كيف يمكن أن تساعدنا "البلوكتشين" في مكافحة تغير المناخ؟ 🤔

pierre-borthiry-peiobty-vBCVcWUyvyM-unsplash
CC0
  • عربي21 لايت
  • السبت، 29-10-2022
  • 07:53 ص
نشر موقع إنتروبرونير الأمريكي تقريرًا تحدّث فيه عن الدور الذي يمكن أن تلعبه البلوكتشين في مجهودات مكافحة تغير المناخ الذي نشهد تأثيره على جبهات متعددة، من الضرر الذي يلحق بالإمدادات الغذائية إلى الغازات الضارة.

 وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إنه في أواخر السبعينيات، لاحظ عالم الأرصاد الجوية البريطاني جوناثان شانكلين أن مستويات الأوزون بدأت في الانخفاض. وبحلول عام 1984؛ فقدت طبقة الأوزون فوق محطة أبحاث هالي باي في أنتاركتيكا ثلث سمكها مقارنة بالعقود السابقة، مما شكل فجوة في العازل الطبيعي للأرض الذي يحميها من الأشعة فوق البنفسجية الضارة. وخلال هذه السنوات، طور العلماء وعيًا كبيرا بتغير المناخ ودور البشر في تسريع ذلك.

اظهار أخبار متعلقة



بعد أكثر من 40 عامًا؛ يتسبب تغير المناخ الآن في عديد الأضرار منها نفايات الطعام والتلوث البلاستيكي وإزالة الغابات وتلوث الهواء، لكن لحسن الحظ أن هناك عدد متزايد من ابتكارات التكنولوجيا المتنوعة والحلول المصممة لمكافحة هذه الأضرار، مثل التقنيات التي تمتص حرفيًّا ثاني أكسيد الكربون من الهواء وكذلك السيارات الكهربائية، التي تحظى جميعها بأكبر قدر من الاهتمام من عامة الناس، ولسبب وجيه.

على سبيل المثال؛ أطلقت وزارة الطاقة تحت إشراف جو بايدن برنامجًا بقيمة 3.5 مليار دولار لتوسيع نطاق تقنية الإلتقاط المباشر للهواء التي تساعد على التقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء المحيط، كما تَعِدُ تسلا بمستقبل تكون فيه السيارات الكهربائية رائعة وبأسعار معقولة.

ومع ذلك؛ وفقًا للموقع، لا نسمع عن التقنيات الدقيقة التي تعمل في الخفاء لجعل إدارة سلسلة الإنتاج والإمداد لدينا أكثر مراعاة للطبيعة، مثل أدوات تحليل الفيديو بالذكاء الاصطناعي المستخدمة لفصل المواد القابلة لإعادة التدوير، وبدلات الغوص القابلة لإعادة التدوير، بالإضافة إلى تقنية تثبيت النيتروجين لزيادة محصول الحبوب أثناء إنتاج القمح.

اظهار أخبار متعلقة



وأوضح الموقع أن هذا إلى التحدي الأكبر الذي يواجه الجميع يقودنا للكفاح من أجل مكافحة تغير المناخ. وفي الواقع؛ ليس الأمر أننا نفتقر إلى تطوير التكنولوجيا الخضراء، إذ أنه من المتوقع أن ينمو السوق بنسبة 21.6 بالمئة سنويًّا، ليصل إلى 417 مليار دولار بحلول عام 2030. ونظرًا لأن الكوارث المناخية أصبحت أكثر شيوعًا وتزايدت الحاجة إلى اتخاذ إجراءات مناسبة، فليس من الغريب أن يرتفع هذا الرقم أكثر خلال السنوات القادمة.

