كيف تربي طفلك بدون أزمات؟: النموذج الياباني هو الحل 😍

andy-kelly-0E_vhMVqL9g-unsplash
CC0
  • نادر حسن
  • الإثنين، 19-09-2022
  • 05:01 م

تعتبر أساليب الأبوة والأمومة في اليابان من الركائز التي يقوم عليها مجتمع مثالي والتي تؤدي إلى أن يكبر الأطفال بصحة جيدة، مما يزيد من رفاهيتهم العاطفية ويعزز قدراتهم الفكرية والبدنية.

ونشر موقع "لافيدا لوسيدا" الإسباني تقريرًا، ترجمته "عربي 21"، قال فيه إن أطفال اليابان يشعرون بأنهم محبوبون بنسب لا تقل عما يشعر به أطفال البلدان الغربية، مبينًا أن القدرة على الاندماج في المجتمع هي نقطة البداية التي أدت للنتيجة النهائية للمجتمع الذي  أصبحوا عليه، متسائلًا، عما يعنيه هذا بالنسبة للتعليم؟

اظهار أخبار متعلقة



طريقة تربية يابانية يجب تقليدها

وأشار الموقع إلى أنه إذا كنت تتفق مع الفيلسوف كونفوشيوس، فإن السنوات السبع الأولى للشخص هي مرحلة البراءة. ووفقًا له؛ لا يزال الأطفال في تلك المرحلة لا يستطيعون استخدام عقولهم الآن، ولذلك فيجب في هذه الفترة تدليلهم وتعليمهم بصبر، حيث يمثل هذا المبدأ منهجية التعليم في آسيا عمومًا، واليابان خصوصًا.

ويوضح الموقع أن الأطفال اليابانيون لا يعاملون على أنهم بالغون صغار، ولكن يتم معاملتهم كأفراد غير ناضجين لا يزالون يعتمدون بشكل كامل على البيئة المحيطة.

اظهار أخبار متعلقة



أطفال اليابان هادئون

ولفت الموقع إلى أن الأوروبيين الذين يسافرون إلى اليابان يجدون الأطفال هادئين بشكل ملحوظ، ومع ذلك متكيفين مع مجتمعهم بشكل جيد، ومزاج حسن، ونادرًا ما يتذمرون أو يجذبون الانتباه مع تمردهم.

وللوهلة الأولى، وفقًا للموقع، تظهر تصرفات الأطفال اليابانيين أفضل كثيرًا من تصرفات أطفالنا، فيما اعتاد الباحثون عزو هذه الاختلافات السلوكية إلى الجينات، لكننا نعلم اليوم أن ذلك يرجع أساسًا إلى أن المجتمع الياباني يتطلب توقعات عالية من أفراده؛ حيث يضع الآباء هذا في الاعتبار دائمًا عند تربية أطفالهم، ولهذا تظهر المبادئ التالية بشكل مثير للإعجاب.

اظهار أخبار متعلقة



تلبية احتياجات الطفل

وأفاد الموقع بأن هناك قول مأثور في اليابان يقول: "بالنسبة للطفل لا يوجد جوع أبدًا"، مبينًا أنه من الناحية العملية، ينطبق هذا على كل مجال من مجالات حياة الأبناء اليابانيين تقريبًا، ويساعد على ذلك الظروف المعيشية الضيقة عموما.

ويكشف الموقع عن أن المنازل اليابانية تُبنى بطريقة مفتوحة ومرنة للغاية، لذلك لا يوجد فصل مكاني بين الآباء والأطفال، ويمكن دائمًا تلبية احتياجات الأطفال، كما لا يوجد فرص تقريبًا للراحة؛ حيث تعيش الأسرة كوحدة واحدة، فجميع أفرادها ينامون ويعيشون ويأكلون في نفس الغرفة، وفي حال الحاجة لقليل من الخصوصية؛ يتم تثبيت الجدران المتحركة المصنوعة من الورق فقط، وينام الأطفال ينامون بجوار أمهم مباشرة؛ بدءًا من الأصغر حتى الأكبر، بحيث يصبح الطفل في متناول أمه، ويشعر الطفل بقرب أمه منه.

اظهار أخبار متعلقة



ويرى الموقع أن هذه البيئة المفتوحة تقريبًا تؤدي إلى تحقيق رغبات واحتياجات الصغار الذين يشعرون بالتأكيد باهتمام أبويهم غير المشروط، حيث لا يحتاجون حتى إلى التنافس على المودة والاهتمام، وهذا الموقف الأساسي يعني أن الأطفال اليابانيين يبدون هادئين ومتوازنين.

الأطفال ليسوا إزعاجًا أو عبئًا

يقارن الموقع بين حال الآباء في أسبانيا وأوروبا وتعاملهم معهم؛ حيث يقدمون نظرات حائرة للآخرين عندما يصرخ الطفل ولا يريد الهدوء على الإطلاق، وهو ما جعل عدد الفنادق والمناطق الخالية في غرب أوروبا وعدم تواجد آخذ في الازدياد، بينما لا يُنظر إلى الأطفال في اليابان على أنهم مصدر إزعاج، لا داخل الأسرة ولا في الأماكن العامة، فلن يلتفت الجالسون في المطعم أبدًا عندما يصدر الأطفال ضوضاء؛ حيث يتم تجاهل السلوك بأدب وصبر.

اظهار أخبار متعلقة



الأطفال في كل مكان

وبحسب الموقع فإن الانسجام والشعور بالمجتمع أمران مهمان للغاية في اليابان، خاصة بسبب الدروس التي تعلمتها البلاد من ماضيها، فلطالما كان التماسك الأسري والاجتماعي الجيد ضروريًّا للبقاء في أوقات الحرب، وهو ما ينعكس في تربية الأطفال، ولهذا فإنه يتم إشراك الأطفال في كل مكان في سن مبكرة لضمان تعزيز المجتمع المحلي واستدامته.

ويوضح الموقع بأن هذا يشير بشكل خاص إلى العديد من المناسبات الاحتفالية وطقوسها الصارمة، والتي تشمل الزيارات الأسرية المنتظمة، وزيارات التهنئة والتعزية، ومجالس الأسرة؛ حيث يتعلم الأطفال اليابانيون منذ الصغر أهمية أن يكونوا عضوًا فعّالًا في أسرهم.

اظهار أخبار متعلقة



لا للعقوبات

ويبين الموقع أنه إذا أساء الطفل الياباني التصرف؛ فإن والديه يظهران صبرًا كبيرًا من أجل استعادة النظام الأسري والحفاظ عليه؛ حيث يقومون بالتحفيز التقليدي ورواية القصص عن القيم والسلوكيات المرغوبة للصغار بطريقة مسلية، كما أنه من النادر حدوث نوبات غضب أو ضرب أو عقوبات ضد الأطفال في اليابان. حيث تعتبر الانفجارات العاطفية في المجتمع الياباني تعبيرًا عن عدم النضج والإذلال وبالتالي فهي مرفوضة.

التوجيه والسلامة

ويختتم الموقع التقرير بالقول إن التوقعات التي يجب أن يرقى إليها الأطفال اليابانيون في الأسرة خارج جدران المنزل تنطبق عليهم؛ حيث تنطبق نفس القواعد في كل مكان، مما يقيد الحرية الشخصية في التعبير عن نفسها، ولكن في نفس الوقت فهذا الأمر يحافظ على التوجيه والأمن.
شارك
التعليقات