من بين شوارع العالم القديمة، يتميز شارع المعز لدين الله الواقع بوسط حي العاصمة المصرية، القاهرة، بأنه أحد أقدم شوارع مصر والعالم، ويعد سوقا تجاريا وفنيا ومتحفا إسلاميا مفتوحا يتردد عليه يوميا مئات الآلاف.
ويرجع تاريخ الشارع إلى عصر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (341-365 هـ/ 953-975 م)، أول خليفة فاطمي حكم مصر في الفترة ما بين (358-365 هـ/ 969-975م) وهو موقع تراثي فريد تم إدراجه على قائمة مواقع التراث العالمي في عام 1979م.
يصفه الأثريون بأنه أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم حيث يحتفظ بعشرات الأبنية والمساجد الأثرية بالكامل حتى الآن، ويرجع تاريخه إلى تاريخ إنشاء مدينة القاهرة، ويمتد من باب الفتوح شمالًا حتى باب زويلة جنوبًا، أقدم أبواب القاهرة، مرورًا بعدة حارات وشوارع تاريخية عريقة.
اظهار أخبار متعلقة
ويستقبل الشارع العديد من الباحثين عن الآثار الإسلامية إلى جانب السياح من كل دول العالم، ويقول أحد المهتمين بتاريخ المنطقة ويدعى الحاج محمد أبو الفضل، إن "الشارع أثري، والمباني أثرية، والأجواء تاريخية، والأسواق قديمة، والتاريخ حولك من على الجانبين، ويضم مجموعة من أروع آثار مصر الإسلامية في الفترة من القرن العاشر حتى القرن التاسع عشر الميلادي".
وأشار في حديثه إلى "عربي21 لايت": "على خلاف الكثير من الشوارع والأماكن حول العالم يعد الشارع متحفا مفتوحا للعديد من العصور والدول المختلفة التي حكمت مصر والعالم الإسلامي منذ العصر الفاطمي ثم العصر الأيوبي مرورا بالعصور المملوكية المختلفة، ثم العصر العثماني وأخيرا عهد أسرة محمد علي باشا الكبير مؤسس مصر الحديثة (1220- 1372هـ/ 1805-1953م)".
اظهار أخبار متعلقة
وأكثر ما يميز هذا الشارع ، ولا يزال الحديث للحاج أبو الفضل، أن كل دولة جاءت وحكمت ساهمت في بناء المزيد من المباني والمنشآت والمساجد وكأنه لوحة فنية أرادوا استمرارها لتكون شاهدا على الحضارات المختلفة على مر العصور".
سبب تسمية الشارع
سُمى الشارع بهذا الاسم نسبة إلى "المعز لدين الله" الخليفة الفاطمي الذي أرسل قائده "جوهر الصقلي" إلى مصر عام 358 هجريًا– 969 ميلادية لتصبح مصر منذ ذلك التاريخ وحتى عام 567 هـ – 1171م تحت الحكم الفاطمي، بحسب موقع بوابة محافظة القاهرة الإلكترونية.
اظهار أخبار متعلقة
يمتد الشارع من باب الفتوح مرورًا بمنطقة النحاسين، ثم خان الخليلي، فمنطقة الصاغة ثم يقطعه شارع جوهر القائد (الموسكي) ثم يقطعه شارع الأزهر مرورًا بمنطقة الغورية والفحامين ثم زقاق المدق والسكرية لينتهي عند باب زويلة.
يضم شارع المعز عددًا من المساجد الأثرية، والمدارس، والأسبلة، ووكالتين تجاريتين إلى جانب مدافن وبيمارستانات (مستشفيات) وكتاتيب وقصورا، وتصطف الأسواق ودكاكين الحرف اليدوية التقليدية على طول الشارع الأثري القديم الذي يضم أقدم مساجد مصر.
