وأفاد باحثون بريطانيون بأنهم استخدموا تقنية تحرير الجينات المعروفة باسم كريسبر "CRISPR" لتعديل الجين المسؤول عن تحويل فيتامين (D3) إلى كولسترول. وقالوا إن تعديل هذا الجين يسمح للطماطم بالاحتفاظ بكمية أكبر من البروفيتامين، والذي يمكن تحويله إلى فيتامين (D) من خلال التعرض للأشعة فوق البنفسجية أو أشعة الشمس.
اظهار أخبار متعلقة
ويفترض الباحثون من مركز John Innes، أن فيتامين (D) الذي يمكنك الحصول عليه من تناول واحدة من هذه الطماطم المعدلة وراثيًا يعادل بيضتين أو 28 جرامًا من التونة.
وبالتالي فإنها يمكن أن تساعد في تلبية الاحتياجات اليومية للأطفال والكبار من فيتامين (D3)، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض عديدة مثل السرطان ومرض باركنسون والخرف.
حيث يعد نقص فيتامين (D) مشكلة صحية عالمية رئيسية تؤثر على ما يقرب من مليار شخص في جميع أنحاء العالم.
معظم الناس يحصلون على فيتامين (D) الذي يحتاجون إليه من ضوء الشمس بين نيسان/ أبريل وأيلول/ سبتمبر طالما كانوا خارج منازلهم، وذلك لأن الجسم ينتج الفيتامين بشكل طبيعي عند تعرضه لأشعة الشمس.
اظهار أخبار متعلقة
ومع ذلك، خلال أشهر الشتاء يعتمد الكثير من الناس على الحصول على فيتامين (D) من الأطعمة مثل الأسماك الزيتية واللحوم الحمراء والكبد وصفار البيض، على الرغم من أن القليل من الأطعمة تحتوي على ما يكفي من فيتامين (D) للوصول إلى الحاجة اليومية الموصى به.
وقال الباحثون في بيان صحفي: "يمكن أن تمثل هذه الطماطم مصدرًا غذائيًا جديدًا، مع تداعيات محتملة على الصحة العامة".
يساعد فيتامين (D) على تنظيم كمية الكالسيوم والفوسفات في الجسم، وهما ضروريان للحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات. ويمكن أن يؤدي نقص فيتامين (D) إلى تشوهات في العظام مثل الكساح عند الأطفال وآلام العظام الناتجة عن حالة تسمى تلين العظام عند البالغين.
كما ارتبطت العناصر الغذائية الأساسية بتحسينات في الحالة المزاجية والمناعة والنوم ومجموعة واسعة من المشكلات الأخرى المتعلقة بالصحة.
اظهار أخبار متعلقة
وتشير الدراسة إلى أن "نقص فيتامين (D) يؤثر على وظائف المناعة والالتهابات ويرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان ومرض باركنسون والاكتئاب وتدهور الإدراك العصبي والخرف. تحتوي معظم الأطعمة على القليل من فيتامين (D) وتعد النباتات مصادر فقيرة جدًا. لقد صممنا الطماطم عن طريق تحرير الجينوم لتوفير غذاء مدعم بيولوجيا".
ويزعم الباحثون أن هذه التقنية يمكن تكييفها للاستخدام في مجموعة من المحاصيل الأخرى مثل البطاطس والفلفل الحلو والفلفل الحار.
ووصفت البروفيسورة دومينيك فان دير سترايتين من جامعة غينت ببلجيكا، والذي لم يشارك في الدراسة، بأن الدراسة بمثابة "قفزة إلى الأمام".
وأضافت "يمكن أن تقلل تدخلات التكنولوجيا الحيوية من الاعتماد على الأطعمة المشتقة من الحيوانات عن طريق زيادة القيمة الغذائية لمنتجات المحاصيل النباتية، مما يجعلها بدائل قيمة. إن إرساء الأمن الغذائي العالمي مع الحد من تآكل قدرة التخزين المؤقت للأرض ضد خطر الانهيار تحت وطأة تغير المناخ العالمي هو أمر ضروري".
اظهار أخبار متعلقة
في هذا السياق، هناك وعي متزايد بالحاجة إلى انتقال كامل لأنظمة الغذاء، بالنظر إلى أن النظام الغذائي الصحي ضرورة للبشر بقدر ما هو ضروري لبقاء التوازن البيئي الدقيق على الكوكب.
تشتق النظم الغذائية لصحة الكواكب في الغالب من مصادر غذائية نباتية وتحد من الدهون المشبعة والأطعمة المصنعة بشكل كبير.
وقال البروفيسور جاي بوبي، أستاذ علم البيئة في جامعة ساوثهامبتون، والذي لم يشارك في الدراسة، إن هذه النتائج مهمة بشكل خاص للأشخاص الذين يتبعون النظم الغذائية النباتية، حيث يوجد معظم فيتامين (D) في اللحوم وأطعمة الألبان.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف "الطماطم المعدلة للجينات لتراكم فيتامين (D3) بمستويات أعلى من الإرشادات الغذائية الموصى بها يمكن أن تؤدي إلى صحة أفضل للكثيرين خاصة وأن الطماطم يمكن الوصول إليها على نطاق واسع ويمكن تناولها بسهولة".
وختم بقوله "هذا الاكتشاف المثير لا يحسن صحة الإنسان فحسب، بل يساهم في تعزيز الفوائد المرتبطة بالنظم الغذائية النباتية. والتي غالبًا ما تشكل تحديات في تأمين بعض الفيتامينات والمعادن الرئيسية الموجودة على نطاق واسع والمتوفرة بيولوجيًا في المنتجات الحيوانية".
تم نشر الدراسة في Nature Plants.