وبيَّن الموقع أن المشكلة تكمن بشكل أكبر في تنسيق الجهود الوطنية والعالمية بشكل فعال، وهي عملية تُعرف باسم إدارة المناخ، متسائلًا: كيف ركز المسؤولون المنتخبون على النجاحات على المدى القريب لتمكين البلدان من الاستفادة من التكنولوجيا لمكافحة تحديات المناخ والاستدامة على المدى الطويل، وكيف تتعاون الدول ذات المصالح المتضاربة لتحقيق هذا الهدف؟

اظهار أخبار متعلقة



وبحسب الموقع؛ فمن المثير للاهتمام أن حل المشكلة الأُولى يكمن جزئيًّا في حل الثانية، فقد جاء الاستثناء الكبير عند خروج دونالد ترامب من اتفاقيات باريس للمناخ بعد عام واحد فقط من دخول باراك أوباما إليها. بالطبع؛ تشير عودة الرئيس بايدن إلى الاتفاقية إلى أن الولايات المتحدة جادة في تقديم التزامات طويلة الأجل مع دول أخرى لمكافحة تغير المناخ.


وتكرار مثل هذه الاتفاقية مع روسيا، خاصة الآن، أو الصين، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تنتج انبعاثات كربونية أكثر من الولايات المتحدة، سيكون بلا شك التحدي الأكثر أهمية. وسيأتي مثل هذا الاتفاق لا محالة إذا كانت الولايات المتحدة جادة في خفض الانبعاثات على مستوى العالم، واتفاقية باريس هي خطوة أولى ممتازة لتحقيق ذلك.

وأضاف الموقع أن الابتعاد عن الجغرافيا السياسية والاقتراب أكثر من وادي السيليكون سيمثّل خطوة مهمة أخرى من خلال تبني البلوكتشين، وهي التكنولوجيا التي حصلت على سمعة سيئة للتسبب في الكثير من الانبعاثات نتيجة عملية التعدين، لكن هذا لا يعني دعم كل مشاريع البلوكشين التي لا تقدّم أي فائدة ذي معنى، بل فقط التقنية التي توفر مزايا خاصة في تحسين إدارة المناخ.

اظهار أخبار متعلقة



وأشار الموقع إلى أن البلوكتشين تقدم سجل حسابات شفاف يتتبع بفعالية التبرعات المخصصة لحل أزمة المناخ، والذي يمكن الحكومات ومجموعات المراقبة من ضمان تشريع الأموال بسهولة لتمويل مشاريع تكنولوجيا المناخ بكفاءة. وبما أن الحكومات تشتهر بعدم الكفاءة وانعدام المساءلة، فإنه بإمكان البلوكتشين العمل على حل ذلك، إذ أن ثباتها يجعلها غير قابلة للتلاعب تقريبا وصعبة الاختراق.

ويتم استخدام هذه التقنية بالفعل في القطاع الخاص؛ حيث جمعت منصة الاستثمار المناخي "بيتغرين" 5 ملايين دولار من التمويل الجماعي. وتتمثّل الفكرة الرئيسيّة في العمل على سد فجوة الاستدامة من خلال تمكين مبادرات العمل المناخي من التمتع بفوائد البلوكتشين، أما بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا قلقين بشأن سمعة البلوكتشين الإجمالية، فإن البلوكتشين الخاصة بعملة إيثريوم، التي تعرف بانبعاثاتها، تقوم بالترقية إلى نموذج إثبات الحصة الذي سيقلل من انبعاثاتها بنسبة 99 بالمئة. وباستثناء عملة البيتكوين الجامدة؛ فإن الصناعة بأكملها تتحرك في هذا الاتجاه.

وذكر الموقع أيضًا - في ختام تقريره - أنه سيكون من الحماقة ألا تستفيد الحكومات من البلوكتشين لتعزيز الابتكار والتركيز على التحدي الذي تواجهه إدارة المناخ. ومع استمرار الحكومات في الاعتماد على التكنولوجيا في مكافحة تغير المناخ وازدهار الأطر التنظيمية للعملات الرقمية في كل مكان، فإن التغيير سيكون للأفضل.


شارك
التعليقات