هل كل ذكرياتك حقيقية؟.. عليك التفكير في الأمر مجددا 😧

pexels-koolshooters-7327772
CC0
  • أسماء الكامل
  • الجمعة، 22-07-2022
  • 06:15 ص
 نشر موقع "سامانتيراس" الفرنسي تقريرًا أشار فيه إلى أن ذكرياتنا ليست كلها حقيقية بل هي مليئة بتفاصيل مضافة.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن المرء قد يتذكر مرة أخرى كما لو كان بالأمس عمه يرقص على الطاولة في حفل زفاف وسط أجواء احتفالية مبهجة. ومع ذلك، قد لا يكون لهذه الذاكرة سوى علاقة بعيدة مع الحقائق، لأن ذاكرتنا بعيدة كل البعد عن كونها نسخة حقيقية من الواقع لأننا أساسا لا ندرك سوى جزء منه.

اظهار أخبار متعلقة



ونقل الموقع عن باسكال روليت، أستاذ علوم الأعصاب في جامعة تولوز الثالثة قوله إنه "في مواجهة نفس الحدث، ستعتمد العناصر المحفوظة من قبل شاهديْن على مشاعرهما في وقت المشاهدة أو على مراكز اهتمامهما". وهكذا؛ عند مشاهدة فيلم سيتذكر المتفرج صناعة السيارات بينما يتذكر الآخر صور مدينة البندقية التي يحبها.

الذاكرة تتطور بمرور الوقت

ويوضح الموقع أنه يتم تخزين الذكريات الذاتية ولكن المبنية على عناصر حقيقية في الذاكرة، ولكن على عكس البيانات المخزنة في القرص الصلب، فإن هذه الذكريات تتطور بمرور الوقت؛ أو كما حدد رافاييل هيتيير الباحث والمستشار العلمي للفيلم الوثائقي "أنا أتذكر.. إذًا أنا مخطئ":  "في كل مرة تقوم فيها بإعادة تنشيط ذاكرة، تصبح هشة لمدة ستين إلى تسعين دقيقة، وخلال هذا الوقت، تختفي عناصر ويتم دمج عناصر أخرى".

اظهار أخبار متعلقة



ويعطي الموقع مثالًا فيقول: إذا ذهبنا في نزهة في مدينة تمت زيارتها بالفعل سابقًا، فإننا نتذكر اللحظات التي عشناها في الماضي، كما تدمج الذكريات التفاصيل الجديدة التي لوحظت، مثل مبنى حديث أو سماء أكثر زرقة من المرة السابقة.

بمجرد التغيير، تتماسك ذاكرة وتتلاشى الأخرى القديمة

ويلفت الموقع إلى أنه يمكن أن تنتج هذه التغييرات، التي غالبًا ما تكون غير إرادية، عن حالتنا العاطفية اليومية ومدى إرهاقنا، فقد أظهرت دراسة نُشرت سنة 2017 أنه عندما يتذكر المراهقون ملاحظاتهم السابقة، كلما زاد التزامهم بالقوالب النمطية الجنسانية، كلما قللوا من شأن نتائجهم في الرياضيات للفتيات والفنون للفتيان.

وتوضح عالمة النفس ماري مازيرول، المحاضرة في علم النفس في جامعة فرانش كومتيه، أنه "بمرور الوقت، يستوعب الأفراد الصور النمطية إلى حد تشويه ذكرياتهم لأن الذاكرة تتماسك بمجرد تعديلها وتتلاشى الذاكرة القديمة"، فيما يتسائل الموقع: لماذا يلعب دماغنا مثل هذه الحيل علينا؟؛ حيث يجيب العالم روليت فيقول: "إن مرونة الذاكرة هي في الأصل خاصية إيجابية للغاية، ومن المهم أن يتم تحديث ذكريات المتعلقة بالمكان بانتظام حتى يتمكن المرء من توجيه نفسه".

