وقال الكاتب، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن الوعي العام بمشاكل القلق والاكتئاب والصدمات النفسية زاد في السنوات الأخيرة، ليُسلّط الضوء على القضايا المسكوت عنها لعقود طويلة.
اظهار أخبار متعلقة
لكن رغم المستوى الذي وصلت إليه الرعاية الصحية، لا يزال الصمت يطغى على الصحة العقلية لدى الرجال. فوفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يعاني 1 من كل 10 رجال من القلق أو الاكتئاب، بينما أقلّ من نصفهم يطلبون المساعدة. وفي سنة 2020، بلغ عدد وفيات الرجال بسبب الانتحار نحو أربعة أضعاف المعدل المسجل لدى النساء، وكانت الوفيات لديهم نتيجة تعاطي الكحول أو المخدرات ثلاث مرات أكثر.
وأوضح الكاتب أن جميع الإحصائيات المذكورة أعلاه ناتجة عن نقص الخيارات الداخلية في الحياة العاطفية للرجال، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشاعر السلبية، مثل الإحباط وخيبة الأمل والحزن. وفي هذه التجارب الداخلية، يبدو أن هناك ما يقيّد الرجال، لدرجة أنهم يتجنبون طلب المساعدة والدعم حتى عندما يكون الخيار متاحًا لهم، وبدلاً من ذلك يختارون غالبًا الصمت على حساب صحتهم النفسية.
وأورد الكاتب أن هذه المشكلة في بعض الأحيان تُناقش كما لو أن الرجال ببساطة لديهم طريقتهم الخاصة في التعامل مع التجارب المؤلمة، بمعنى أنهم مختلفون تمامًا عن النساء. ولو كان هذا الافتراض صحيحًا، لما شهدنا الإحصائيات المذكورة أعلاه. ومع أن هناك طرقًا شائعة يتعامل بها الرجال مع الحزن، إلا أن ذلك لا يعني أنهم يعالجون مشاعرهم أو يتوصلون إلى حل صحي.
اظهار أخبار متعلقة
وحسب الكاتب، لا تكمن المشكلة الحقيقية في أن الرجال لديهم وسائل أو طريقة أخرى للحزن، وإنما تتعلق بنظرة الثقافة الغربية للرجال، التي لا تشجعهم على إظهار الحزن. وأي اعتراف بالحزن يتعارض مع الكثير من التعليمات الاجتماعية التي يتلقاها الرجال طوال حياتهم. فمنذ الصغر، يُقال لهم إن الرجال لا يبكون، أو ما شابه ذلك. وهذا ما ذهبت إليه الدكتورة برين براون في كتابها "الجرأة"، بقولها: "يعيش الرجال في الأساس تحت ضغط رسالة واحدة: لا تظهروا ضعفكم".
وأضاف الكاتب أن المعضلة تتمثل في أن الرجال ليس لديهم طريقة للتعبير عن الحزن، فهو ليس اختيارًا. إن الألم والخسارة وخيبة الأمل والحزن هي السمات المميزة للتجربة الإنسانية، ولا أحد مستثنى منها. وهذا يعني أن الرجال ليسوا مطالبين بمنع مشاعر الحزن، وإنما التعامل معها.
ولكن بوجود عدد قليل جدًا من السبل المقبولة اجتماعيًا للتعبير عن هذه المشاعر، ليس غريبًا أن يجد الرجال طرقًا أخرى للتعامل معها، مثل الانعزال في بعض الأحيان، أو إلهاء أنفسهم للبقاء مشغولين بما يكفي لكي لا يشعروا بالحزن. وتحت الضغط العاطفي، تتحول تراكمات الحزن إلى غضب.
رغم هذا التحدي، هناك ميل متنامِِ بين الرجال نحو التعبير عن حزنهم، وإيجاد معنى أعمق في حياتهم الداخلية، والتخلص من وصمة العار المرتبطة بالتعبير عن مشاعر مثل الحزن. وفيما يلي، بعض النصائح:
توسيع القدرة على تقبل المشاعر بكامل ثقلها
لقد اعتدنا على عدم التعبير عن مشاعرنا السلبية، فهي محفوفة بالمخاطر، ويجب أن نضعها جانبًا ونمضي بعيدًا. والحل لهذه المعضلة يكمن في تقبّل عواطفنا وليس الابتعاد عنها، لأن "وظيفة الإحساس" الداخلية تشبه إلى حد كبير العضلات عند ممارسة التمارين، حيث تكون الأمور صعبة في البداية.
التوقف عن إذلال الرجال الآخرين
غالبًا ما تؤدي هذه القواعد المقيِّدة للرجال إلى احتقار أولئك الذين يجرؤون على الخروج عنها. وبهذه الطريقة، يصبح الرجال أعداءً لبعضهم البعض، ما يخلق المزيد من الألم بدل الدعم الذي هم بحاجة إليه. لذلك، حسب الكاتب، "نحن بحاجة إلى التوقف عن إذلال الرجال الآخرين بسبب بكائهم أو شعورهم بالحزن. وحتى إن لم نقدم لهم الدعم، فعلى الأقل نمنحهم الاحترام".
البحث عن مجموعة رجال مغايرة لا يخشون إظهار ضعفهم
إحدى أكثر المهام تحديًا هي الانفتاح على أشخاص آخرين. ويوضح الكاتب أن العمل الداخلي هو رحلة شخصية، لكننا نحتاج إلى وجود أشخاص آخرين بجانبنا، فلا يوجد إنسان يعيش بمفرده. ومن خلال البحث عن أشخاص آخرين يشاركون في هذه المخاطرة وإظهار جوهرنا، سنجد مجتمعًا داعمًا ومفيدًا لعملية الشفاء.