب حمايته لحماية الكائن الحي بأكمله".

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف أنه قد يكون بإمكان البشر المساعدة في الحفاظ على الرؤية من خلال تنشيط الساعات داخل أعيننا، موضحا: "قد يكون ذلك من خلال النظام الغذائي، والعقاقير، وتغيير نمط الحياة، وهناك الكثير من الأبحاث المثيرة للاهتمام تنتظرنا.

كيف تتجنب هذه المخاطر؟

اما المؤلف الرئيسي في الدراسة، الدكتور بريان هودج فقال: "لقد كانت مفاجأة للباحثين أن العين يمكن أن تنظم بشكل مباشر العالم الافتراضي".

واوضح: "تنظم الساعة البيولوجية وظائف الجسم على مدار اليوم، وتتكيف مع الضوء ودرجة الحرارة مع شروق الشمس وغروبها.

واعتمادا على ضوء النهار، تتحكم الساعة البيولوجية في الهرمونات لتجعلنا نشعر بالنعاس أو الجوع.

مؤكدا على أنه يمكن التخلص من هذه الإيقاعات من خلال سلوكنا، مثل التعرض للضوء أثناء الليل من خلال مشاهدة التلفزيون أو العمل في مناوبات ليلية.

اظهار أخبار متعلقة



وما يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق مباشرة على البشر، لكن الدكتور هودج اقترح أن الإيقاع اليومي هو مفتاح.

وفي هذا السياق يقول استشاري العيون حسام فرج: "تمثل أجهزة التواصل الحديثة مشاكل صحية كبيرة، سواء هواتف محمولة أو أجهزة كمبيوتر وخلافه، نظرا لكمية الإضاءة والانبعاثات الصادرة منها، مما يؤثر على صحة الجسم بشكل عام وكافة الأجهزة له، سواء عين أو أذن وهكذا".

وتابع: "بالتالي ينبغي الحذر في التعامل مع هذه الأجهزة خاصة الأطفال نظرا لأنهم في سن نمو وكذلك الشباب لأن الأخطر هنا أن الأطفال والشباب يمضون وقتا كبيرا أمام هذه الأجهزة وعليه يجب الحذر الشديد بشكل عام وتنظيم التعامل وتخفيض ساعات البقاء أمامها قدر المستطاع".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21 لايت": "أما بالنسبة لما جاء بالدراسة المشار إليها، فقال فهذا صحيح إلى حد كبير لأن العين عضو حساس جدا بالجسم ويتأثر بأي شيء سواء مجرد أتربة أو هواء شديد وخلافه، فما بالك بحجم أشعة وتأثيرات ضخمة صادرة عن هذه الأجهزة بالتأكيد سوف يكون له تأثير كبير، سواء فيما يخص مسألة العمر الافتراضي التى ناقشتها الدراسة أو بشكل عام".

اظهار أخبار متعلقة



ولفت فرج إلى أن تجربة الذبابة ربما تكون مؤشرا على ذلك وإن كان التطبيق على الحشرات والحيوانات مجرد مؤشر ولا يفضي إلى نتيجة حقيقية، ولكنه في كل الحالات يجب أخذ ذلك في الاعتبار خاصة في المدة الطويلة التي يقضيها البعض أمام هذه الأجهزة.
شارك
التعليقات