اظهار أخبار متعلقة



يمكن لدماغنا أن يصنع ذكريات خاطئة

ويشير الموقع إلى أنه منذ السبعينيات، أوضحت عالمة النفس الأمريكية إليزابيث لوفتوس أنه يمكن لدماغنا أيضًا أن يصنع ذكريات مزيفة، فبعد مشاهدة إعلان كاذب لمنتزه ديزني لا ند يظهر فيه شخصية باغز باني، ادعى المتطوعون أنهم قابلوه في شبابهم عندما جاءوا إلى الحديقة الترفيهية. مهما كان اللقاء؛ فهو لقاء مستحيل لأن الأرنب الشهير لا ينتمي إلى عالم ميكي.

وفي دراسة أنجلو-كندية نشرت سنة 2015، ذهب الباحثون إلى أبعد من ذلك، فقد طلبوا من أولياء مجموعة من الطلاب أن يرووا لهم قصصًا عن حياة طفلهم، ثم كان على الأشخاص أنفسهم تقديم أكبر قدر ممكن من التفاصيل. ومع ذلك؛ فإن إحدى هذه القصص، التي تم اختراعها من الصفر، تروي جريمة ارتكبها كل شخص يتراوح عمره بين 11 و14 سنة . في ذلك الوقت، لم يكن الحدث يعني شيئا لأي شخص، ومع ذلك وبعد أسبوع، بعد تلقي تعليمات بمحاولة إحياء هذه الذكرى، تذكر 70 بالمئة من الأشخاص الذين خضعوا للتجربة هذا الفعل التخيلي.

اظهار أخبار متعلقة



ووفقًا للموقع؛ فيؤكد باسكال رولي ذلك قائلًا: "روى البعض عمليات استجوابهم، وتذكر آخرون بوضوح أن الشرطي كان لديه شاربٌ، على سبيل المثال. وكان من الصعب جدا عندئذ أن أشرح لهم أن ذكراهم لم تكن حقيقية".

ويتابع الأستاذ في علم الأعصاب قائلا: "لا شيء يشبه الذكرى الحقيقية أكثر من الذكرى المزيفة؛ فبمجرد أن يتم دمجهما، يبدو الاثنان متطابقين مع تصوير الدماغ، وبالتالي يتمتعان بنفس القوة بالضبط ".

يبدو أن إزاحة الذكريات الجماعية الزائفة أكثر صعوبة

وأفاد الموقع بأنه في كثير من الأحيان، تبدو الذكرى الزائفة ملموسة لدرجة أن البعض يفضل الوثوق بها بدلًا من التشكيك في ذاكرتهم، وهذا هو الحال بشكل خاص في حالات نادرة من الذكريات الزائفة الناتجة عن اتباع بعض العلاجات. في الواقع؛ يعتقد بعض المعالجين أن مصدر الشعور بالضيق هو نوبات الصدمة الماضية التي يحاولون إحياءها من جديد.

اظهار أخبار متعلقة



فكيف إذن تتجنب خلق ذكريات زائفة؟

بحسب الموقع؛ فيقول باسكال رولي: "بما أنني أعمل على هذا الموضوع، فأنا يقظٌ جدًّا بشأن المسألة. ومع ذلك، أدركت أنني كنت أقتبس في إحدى دوراتي دراسة غير موجودة"، ويكمن الحل الوحيد من وجهة نظره في العودة إلى المصادر باستمرار؛ حيث يضيف قائلا: "في حالة حدوث مشكلة، أكتب كل شيء بأكبر قدر ممكن من التفاصيل".

متلازمة صياد مرسيليا

ووفقًا للباحث باسكال رولي، تتغير الذكريات عندما نستخدمها، ولتوضيح وجهة نظره، أخذ مثال صياد مرسيليا، والذي بعد اصطياد سمكة بطول 20 سنتيمترًا تفاخر أمام أصدقائه بأن طول السمكة التي اصطادها بلغ أكثر من 10 سنتيمترات. وبعد أسبوع، تذكر أنه صاد سمكة طولها 30 سنتيمترًا بشكل حقيقي، وإذا تحدث عنها مرة أخرى، زاد طولها بنحو 10 سنتيمتر أخرى، وبعد بضع سنوات يتذكر بصدق صيد سمكة بطول متر.
شارك
التعليقات