لماذا نضحك؟ | دراسة جديدة تشير إلى أنها قد تكون استراتيجية للنجاة 👀

people-talking-g4cfc24545_1920
CC0
  • أحمد حسن
  • الإثنين، 21-11-2022
  • 08:20 م
حتى وقتنا الراهن، سعت العديد من النظريات لشرح ما يجعل أمرًا ما مضحكًا فيدفعنا للضحك.

وتشمل هذه الأمور من بين أمور أخرى، ارتكاب ما هو ممنوع، أو الضحك بدافع الغطرسة، أو الاستعلاء، أو السخرية، أو التناقض.



أستاذ طب الأطفال كارلو فاليريو بيليني من جامعة سيينا، قرر مراجعة جميع المؤلفات التي تحدثت عن الضحك والفكاهة المنشورة باللغة الإنجليزية على مدار السنوات العشر الماضية.

اظهار أخبار متعلقة



بعد البحث في أكثر من 100 ورقة بحثية، وجد الباحث تفسيرًا جديدًا محتملاً وهو أن: الضحك هو أداة ربما استخدمها الإنسان في محاولة للبقاء على قيد الحياة.



الأوراق البحثية التي تحدثت عن الضحك والدعابة قدمت معلومات مهمة حول ثلاثة مجالات: السمات الجسدية للضحك، ومراكز الدماغ المتعلقة بالضحك، والفوائد الصحية للضحك.

وهنا يثار احتمال أن يكون الضحك أمر تم الحفاظ عليه طوال آلاف السنين الماضية لمساعدة البشر على البقاء على قيد الحياة. كما يمكن أن يفسر أيضًا سبب انجذابنا إلى الأشخاص الذين يجعلوننا نضحك.

اظهار أخبار متعلقة



نظرية التناقض جيدة في تفسير الضحك الذي تحركه الفكاهة، لكنها ليست كافية. في هذه الحالة، لا يتعلق الضحك بإحساس شامل بأن الأشياء خارجة عن المألوف أو غير متوافقة. يتعلق الأمر بإيجاد أنفسنا في موقف معين يفسد توقعاتنا للحياة الطبيعية.

على سبيل المثال، إذا رأينا نمرًا يتجول في أحد شوارع المدينة، فقد يبدو الأمر غير منطقي، لكنه ليس كوميديًا - على العكس من ذلك - سيكون أمرًا مرعبًا. ولكن إذا كان النمر يتدحرج مثل الكرة، فسيصبح الأمر هزليًا. إضافة إلى ذلك، يجب اعتبار الحدث غير ضار. فنضحك لأننا نعرف بأن النمر لن يؤذي الآخرين بشكل فعال، ولن يؤذي نفسه، لأنه أمر ليس حقيقي من الأساس.



اظهار أخبار متعلقة



وهنا يمكننا تلخيص عملية الضحك على الموقف السابق المتخيل في ثلاث خطوات:

أولاً: نحتاج إلى موقف يبدو غريبًا وفيه تناقص.
ثانيًا: يجب معالجة القلق أو الضغط الذي أثاره الموقف غير اللائق والتغلب عليه.
ثالثًا: يعمل الإصدار الفعلي للضحك كصفارة إنذار لتنبيه الآخرين بأنهم آمنون.

قد يكون الضحك إشارة استخدمها الإنسان منذ الآلاف السنين للإظهار للآخرين أن الاستجابة بالمواجهة، أو الهروب، أمرا ليس مطلوبا وأن التهديد المتصور غير موجود.

وهذا هو السبب في أن الضحك، بحسب معدي الدراسي، غالبًا ما يكون معديًا؛ فهو يوحدنا، ويجعلنا أكثر اجتماعية، ويشير إلى نهاية الخوف أو القلق. الضحك هو تأكيد للحياة.

اظهار أخبار متعلقة



كما أوضحت في دراسة سابقة عن السلوك البشري للبكاء، فإن الضحك له أهمية كبيرة في فسيولوجيا الجسم. الضحك مثل البكاء، والمضغ ، والتنفس أو المشي، هو سلوك إيقاعي.

مراكز الدماغ التي تنظم الضحك هي تلك التي تتحكم في العواطف والمخاوف والقلق. إن إطلاق الضحك يكسر التوتر في الموقف ويغمر الجسم بالراحة.

غالبًا ما تستخدم الفكاهة في محيط المستشفى لمساعدة المرضى في الشفاء، كما أظهرت دراسات العلاج بالمهرج. يمكن أن تحسن الفكاهة أيضًا من ضغط الدم و الدفاعات المناعية وتساعد في التغلب على القلق والاكتئاب.

كما أظهرت الأبحاث التي تم فحصها أن الفكاهة مهمة في عملية التدريس، وتستخدم للتأكيد على المفاهيم والأفكار. الدعابة المتعلقة بمواد التدريس تحافظ على الانتباه وتنتج بيئة تعليمية أكثر استرخاءً وإنتاجية. كما أن الفكاهة تقلل من القلق وتعزز المشاركة وتزيد من الحافز.

اظهار أخبار متعلقة



مراجعة الدراسات السابقة سمحت بظهور فرضية جديدة حول سبب وقوع الناس في حب الأشخاص الذين "يجعلونهم يضحكون"، إنها ليست مجرد مسألة أن تكون مضحكًا، بل هو أمر أكثر تعقيدا.

إذا كان شخص ما يثير ضحكنا، فهذا يشير إلى أنه يمكننا الاسترخاء، وأننا بأمان، وهذا يخلق الثقة. وإذا كان ضحكنا ناتجًا عن نكاتهم، فسيكون له تأثير يجعلنا نتغلب على المخاوف، وهذا يفسر لماذا نعشق أولئك الذين يجعلوننا نضحك.

في زمننا المعاصر، لا نفكر في الضحك ولماذا نضحك. نحن نستمتع به كتجربة راقية و لإحساس الرفاهية الذي يجلبه لنا.

من وجهة نظر أخرى، ربما يكون هذا السلوك البشري بالذات قد أدى وظيفة مهمة من حيث الوعي بالخطر والحفاظ على الذات. حتى الآن، إذا كان لدينا شعور عابر بالخطر، فغالبًا ما نتفاعل بعد ذلك الموقف بالضحك بسبب شعورنا بالراحة المطلقة.
شارك
التعليقات