وتشهد مصر أزمة كبيرة في توفير الأعلاف لصناعة الدواجن وهي أزمة التي نتج عنها إعدام بعض أصحاب المزارع والمربين ملايين الكتاكيت في مصر.
"أوضاع صعبة"
وعلى وقع "أزمة الكتاكيت"، تفاقمت أسعار الدواجن سريعا، وتبعها أزمة في بيض المائدة الذي ارتفع لمستويات غير مسبوقة.
صار الكثير من المصريين أمام فاقة جوع محتمل، خاصة وأن الدواجن والبيض يمثلان الملاذ الأخير لهم في الحصول على البروتين.
اظهار أخبار متعلقة
وخلال السنوات الماضية، تمكنت نساء الريف المصري من امتهان وتمرس مهنة تربية الدواجن، ولكنهن أصيبن بأزمة كبيرة مع ارتفاع سعر العلف.
الأزمة دفعت بعضهن إلى ابتكار طرق عديدة لمواجهة الأزمة والتغلب عليها بالاستعانة بأطباء بيطريين شباب، وتقليد خبرات الجدات في الوقت نفسه، لتوفير البروتين لأبنائهن.
"عربي لايت" تحدثت مع بعض المربيات عن الطرق والوسائل والحيل التي لجأت لها نساء الريف للتغلب على أزمة الدواجن في مصر.
"زمن أمي وجدتي"
ثلاثة نساء في العقد الثالث، تحمل كل واحدة منهن كرتونة صغيرة يصدر منها أصوات الكتاكيت الصغيرة، بينما يحاولن ارتياد سيارة نقل الركاب تقلهن من قرية السعديين بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، حيث يوجد معمل تفريخ شهير، إلى مقر سكنهم بمدينة مشتول السوق بذات المحافظة.
وفي حديثهن إلى "عربي21 لايت"، عن أزمة نقص الدواجن وارتفاع أسعارها وتفاقم أسعار البيض، قالت إحداهن وهي حاصة على مؤهل متوسط: "أحاول استعادة زمن أمي وجدتي، حيث كن يربين الفراخ البلدي والبط البلدي والإوز والحمام والأرانب، ويحصلن على اللحم والبيض".
وأضافت: "أزمة الدواجن والبيض في الريف يمكن التغلب عليها لوجود أماكن واسعة لتربية الدواجن، أما في المدن، فالأزمة كبيرة ولا يمكن للنساء هناك تربية الدواجن، ويعتمدن على الشراء بأسعار كبيرة، ومن مصادر مجهولة"، مشيرة لأزمة أختها المقيمة في القاهرة.
وأوضحت أنها وجاراتها "قررن الذهاب إلى معمل التفريخ لشراء الكتاكيت خاصة وأن أسعارها رخيصة بنحو 2 جنيه بعد أن كانت من 8 إلى 12 جنيه للكتكوت، والبدء في تربيتها بأنفسهن كغيرهن من النساء اللاتي تعودن الأمر وبرعن فيه منذ سنوات".
اظهار أخبار متعلقة
وقالت ثلاثتهن: "أمامنا عدة وسائل للتغلب على أزمة نقص الأعلاف والحصول على لحم دواجن آمن وخال من الهرمونات والأدوية التي يحقن بها أصحاب المزارع الدواجن، وحتى لا نشتري الدواجن المجمدة التي لا نعرف مصدرها ولا كيف يتم ذبحها؟".
وأكدن أنهن سوف يستعدن تجارب الجدات، بأن "يشترين العلف بسعره الغالي لتربية الكتاكيت حتى ينهين الفترة الأولى من النمو، ثم يقمن بعدها بطحن بواقي الخبز الجاف لديهن والذي يقمن بتجميعه على مدار شهور ويخلطنه مع العلف، وبذلك تقل تكلفة إنتاج الدواجن".
وقلن إنه "برغم ما يسببه حل خلط الخبز المدشوش مع العلف من صدمة للدجاج الذي يرفض في البداية تناوله ويلقي بالخبز خارج العلافات؛ إلا أنه في النهاية يضطر لقبوله، خاصة مع إضافة زيت السمك على الخلطة التي تجعل لها رائحة نفاذة تجذب الدجاج".
ويرين أن "الفائدة المرجوة من هذا الحل كبيرة، فبالإضافة إلى أنه يقلل التكلفة فإنه ورغم خسارة الدجاج بعض أوزانها في بداية إطعامها الخبز مع العلف؛ إلا أنها تزيد لاحقا ويتحول لحمها من اللحم الأبيض ليتخذ اللون الأحمر الأكثر غنى بالبروتين".
"حظيرة صغيرة"
وأشرن إلى أن هناك حلا آخر، وهو "العودة إلى الحظيرة الصغيرة والتقليل من عدد الكتاكيت التي يربينها في كل دورة، وبدلا من تربية 100 فرخ يربين 20 أو 30 يمكن إطعامهم دون إرهاق ميزانية بيتهم، وفي نفس الوقت الحصول على اللحوم البيضاء، التي لا يمكن الاستغناء عنها".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضحن، أنهن "مع خبراتهن وخبرات الجارات ومنها وضع مياه محلاة بالسكر للدواجن لتقويتها، لجأن إلى الصيدليات البيطرية للحصول على نصائح الأطباء فيها، والحصول على الأدوية التي تقلل الفاقد من الدواجن وخاصة محلول منع الجفاف والإسهال وأدوية التحصين".
"الفراخ البلدي"
ولفتن إلى الحل الثالث، الذي اعتبرنه "حلا طويل الأجل ويعيد للريف المصري دوره المفقود في إنتاج اللحوم البيضاء والحمراء"، مشيرات لضرورة تربية كل النساء "الفراخ البلدية، والإوز البلدي والبط البلدي والحمام البلدي وكذلك الأرانب".
وأوضحن أن "تربية تلك الدواجن البلدية لا يكلف البيت الريفي شيئا، حيث يتم إطعامهن من بواقي الطعام في البيت، والحشائش المنتشرة في الريف".
وقلن، إنه "برغم أن الدواجن البلدية أقل في وزنها عن الدواجن البيضاء وتنمو في فترة زمنية أكبر (40 يوما للبيضاء و3 أشهر للبلدية) إلا أن لحومها أجمل وأفضل ويمكنها إنتاج البيض البلدي بعد نحو 4 أشهر ولمدة طويلة نسبيا عن الدواجن البيضاء".
وأوضحن أنهن "يمكنهن الاستعانة في تربية الدواجن البلدية ببعض الأعلاف في مرحلة مبكرة من النمو ليكبروا سريعا ثم يطعمونها بواقي البيت من الطعام،".
وأكدت النساء الثلاثة أن "نساء الريف قادرات على تجاوز أية أزمة، وأنهن يمكنهن العودة للعمل في الحقول وليس فقط تربية الدواجن".
اظهار أخبار متعلقة
صاحب إحدى المزارع، قال لـ"عربي21 لايت"، إنه "رغم تفاقم حجم الأزمة في المزارع والتي تسببت في وقف الإنتاج وتوقف آلاف المزارع؛ إلا أن لدى ربات البيوت المصريات حلولا بل إن هناك مربيات برعن في التربية أكثر من أصحاب المزارع".