الأمير محمد علي هو أحد أكثر أمراء عصر الدولة العلوية التي أسسها محمد علي باشا حاكم مصر في الفترة ما بين 1805م إلى 1848م اقترابا من العرش ثلاث مرات حيث تولى ولاية العهد والوصاية على العرش ولم يحكم ولكنه ترك إرثا كبيرا من ضمنه قصر ضخم وبديع.
هو ثاني أبناء الخديوي محمد توفيق والشقيق الوحيد للخديوي عباس حلمي الثاني، وابن عم الملك فاروق آخر ملوك الأسرة العلوية فى مصر، ووالدته "أم المحسنين" أمينة هانم إلهامي.
اظهار أخبار متعلقة
ولد الأمير محمد علي باشا توفيق بالقاهرة عام 1875م وتوفي في 1954م بمدينة لوزان بسويسرا عن عمر يناهز 78 عامًا.
بنى أحد أشهر قصور مصر على مساحة كبيرة 61711 متر مربع في مدينة القاهرة وأوصى بتحويله إلى متحف بعد وفاته والذي عرف بمتحف قصر المنيل ويطل على نهر النيل، ويضم 3 سرايات هي الاستقبال والإقامة والعرش استعدادا لحكم مصر.
اظهار أخبار متعلقة
يضم القصر المبني على الطراز الإسلامي مسجدا فريدا إلى جانب برج الساعة المرتفع على الطراز المغربي والذي يطل على واجهة القصر، إلى جانب متحف خاص بمقتنيات الأمير من الصيد تتنوع ما بين الأسود والضباع والتماسيح والغزلان والصقور والنسور والثعابين وحتى الطيور والفراشات النادرة.
نصب العرش ولم يجلس عليه
يقول أحد الطلاب بكلية الآثار بجامعة القاهرة والذين يتطوعون للعمل كمرشدين للزوار: "ما يجعل القصر فريدا في عصره أن به 37 سقفا يختلف كل سقف عن الآخر وكلها من تراث دول مختلفة ما بين الشام والمغرب ومطعم بأخشاب ورسومات وألوان مميزة، وكل الحوائط بها زخارف ما يجعله تحفة فنية، وكل النوافذ زجاج ملون بديع".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف لـ"عربي21 لايت": "القصر الذي يضم 3 سرايات لا تشغل أكثر من 10% من مساحته والباقي حديقة بها العديد من النباتات النادرة كان يجمعها الأمير في أسفاره المشهور بها من مختلف دول العالم وله كتب عديدة عن الخيول والأسفار في الأمصار والبلدان القريبة والبعيدة".
وأوضح: "من المفارقات أن الأمير محمد علي بنى قاعة العرش أملا في اعتلاء الحكم حيث كان وليا للعهد في عصر عباس حلمي الثاني ثم الملك فؤاد قبل أن ينجب ابنه الملك فاروق وكان وصيا على العرش لحين بلوغ فاروق السن القانونية، ثم وليا للعهد حتى أنجب فاروق ابنه الأول أحمد فؤاد الثاني".
تأثره بالدولة العثمانية
ما يميز قاعة العرش هو سقفها الذي يتوسطه قرص الشمس بأشعتها الذهبية رمز الدولة العثمانية، كان يمكن رؤيته في أكثر من سرايا، وكان معجبا بالدولة العثمانية، وضمت إحدى قاعات سرايا الإقامة صورا خاصة مرسومة للسلاطين العثمانيين.
كان الأمير محمد علي مولعا بالعمارة الإسلامية والفن الإسلامي وكان ذلك واضحا في كل غرف القصر، وحرص على إنشاء قاعة كبيرة على الطراز الشامي والأخرى مقابلة له على الطراز المغربي بكل تفاصيل تلك المنطقتين، ولعل برج الساعة على الطراز المغربي هو البرج الوحيد على هذا النسق من الجمال والفن.
