ووجد الباحثون في جامعة أوبسالا في السويد، أن قلة النوم يمكن أن تغير تصور الشخص للآخرين من حوله. وكان الأشخاص الذين لم يناموا في الدراسة أكثر ميلًا إلى تصور الآخرين على أنهم إما غير جديرين بالثقة أو أقل جاذبية.
ويخشى فريق البحث أن يؤدي هذا إلى المزيد من السلوك المعادي للمجتمع حيث يقل احتمال تفاعل الناس مع أولئك الذين يجدونهم أقل جاذبية أو جدارة بالثقة.
اظهار أخبار متعلقة
وكتب الباحثون في الدراسة أن "تعابير الوجه ضرورية للتفاعلات الاجتماعية". وبالتالي، فإن قضاء وقت أقل في التركيز على الوجوه بعد فقدان حاد للنوم قد يأتي مصحوبًا بالعديد من المشكلات التفاعلية الاجتماعية، منها الحكم غير الدقيق على الحالة العاطفية للآخرين".
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي المزيد من الانطباعات الاجتماعية السلبية عن الآخرين إلى الانسحاب الاجتماعي لدى الأشخاص المحرومين من النوم.
من أجل الدراسة جمع الباحثون، بيانات من 45 شابًا في سن الـ 25 لم يبلغ أي منهم عن قلة النوم المنتظم، أو الإفراط في استخدام الكافيين من يوم إلى آخر، أو كان مشاكل في الرؤية قد تؤثر على إدراكهم للآخرين.
اظهار أخبار متعلقة
وقضى المشاركون ليلة في البداية مستيقظين، ولم يأخذوا قسطًا كافيًا من النوم. في صباح اليوم التالي، تم تتبع عيونهم أثناء تفاعلهم مع الآخرين. ثم تكررت العملية مرة أخرى، على الرغم من أن هذه المرة سُمح لكل مشارك بفترة ثماني ساعات من النوم.
وجد الباحثون، باستخدام برنامج تتبع العين، أن أولئك الذين لم يناموا في الليلة السابقة شهدوا انخفاضًا بنسبة 6 - 10 % بالمائة في تثبيت عيونهم على وجوه الآخرين.
وعندما طلب منهم تقييم الوجوه، كان المشاركون الذين لم يناموا أكثر قسوة في تقييم مظهر الوجوه. كما أشاروا أيضًا إلى أن الأشخاص الذين كانوا ينظرون إليهم أقل جدارة بالثقة، مقارنة بأولئك الذين حصلوا على ثماني ساعات من النوم.
اظهار أخبار متعلقة
وقال كريستيان بنديكت، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في الجامعة "إن اكتشاف أن الأشخاص المحرومين من النوم في تجربتنا صنفوا الوجوه الغاضبة على أنها أقل جدارة بالثقة وأن الوجوه ذات المظهر الصحي والحيادية على أنها أقل جاذبية يشير إلى أن قلة النوم مرتبطة بالتأثير بشكل متزايد على الانطباعات الاجتماعية السلبية عن الآخرين". وحذر من أن "هذا يمكن أن يؤدي إلى دافع أقل للتفاعل الاجتماعي".
وأوضح ليف فان إغموند، الطالب الذي شارك في الدراسة " نظرًا لأن تعابير الوجه ضرورية لفهم الحالة العاطفية للآخرين، فإن قضاء وقت أقل في التركيز على الوجوه للمحرومين من النوم قد يزيد من خطر تفسير الحالة العاطفية للآخرين بشكل غير دقيق أو متأخر جدًا".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "كان المشاركون لدينا من الشباب، وبالتالي لا نعرف ما إذا كانت نتائجنا قابلة للتعميم على الفئات العمرية الأخرى. علاوة على ذلك، لا نعرف ما إذا كانت ستظهر نتائج مماثلة بين أولئك الذين يعانون من قلة النوم المزمن".