تعرف إلى مساوئ إبقاء دماغك مستيقظا بعد منتصف الليل 😨

pexels-shvets-production-8416307
CC0
  • أحمد حسن
  • الإثنين، 05-09-2022
  • 07:45 م
في منتصف الليل وتحت جنح الظلام، قد تتملكك الكثير من الأفكار السلبية التي تجد طريقها إلى عقلك، وبينما تستلقي على سريرك مستيقظًا، و تحدق في السقف، قد تبدأ في اشتهاء بعض الملذّات مثل سيجارة أو وجبة لذيذة.

لكن احذر فقد أشارت الكثير من الأدلة إلى أن العقل البشري يعمل بشكل مختلف إذا كان مستيقظًا في الليل. فبعد منتصف الليل، تميل المشاعر السلبية إلى جذب انتباهنا أكثر من الإيجابية، وتنمو الأفكار الخطيرة وتتلاشى الموانع.

اظهار أخبار متعلقة



يعتقد بعض الباحثين أن إيقاع الساعة البيولوجية البشرية هي المسبب الرئيسي لهذه التغييرات الحرجة في وظيفة الدماغ، حيث لخصوا في ورقة جديدة الدليل على كيفية عمل أنظمة الدماغ بشكل مختلف بعد حلول الظلام.

وتقترح فرضيتهم المسماة "العقل بعد منتصف الليل"، أن جسم الإنسان والعقل البشري يتبعان دورة طبيعية من النشاط لمدة 24 ساعة تؤثر على عواطفنا وسلوكنا.

وباختصار، في ساعات معينة من اليوم، يميل جنسنا البشري إلى الشعور والتصرف بطرق معينة. ففي النهار مثلًا، يتم ضبط المستويات الجزيئية ونشاط الدماغ على اليقظة. لكن في الليل سلوكنا المعتاد هو النوم.

اظهار أخبار متعلقة



وفقًا للباحثين، يتزايد اهتمامنا بالمحفزات السلبية بشكل غير عادي في الليل. حيث يقفز التفكير إلى التهديدات غير المرئية، مما يجعل الشخص معرضًا بشكل خاص للسلوكيات المحفوفة بالمخاطر.

تقول عالمة الأعصاب إليزابيث كليرمان من جامعة هارفارد "هناك الملايين من الناس الذين يبقون مستيقظين إلى منتصف الليل، وهناك دليل جيد إلى حد ما على أن أدمغتهم لا تعمل بشكل جيد كما تفعل أثناء النهار".

وتابع "أناشد إجراء المزيد من البحث للنظر في ذلك، لأن صحتهم وسلامتهم، وكذلك صحة الآخرين تتأثر."

اظهار أخبار متعلقة



ويستخدم مؤلفو الفرضية الجديدة مثالين لتوضيح وجهة نظرهم. المثال الأول هو مستخدم الهيروين الذي يدير بنجاح رغباته في النهار ولكنه يستسلم لرغباته في الليل. والثاني لطالب جامعي يعاني من الأرق، ويبدأ في الشعور باليأس والوحدة مع تكدس ليالي الأرق.

ويمكن أن يكون كلا السيناريوهين قاتلاً في النهاية. الانتحار وإيذاء النفس شائعان جدًا في الليل. في الواقع، تشير بعض الأبحاث إلى ارتفاع خطر الانتحار بمقدار ثلاثة أضعاف بين منتصف الليل والساعة السادسة صباحًا مقارنة بأي وقت آخر من اليوم.

خلصت دراسة أجريت عام 2020 إلى أن اليقظة الليلية هي عامل خطر للانتحار "ربما من خلال اختلال إيقاعات الساعة البيولوجية".

اظهار أخبار متعلقة



والمواد غير المشروعة أو الخطرة يتم تعاطيها أكثر في الليل. حيث كشفت أيضًا دراسة في عام 2020، أجريت في أحد مراكز استهلاك الأدوية الخاضعة للإشراف في البرازيل عن وجود خطر أكبر بمقدار 4.7 ضعفًا للإصابة بجرعة زائدة من المواد الأفيونية في الليل.

ويمكن تفسير بعض هذه السلوكيات جراء الحرمان من النوم المتراكم أو الغطاء الذي يوفره الظلام، ولكن من المحتمل أن تكون هناك تغييرات عصبية ليلية تلعب دورًا أيضًا.

ويعتقد الباحثون مثل كليرمان وزملاؤها أننا بحاجة إلى مزيد من التحقيق في هذه العوامل للتأكد من أننا نحمي الأشخاص الأكثر عرضة للخطر من اليقظة الليلية.

اظهار أخبار متعلقة



حتى الآن، يقول المؤلفون إنه لا توجد دراسات فحصت كيف يؤثر الحرمان من النوم والتوقيت اليومي على عمال المناوبات، مثل الطيارين أو الأطباء، مع روتين نومهم غير المنتظم.

ولمدة 6 ساعات أو نحو ذلك في اليوم، لا نعرف الكثير عن كيفية عمل الدماغ البشري. سواء كان نائما أو مستيقظا، فإن العقل بعد منتصف الليل حتى الآن هو لغز.

ونشرت الدراسة في مجلة Frontiers in Network Psychology.



شارك
التعليقات