تعرف كيف تتحكم المتغيرات الجينيّة في طولك 🧬

pexels-jinto-mathew-11146331
CC0
  • ابتسام سلامة
  • الأربعاء، 02-11-2022
  • 07:07 م
نشرت مجلة "بوبيولار ساينس" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن مدى قدرة الجينات والبيئة المحيطة على التحكم في طول القامة.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن أبحاثًا أُجريت في سنة 2020 أظهرت أن حوالي 10 آلاف متغير جيني مسؤولة عن الاختلافات في طول الإنسان. وفي الوقت الراهن، تعاون علماء الوراثة الإحصائيين مع الاتحاد الدولي للباحثين في علم الوراثة للتحقيق في الروابط الجينية الإضافية وعلاقتها بطول القامة.

اظهار أخبار متعلقة



وفقا لتقرير نُشر في مجلة "نيتشر"، قام العلماء بتحديث عملياتهم الحسابية في أكبر دراسة للارتباط على مستوى الجينات إلى حد الآن مضيفين 2111 متغيرا جينيا آخر يؤثر على طول القامة. وقد ساهمت الجينات المحددة في تفسير حوالي 40 في المئة من الاختلافات في الطول في صفوف الأشخاص من أصل أوروبي.

وحسب الأستاذة المساعدة في علم الوراثة وعلوم الجينات في جامعة كايس ويسترن ريزيرف، ريبيكا دارا، فإن الاعتقاد أن امتلاك بعض السمات مثل الطول والذكاء أو لون العين يعود لـ "جينات رئيسية" واحدة تحدد النتائج النهائية الظاهرة يعد من المفاهيم الشائعة الخاطئة، بل تتفاعل آلاف المتغيرات الجينية مع البيئة لتحديد مثل هذه السمات. وتضيف دارا: "تُظهر هذه الدراسة الرائعة أن هناك بالفعل أكثر من 12 ألف متغير جيني متميز يساهم في طول قامة السكان الأوروبيين، ومن المحتمل أن تكون المتغيرات الجينية أكثر بكثير من ذلك بالنسبة لسمات أكثر تعقيدا مثل الوزن".

اظهار أخبار متعلقة



يشير مؤلفو هذه الدراسة إلى أن الطول يمثل سمة نموذجية جيدة وجب دراستها. وتقول إيريني مارولي، وهي محاضرة كبيرة في علم الأحياء الحسابي في جامعة كوين ماري بلندن والمشاركة الأولى للدراسة، إنه من السهل قياس الطول لأنه سمة ثابتة تقريبا لدى البالغين مثل الوزن أو معدل الذكاء - وله قابلية وراثية عالية، مما يعني أنه من المرجح أن ينقل والداك الجينات التي تؤثر في الطول. لكن الجينات ليست المتنبئ الوحيد بالطول، بل تتفاعل العوامل البيئية، مثل نقص البروتين الغذائي، والتعرض لأمراض معدية معينة، وممارسة الرياضة، أيضا مع الجينات وتؤثر على النمو العام للجسم.

ذكرت المجلة أن فريق البحث قام بتوسيع حجم العينة من 700 ألف إلى 4.1 مليون ومن ثم إلى 5.4 مليون من  جملة 281 دراسة مساهمة. وعلى عكس البحث الجيني السابق، الذي أخذ عينات فقط من جينات الأفراد من أصل أوروبي، تضمنت هذه الدراسة أكثر من مليون مشارك من أصول شرق آسيوية، وإسبانية، وأفريقية، وجنوب آسيوية.

واستنادا إلى خمسة ملايين عينة من الحمض النووي، وجدت الدراسة 12111 متغير أحادي النوكليوتيدات (SNP) - بدائل قاعدة واحدة في تسلسل الحمض النووي - التي يمكن أن تفسر الاختلافات في الطول، والتي تشكل حوالي 21  في المئة من جينات الطول.

اظهار أخبار متعلقة



أما بالنسبة للمادة الوراثية البشرية فهي تتكون من أكثر من الجينات الفعلية نفسها، حيث توجد معظم المتغيرات الجينية التي تم تحديدها والتي تؤثر على الطول في 7209 أجزاء غير متداخلة خارج الجينات، ومن ضمنها البروتينات التي تنظم كيفية التعبير عن الجينات. ونظرا لأن هذه الجينات من المحتمل أن تكون مرتبطة بتغييرات أكثر دقة، حسب دارا، فقد يفسر ذلك سبب تمتع معظم الأشخاص وجميع المشاركين في الدراسة بطول يندرج ضمن النطاق النموذجي. مع ذلك، من المحتمل أن تساهم التغييرات الدراماتيكية مثل الطفرة الجينية في هذه المناطق في حالات وراثية مثل فرط النمو أو التقزم.

قبل دراسة 2020، أشارت الأبحاث التي أجريت على التوائم إلى أن الجينات قد أوضحت حوالي 60 إلى 80 في المئة من اختلافات الطول. وتوقع مؤلفو الدراسة أن المتغيرات الجينية يمكن أن تؤثر على 50  في المئة من هذه الاختلافات. وفي حين أن الجينات البالغ عددها 12111 قد فسرت الاختلافات في الطول لدى 40 في المئة من الأشخاص من أصل أوروبي، فإن الجينات التي سبق تحديدها قد أوضحت ما بين 10 إلى 20 في المئة فحسب من اختلافات الطول لدى من هم من أصل غير أوروبي.

اظهار أخبار متعلقة



ونقلت المجلة ما ذكرته كارولين كوتشينباكر، أستاذة علم الأوبئة الجينية في جامعة كوليدج لندن، في مقال افتتاحي مصاحب للدراسة، أنه رغم حجم العينات الهائل لهذه الدراسة إلا أن هناك نقصا في التنوع الجغرافي بين السكان غير الأوروبيين. وفي حين أن البحث يحتوي على بيانات عن السكان المنحدرين من أصل أفريقي، إلا أن 0.4 في المئة فقط من المشاركين جاءوا بالفعل من القارة الأفريقية. وفي هذا السياق، تجادل كوتشينباكر بأن  الدراسة لم ترصد التنوع في إفريقيا نظرا لتأثير بيئة الشخص على الجينات.

وتؤكد مارولي أن العمل في المستقبل يحتاج إلى فهم أفضل لتنوع أسلاف السكان غير الأوروبيين، مشيرة إلى أن زيادة عدد الأفراد من أصل غير أوروبي يعد أمرا ضروريا لتحسين دقة الدراسة، وقد يساعد في العثور على متغيرات جينية فريدة لمجموعات معينة. وفهم الطول على المستوى الجيني من شأنه أن يمنح الأطباء القدرة على تشخيص وعلاج الاضطرابات الجينية التي تسبب تغيرات كبيرة في طول القامة.


شارك
التعليقات