كيف يمكن أن يساعد اللسان فاقدي البصر على الرؤية؟ 😮

pexels-eren-li-7188732
CC0
  • أحمد اليافعي
  • الأربعاء، 31-08-2022
  • 04:09 م
نشر موقع "ذا كونفرسيشن" الأسترالي  تقريرًا للباحث المساعد في علم النفس من جامعة باث مايك ريتشرسون سلط فيه الضوء على دراسة جديدة حول كيفية اعتماد الأشخاص الفاقدين للبصر على اللسان من أجل التواصل بكفاءة أكبر مع محيطهم.

وقال الكاتب، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن اللسان يستجيب للمعلومات بنفس الطريقة تقريبًا مثل اليدين أو العينين مع ميزة إضافية وهي تمتعه بحساسية أكبر من حاسة اللمس.

ومن المعروف أن اللسان يتيح لنا تذوق مختلف النكهات والأطعمة ومن دونه لن نكون قادرين على التحدث أو الغناء أو التنفس بكفاءة أو حتى البلع.

وانطلاقًا من سؤال لماذا لا نستخدم لساننا أكثر؟ يعمل هذا الباحث على دراسة جديدة حول كيفية تحقيق أقصى استفادة من اللسان - خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية.

اظهار أخبار متعلقة



أوضح الكاتب أن بحثه يعد جزءًا من مجال يُعرف باسم "الاستبدال الحسي"، وهو فرع من العلوم متعددة التخصصات يجمع بين علم النفس وعلم الأعصاب وعلوم الكمبيوتر والهندسة لتطوير "أجهزة الاستبدال الحسي" التي تعمل على تحويل المعلومات الحسية من حاسّة إلى أخرى. فإذا كان الجهاز مصممًا لشخص يعاني من إعاقة بصرية، فهذا يعني تحويل المعلومات المرئية إلى صوت أو لمسة.

رسم الصور على اللسان

وذكر الكاتب أن جهاز "برين بورت"، الذي تم تطويره لأول مرة في سنة 1998، يحول بث الفيديو بالكاميرا إلى أنماط متحركة من التحفيز الكهربائي على سطح اللسان. و"شاشة عرض اللسان" هي عبارة عن جهاز صغير على شكل مصاصة يتكون من 400 قطب كهربائي صغير، يتوافق كل قطب كهربائي مع 1 بكسل من بث فيديو الكاميرا.

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف الكاتب أن الجهاز ينشئ عرضًا منخفض الدقة باللمس على اللسان يطابق ما تعرضه الكاميرا. والأمر يشبه إمساك كاميرا بيدك والشعور بوجود يد صغيرة أخرى على طرف لسانك، ليبدو الأمر وكأن شخصًا ما يرسم صورًا على لسانك. تُستخدم هذه التكنولوجيا لمساعدة ضحايا السكتة الدماغية في الحفاظ على شعورهم بالاتزان. وفي سنة 2015، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدامه كمساعد للمكفوفين.

وعلى الرغم من أن جهاز برين بورت موجود منذ سنوات، إلا أنه لم يشهد الكثير من الإقبال في العالم الواقعي مع أنه أرخص بعشر مرات من زراعة الشبكية. وقد اُستخدم جهاز برين بورت لاختبار كيفية عمل الانتباه البشري على سطح اللسان لمعرفة ما إذا كانت الاختلافات في الإدراك هي السبب في ذلك.

اظهار أخبار متعلقة



ويُعرّف الانتباه على أنه مجموعة العمليات التي تنقل المعلومات من البيئة إلى وعينا، وقد تبيّن أنه يمكن جذب انتباهنا من خلال المحفزات البصرية. فإذا رأينا لبرهة شيئًا ما يتحرك بطرف أعيننا، فإن الانتباه يركز على تلك المنطقة. وربما تطورت لدينا هذه القدرة لنتفاعل بسرعة مع الأخطار المحيطة بنا.

وأشار الكاتب إلى أن هذه العملية تحدث أيضًا بين الحواس. وإذا كنت قد جلست يومًا ما في حديقة وسمعت صوت دبّور قادم إلى أذن واحدة، فسوف ينجذب انتباهك سريعًا إلى هذا الجانب من جسمك. فصوت الدبور يجذب انتباهك السمعي إلى الموقع العام للدبور الذي يحتمل أن يكون واردًا منه حتى يتمكّن الدماغ من تخصيص الانتباه البصري سريعًا لتحديد الموقع الدقيق للدبور والانتباه له ثم الابتعاد من هناك بسرعة.

الانتباه إلى اللسان

عمل الكاتب مع زملائه على تطوير نوع مختلف من نموذج "بوسنر كوينغ" (نسبةً إلى مايك بوسنر) لمعرفة ما إذا كان بإمكان الدماغ تخصيص الانتباه عن طريق اللمس على سطح اللسان بنفس طريقة اليدين وأنماط الانتباه الأخرى. وهم يعلمون الكثير عن الانتباه البصري والانتباه اللمسي على اليدين وأجزاء الجسم الأخرى، لكن ليس لديهم أي فكرة عما إذا كان من الممكن ترجمة هذه المعرفة إلى اللسان. وهذا المعطى مهم لأن جهاز برين بورت تم تصميمه وبناؤه وبيعه لمساعدة الأشخاص على "الرؤية" من خلال ألسنتهم، ولكن علينا أن نفهم ما إذا كانت "الرؤية" باللسان هي نفسها الرؤية بالعينين.

أقرّ الكاتب بأن الإجابة على هذه الأسئلة معقدة، إذ يستجيب اللسان للمعلومات بنفس الطريقة تقريبًا مثل اليدين أو العينين، ولكن رغم حساسية اللسان المذهلة فإن عمليات الانتباه لديه محدودة بعض الشيء مقارنة بالحواس الأخرى. ومن السهل جدًا تحفيز اللسان بشكل مفرط - مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحسي الذي يمكن أن يجعل الشعور بما يحدث صعبًا.

اظهار أخبار متعلقة



وأوضح الكاتب أن عمليات الانتباه على اللسان يمكن أن تتأثر بالصوت. فعلى سبيل المثال، إذا سمع مستخدم برين بورت صوتًا على اليسار، فيمكنه بسهولة التعرف على المعلومات الموجودة على الجانب الأيسر من لسانه. ويمكن أن يساعد ذلك في توجيه الانتباه وتقليل الإجهاد الزائد الحسي باستخدام برين بورت إذا تم إقرانه بواجهة سمعية.

ويعتقد الكاتب أنه مع بعض التعديلات، قد تصبح هذه التقنية في النهاية أداة أكثر موثوقية لمساعدة المكفوفين أو الصم على التواصل مع العالم من حولهم. ومن شأنه أيضا أن يساعد الأشخاص المصابين بشلل نصفي على التواصل بشكل أكثر كفاءة.
شارك
التعليقات